بالأسماء.. حسين مؤنس يؤكد أن أول دائرة معارف في التاريخ كانت عربية
تحدث المؤرخ الدكتور حسين مؤنس عميد معهد الدراسات الإسلامية بمدريد وكيف كانت أول دائرة معارف عربية خالصة.
المؤرخ حسين مؤنس
يقول المؤرخ حسين مؤنس:" نشأ الفكر العربي في العصور الوسطى موسوعيا وانتهى موسوعيا، نشأ على أيدي رجال فتح الإسلام لهم أبواب العلم والمعرفة، وبسط الأرض أمامهم ليضربوا في مناكبها، ويتوسعوا في العلم بالأرض وما عليها، عن طريق المشاهدة والتجربة، ووضع في أيديهم تراث الماضي ليتمثلوه ويضيفوا خلاصته إلى ثروة الفكر العربي الإسلامي الناهض.
ويضيف في مقال له نشره عام 1964 بمجلة العربي:" في القرن الثاني الهجري كانت المعرفة في نظر طلابها كلا واحدا لا يتجزأ، يشمل علوم الدنيا والدين، وتعتبر الكون كله مجالا للبحث، وكان على طالب الثقافة أن يحفظ القرآن ويحيط بمعانيه، ويلم ما تيسر له من النبوي، ويحفظ ما يستطيع من الشعر ويتمكن من اللغة وتاريخ العرب وعلومهم الأولى كالطب الطبيعي والنبات والانواء والفلسفة وغيرها.
يكمل المؤرخ حسين مؤنس: جاء بن المقفع فوسع الأفق وأضاف على ثروة العرب شيئا عظيما من تراث الهند وفارس ونقل للعربية كتبا مثل الخداي- نامة أي كتاب السادة، وكليلة ودمنة، فاما الأول فقد دخل تراثنا تحت اسم سير ملوك الجحيم، وأتاح للناس الفرصة للاطلاع على جانب من تاريخ البشر قبل الإسلام ووضع بين أيدي طلاب التاريخ نموذجا أفادوا منه في تطوير فكرة التأليف التاريخي، وأما الثاني كليلة ودمنة فكان نموذجا جميلا للقصص الرفيع ذي المغزى البعيد، وثروة من الحكمة وتجارب البشر تلقاها الفكر العربي في أجمل صورة وأكملها، وفتح ابن المقفع للناس بكتابه الصحابة أبواب التفكير السياسي ودعاهم إلى التفكير الموضوعي في شئون الدولة والحكومات والشعوب والسلاطين، هذا إلى ما تضمنته كتبه الأخرى منل الدرة اليتيمية والادب الصغير من حكم وتاملات يعجب الانسان من صدورها عن شاب قام بذلك قبل ان يبلغ السادسة والثلاثين من عمره.
الجيل الأول من الموسوعيين
وتحدث حسين مؤنس عن الجيل الأول من الموسوعين خلفا لابن المقفع، وذكر أنهم تميزوا بالموسوعية في كل باب من أبواب المعرفة:" فهشام بن محمد بن السائب الكلبي كتب في علوم القرآن والسيرة النبوية والشعر وعجائب البحر والأصنام والتاريخ العام، بل له كتاب يسمى منطق الطير.
أبو عبيدة معمر بن المثنى
وأبو عبيدة معمر بن المثنى والذي كتب فيما يقول ابن النديكك مائة كتاب وخمسة كتب تتناول كل موضوع تقريبا.
والاصمعي عبد الملك بن قريب بن قيس والذي قام بتأليف بضعة وأربعين كتابا في الشعر واللغة والطب والنبات.
أبو زيد سعيد الأنصاري
وأبوزيد سعيد بن أوس الأنصاري كتب تقريبا من بضعة أربعون كتابا ايضًا، في كل علوم العصر المعروفة، ومن مؤلفاته واحد عن المطر وآخر عن اللبن.
أبو حميد القاسم بن سلام
وأبو حميد القاسم بن سلام والذي ألف في علوم الإسلام واللغة والتاريخ والشئون المالية، وكتابه "الأحوال" آية في التنسيق والعمق وحسن الفهم والدقة، وكتابه الآخر المسمى "غريب المصنف" أشبه بموسوعة تكلم فيها عن الانسان والطعام والشراب والابنية والمواكب والسلاح والطير والحشرات والنار والشمس والقمر وقد أنفق في تأليفه أربعين سنة فلا غرابة أن اصبح اليوم من غرد الكتب في المكتبة العربية.