رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيران تستنزف الاحتلال.. بداية تصعيد أم حفظ لماء الوجه؟

هجمات حزب الله ضد
هجمات حزب الله ضد الاحتلال

تواجه إسرائيل استنزاف كبير وخسائر غير محدودة بسبب انتظارها للهجمات الإيرانية، حيث جرتها إيران إلى فخ استنزاف لمواردها وخسائر اقتصادية كبرى، حيث كانت فاتورة انتظار الضربات أكبر من أي ضربة كانت إيران ستوجهها لإسرائيل انتقامًا من اغتيال الاحتلال لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

استنزاف إسرائيل عسكريًا وطبيًا واجتماعيًا

وبحسب وكالة "رويترز"، قامت خدمة الإسعاف الإسرائيلية بتخزين إمدادات الدم في مركز محصن تحت الأرض، كما قامت المصانع بنقل المواد الخطرة وتقوم السلطات البلدية بفحص الملاجئ وإمدادات المياه بينما تنتظر البلاد هجومًا مهددًا من إيران ووكلائها.

وتابعت أن إسرائيل قامت بتحصين جبهتها الداخلية لعدة أشهر وتم وضع العديد من الاستعدادات منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر الماضي، ومع انتظار التهديدات الإيرانية، أصبحت جيش الاحتلال ومعداته في حالة استعداد دائمة خوفًا من أي خسائر قد تلحق بهم.

وأضافت أن الإلحاح ارتفع بشكل حاد على مدى الأيام العشرة الماضية حيث هدد الصراع المحدود نسبيًا مع حزب الله في جنوب لبنان بالتحول إلى حرب إقليمية شاملة.

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء لقائه بالمجندين الجدد في الجيش: "أعلم أن مواطني إسرائيل في حالة تأهب، وأطلب منكم شيئًا واحدًا - حافظوا على الصبر والهدوء".

وتابع: "نحن مستعدون للدفاع والهجوم، نحن نضرب أعداءنا ونحن عازمون أيضًا على الدفاع عن أنفسنا".

وأضافت الوكالة، أن تجد إسرائيل نفسها الآن في مواجهة تهديد حرب متعددة الجبهات، حيث تواجه مجموعة من التهديدات من قبل حركة حماس، وحزب الله، والحوثيين في اليمن، وكلها مدعومة وممولة من عدوها القديم إيران.

وتابعت أن بعد أشهر من الإنذار والهجوم بمئات الصواريخ الإيرانية في أبريل والذي أحبطته الدفاعات الجوية الإسرائيلية ومساعدة الحلفاء الدوليين، اعتاد الإسرائيليون على الأزمة.

وأضافت أنه تم إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من المناطق الشمالية في مرمى صواريخ حزب الله في بداية الحرب، والآن أصبحت العديد من المناطق الحدودية خالية من الهواء.

ولكن القصف المطول من ترسانة صواريخ حزب الله يمكن أن يصل إلى عمق البلاد إلى أهداف حساسة مثل مدينة حيفا الساحلية في شمال إسرائيل، والتي تقع في نطاق جيد.

وأشارت الوكالة إلى أن مستشفى رامبام في المدينة في حالة تأهب منذ أكتوبر الماضي وأعد منشأته المحصنة تحت الأرض المكونة من ثلاثة طوابق لعلاج المرضى.

حالة تأهب قصوى

وتابعت أن الجيش في حالة تأهب قصوى وفي نهاية الأسبوع الماضي عزز نظامه الوطني لصافرات الإنذار من الغارات الجوية وتنبيهات البث لتشمل رسائل نصية في الوقت الفعلي يتم إرسالها إلى السكان في المناطق المستهدفة.

وفي حيفا، تم تجهيز الملاجئ العامة بأنظمة رقمية حتى يمكن فتحها عن بعد أثناء الهجوم، كما قال يائير زيلبرمان، مدير إدارة الأمن وخدمات الطوارئ في المدينة، كما يتم تجهيزها بمولدات.

وفي مدينة الرملة في وسط إسرائيل، كانت خدمة الإسعاف الوطنية ماجن دافيد أدوم تجمع التبرعات بالدم في مركز خدمة تحت الأرض، محمي بجدران خرسانية سميكة للغاية وأبواب مقاومة للانفجار وأقفال هوائية.

وقال جيش الاحتلال إن قيادة الجبهة الداخلية تظل على اتصال دائم بالمصانع والسلطات المحلية للحفاظ على "صورة كاملة لمستويات مخزون المواد الخطرة".

وقالت مجموعة بازان، التي تدير في حيفا واحدة من أكبر مصافي النفط في شرق البحر الأبيض المتوسط، لرويترز إنها "تعمل على الحفاظ على أمن الطاقة واستمرارية إمدادات الوقود للاقتصاد".

خسائر اقتصادية كبرى لإسرائيل من الحرب النفسية 

وأكدت الوكالة الدولية أن عمليات سحب النقود الجماعية تمثل سيناريو آخر تستعد له سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال بنك إسرائيل: "إن مخزون الأوراق النقدية والعملات المعدنية في بنك إسرائيل والنظام المصرفي سيكون كافيا وفقا لكل التوقعات المرئية".

وعلى جانب آخر، أكدت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن في البلدة القديمة بالقدس، أغلقت جميع محلات بيع الهدايا التذكارية تقريبًا، وفي سوق السلع المستعملة في حيفا، يصقل التجار البائسون بضائعهم في الشوارع الفارغة، وتلغي شركات الطيران رحلاتها، وتفشل الشركات، والفنادق الفاخرة نصف فارغة.

وتابعت أن بعد ما يقرب من 11 شهرًا من الحرب في غزة، يعاني اقتصاد إسرائيل في حين يواصل قادة البلاد الهجوم على غزة الذي لا يظهر أي علامات على نهايته ويهدد بالتصعيد إلى صراع أوسع نطاقًا.

وأضافت الوكالة الأمريكية، أن نتنياهو حاول تهدئة المخاوف بالقول إن الضرر الاقتصادي مؤقت فقط، لكن الحرب الأكثر دموية وتدميرًا على الإطلاق في غزة، ألحقت الضرر بآلاف الشركات الصغيرة وأضعفت الثقة الدولية في اقتصاد كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه دينامو ريادة الأعمال، ويقول بعض كبار خبراء الاقتصاد إن وقف إطلاق النار هو أفضل وسيلة لوقف الضرر، ونزيف الخسائر الذي زاد أكثر بسبب انتظار الهجمات الإيرانية.

وأشارت إلى أن الحرب ألحقت خسائر فادحة بالاقتصاد المنهار بالفعل في غزة، حيث أدت إلى نزوح 90٪ من السكان وتركت الغالبية العظمى من القوى العاملة عاطلين عن العمل. 

وتابعت الوكالة أن انتظار الهجمات الإيرانية كان له تأثير مدمر على الاقتصاد الإسرائيلي بشكل عام وخصوصًا السياحة وأسواق المال والبنوك وغيرها من القطاعات.

وأضاف أن الموانئ الإسرائيلية شهدت انخفاضًا بنسبة 16٪ في الشحن في النصف الأول من العام، مقارنة بنفس الفترة في عام 2023.

وحذرت وكالة فيتش في مذكرة التصنيف التي أشارت إلى احتمال "الإنفاق العسكري الإضافي الكبير، وتدمير البنية التحتية، والمزيد من الأضرار المستدامة للنشاط الاقتصادي والاستثمار".

وفي إشارة أخرى مقلقة، قالت وزارة المالية هذا الشهر إن عجز الدولة على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية ارتفع إلى أكثر من 8% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة العجز إلى الناتج المحلي الإجمالي البالغة 6.6% التي توقعتها الوزارة لعام 2024، وفي عام 2023، بلغ عجز ميزانية إسرائيل نحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي.

وفي الوقت نفسه، أغلقت العديد من الشركات الصغيرة أبوابها لأن أصحابها وموظفيها استدعوا للخدمة العسكرية الاحتياطية، وتكافح شركات أخرى وسط التباطؤ الأوسع نطاقًا.