مفتاح هدنة غزة "حائر" بين أهداف السنوار الإنسانية وفرصة نتنياهو الأخيرة
تحجب الموجة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة ــ المناقشة حول نقاط الخلاف المألوفة الآن والمناشدات من مختلف أنحاء العالم ــ حقيقة قاتمة حول الجهود التي استمرت شهورا لإنهاء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحرير عشرات المحتجزين، وهذه الحقيقة تنطوي على أن أي اتفاق يتطلب توقيع رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
مَن يملك مفتاح هدنة غزة؟
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية، إلى أن "نتنياهو والسنوار عدوان لدودان، ومفاوضان صعبان للغاية، ويعلمان أن نتيجة المحادثات ستشكل بشكل عميق إرثهما"، لافتًا إلى أنه "في حالة السنوار، قد يعني ذلك الحياة أو الموت".
وأضاف أن "كلاهما لديه حوافز قوية لإنهاء الحرب. ولكن قد يعتقدان أيضا أنهما قد يستفيدان من الصمود لفترة أطول قليلا، وأن الحرب أفضل من صفقة لا تفي بمطالبهما"، مشيرًا إلى أنه "بالنسبة لنتنياهو، فإن توقيع صفقة يعني عدم تحقيق هدف الحرب وهو تحقيق الانتصار الكامل على حركة حماس وتحرير المحتجزين، وهي الأهدف التي يعتقد الجميع بمن فيهم قادة الاحتلال الإسرائيلي أنها غير متوافقة".
وتابع نتنياهو يتعرض لضغوط هائلة سواء دولية أو من عائلات المحتجزين أو الإسرائيليين من أجل إبرام صفقة وتحرير المحتجزين حتى لو كان الثمن ترك حركة حماس دون تدمير، كما تدفع الولايات المتحدة، التي قدمت مساعدات عسكرية رئيسية ودعمًا دبلوماسيًا لإسرائيل، من أجل مثل هذه الصفقة، لكن ائتلاف نتنياهو الحاكم يعتمد على وزراء من أقصى اليمين يريدون إعادة احتلال غزة بشكل دائم وهددوا بإسقاط الحكومة إذا تنازل كثيرًا، وهذا من شأنه أن يجبر على إجراء انتخابات مبكرة يمكن أن تدفعه بعيدًا عن السلطة في وقت يحاكم فيه بتهمة الفساد ويعجل بمحاسبته بشأن إخفاقه الأمني في 7 أكتوبر".
وبحسب التقرير، فإنه "كلما طال أمد الحرب، زادت احتمالات تحقيق إسرائيل لشيء يبدو وكأنه نصر ــ قتل السنوار، وإنقاذ المزيد من المحتجزين ــ وكلما طال أمد حاجة نتنياهو إلى إصلاح مكانته السياسية وإعادة تشكيل إرثه، ولكن هذا يأتي أيضا مع المخاطر مع ارتفاع عدد الجنود الذين قتلوا في المعارك كل يوم تقريبا، وتزايد عزلة إسرائيل بسبب المعاناة التي ألحقتها بالفلسطينيين".
ونوه بأنه "بالنسبة للسنوار فهو يرغب بقوة في إنهاء هذه الحرب التي أسفرت عن استشهاد 40 ألف شخص وإصابة 90 ألف آخرين ونزوح 90% من سكان القطاع وتدمير مدنها الرئيسية".
وأشار إلى أن "ورقة المساومة الوحيدة التي يملكها السنوار هي 110 محتجز، ويعتقد أن نحو ثلثهم قد لقوا حتفهم، وهو يحتاج إلى أكثر من مجرد توقف مؤقت في القتال، حيث يريد إنهاء الحرب بالكامل".
وأضاف أن "أي صفقة طرحت حتى الآن تفتقر إلى ضمانات إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من غزة، كما أن تحرير الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية هو هدف مقدس للسنوار وغيره من قادة حركة حماس"، لافتًا إلى أن "أهم شروط السنوار هو عودة الفلسطينيين لمنازلهم مرة أخرى لإعادة إعمار القطاع المدمر".
وأوضح تقرير الوكالة الأمريكية، أن "أي اتفاق لوقف إطلاق النار يعني انتصار السنوار على نتنياهو في هذه الحرب، خصوصًا وأن السنوار لا يخشى الموت؛ لأن الاستشهاد أمر مقدس في حركة حماس، وقد يكون الموت أفضل للسنوار من صفقة بدون وقف للحرب".