استراتيجيات إيران للرد على إسرائيل وإثارة الذعر الأمريكي.. ماذا يجري خلف الكواليس؟
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه مع انتهاء حزب الله وإسرائيل من تبادل الضربات الانتقامية، لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بالقلق والمخاوف من الحرب الإقليمية، بسبب عدم تنفيذ إيران لضربتها الانتقامية من إسرائيل بعد بالرغم من المعلومات الاستخباراتية التي تفيد بأن الضربة الإيرانية في حال تنفيذها ستكون محدودة وغير مدمرة.
ذعر أمريكي من اندلاع الحرب الشاملة
وتابعت الصحيفة أن إيران ليس أمامها سوى خيار الرد على إسرائيل بطريقة تحذيرية ليس أكثر، وعدم إثارة أي حرب ستكون مدمرة للجميع.
وأضافت أن كيفية رد إيران لا يزال مجهولًا، حيث يمكنها اختيار مسار عمل لم يتوقعه المراقبون الإقليميون، لكن اختيار حزب الله بالالتزام بهجوم محدود هو خيار يعتقد بعض الخبراء الإقليميين الآن أنه قد يعكس خططًا من إيران، حيث تفكر في كيفية تسوية حساباتها مع إسرائيل.
وقال محمد علي شعباني، وهو محلل إيراني: "يستمر الإيرانيون في إلقاء التلميحات حول ضرب هدف بدقة، الدقة والتناسب هما الآن مفتاح كيفية نظرتنا إلى هذا الأمر".
وأضافت الصحيفة أنه قبل بضعة أسابيع فقط، كانت المنطقة - مرة أخرى - في وضع محفوف بالمخاطر بشكل غير عادي، بعد أشهر من شن إسرائيل حربها الوحشية في غزة.
وأشارت إل أن الجولة الأخيرة من سياسة حافة الهاوية في الشرق الأوسط بدأت الشهر الماضي، عندما ألقت إسرائيل باللوم على حزب الله في صاروخ أصاب ملعب كرة قدم وقتل شبابًا في مرتفعات الجولان المحتلة، ونفى حزب الله مسؤوليته، ثم أطلقت إسرائيل تصعيدًا انتقاميًا سرعان ما وضع المنطقة بأكملها على حافة الهاوية.
وأوضحت أنه في 30 يوليو، ضربت إسرائيل العاصمة اللبنانية بيروت لاغتيال أحد كبار قادة حزب الله، فؤاد شكر، وبعد ساعات، أدى انفجار إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران، حيث كان يحضر حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، وكشف مسؤولون من الولايات المتحدة أن إسرائيل كانت وراء الحادث.
قال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "إذا كان بإمكان إسرائيل أن تفلت من العقاب بقتل الحلفاء الإيرانيين في وسط طهران، فلن يكون هناك ملاذ آمن للقيادة الإيرانية في أي مكان"، مضيفًا أن عدم الاستجابة يشكل تهديدًا وجوديًا لإيران بقدر ما يشكل مخاطر الانتقام.
وأضافت الصحيفة أنه كان لخطر اندلاع حرب شاملة تكلفة سياسية باهظة، فمع استمرار لبنان في الترنح من أزمة اقتصادية مدمرة وفراغ سياسي دام سنوات، يواجه ضغوطًا شديدة من قطاعات أخرى من المجتمع لعدم جر البلاد إلى أزمة أعمق، وقد طُرد عشرات الآلاف من أنصار حزب الله في جنوب لبنان من منازلهم بسبب الضربات الإسرائيلية شبه اليومية.
وبصرف النظر عن كيفية تقييم رد حزب الله في طهران، أشار الدبلوماسيون الإقليميون إلى العديد من التعليقات الأخيرة التي أدلى بها القادة الإيرانيون، والتي صدرت قبل وقت قصير من ضربات حزب الله وبعدها، والتي تلمح إلى انتقام وشيك، ولكن ربما يكون مستهدفًا ومحدودًا.
بعد وقت قصير من ضربات حزب الله، قال المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، للطلاب في تجمع أن الرد "لا يعني دائمًا حمل السلاح؛ بل يعني التفكير الصحيح والتحدث بشكل صحيح وفهم الأشياء بدقة وضرب الهدف بدقة".
لكن الخبراء يقولون إن هذه التعليقات الأخيرة تشير إلى أن رد إيران لن يبدو مثل ما فعلته في أبريل - رغم أنه لا يمكن استبعاد ذلك - بل سيكون أشبه بهجوم مستهدف.
ومن المرجح أيضًا أن يؤجل القادة الإيرانيون أي رد ما دامت المحادثات جارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما قال بعض المسؤولين الأميركيين.
وأشار بعض الخبراء الإقليميين أيضًا إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة بشأن احتمالات المفاوضات بشأن رفع العقوبات.
وقالت مها يايا، مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت، في مقابلة: "إيران براجماتية للغاية، وبطبيعة الحال كانت تتساءل كيف تستفيد من هذا الجهد الذي يبذله الدبلوماسيون الغربيون".