«حزب الله» يطلق 320 صاروخًا تجاه إسرائيل.. والاحتلال يضرب لبنان بـ100 طائرة
شهدت الجبهة اللبنانية، أعنف مواجهة بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى، إذ أعلن الحزب عن تنفيذ هجوم جوى بعدد كبير من المُسيّرات والصواريخ نحو العمق الإسرائيلى، وتجاه هدف عسكرى إسرائيلى نوعى، فيما قال جيش الاحتلال الإسرائيلى إنه شن ضربات استباقية فى لبنان بنحو ١٠٠ طائرة، لإحباط هجوم أكبر، بعد رصده استعدادات لـ«حزب الله» لشن «هجمات واسعة النطاق» ضد إسرائيل، وهو ما نفاه الحزب.
وأعلن «حزب الله» عن انتهاء المرحلة الأولى من الرد على اغتيال القيادى بالحزب فؤاد شكر، مشيرًا إلى استهداف ١١ موقعًا عسكريًا لقوات الاحتلال، عبر ٣٢٠ صاروخًا.
وأوضح، فى عدة بيانات، أنه أنهى المرحلة الأولى بنجاح كامل، وهى مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية، تسهيلًا لعبور المُسيّرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود فى العمق الإسرائيلى، مشيرًا إلى عبور المُسيّرات كما هو مقرر.
وأضاف أن عدد صواريخ الكاتيوشا التى أطلقت- حتى الآن- تجاوزت ٣٢٠ صاروخًا باتجاه مواقع قوات الاحتلال، منوهًا بأن المواقع التى تم استهدافها وإصابتها هى: ميرون، ومربض نافى زيف، وزعتون، ومرابض الزاعورة، والسهل، وكيلع، وثكنة يوآف، ونفح، وقاعدة يردن، وقاعدة عين زى تيم، وثكنة راموت نفتالى.
ولفت إلى أن هذه العمليات العسكرية ستأخذ بعض الوقت للانتهاء منها، وبعد ذلك سيصدر بيان تفصيلى حول مجرياتها وأهدافها، محذرًا من الرد بقوة على أى تجاوز أو اعتداء إسرائيلى، وبالأخص إذا تم المسّ بالمدنيين.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلى عن أنه شن ضربات استباقية فى لبنان، بعد رصده استعدادات لـ«حزب الله» لـ«شن هجمات واسعة النطاق» ضد إسرائيل.
وشن الطيران الحربى الإسرائيلى غارات على عدة بلدات فى جنوب لبنان، ما أدى إلى أضرار جسيمة بالممتلكات والمزروعات والبنى التحتية، وبعض الإصابات الخطرة.
كما شن الطيران الإسرائيلى غارة على مرتفعات جبل الريحان، وسط تحليق على علو متوسط فوق منطقة جزين. وفى قضاء مرجعيون، شن قصفًا مدفعيًا ثقيلًا، نتجت عنه إصابة شخص بجروح، فيما أطلق صواريخ «جو- أرض» باتجاه بلدة المنصورى قضاء صور، دون تسجيل إصابات، كما استهدفت غارة من مُسيّرة بستانًا فى محلة القاسمية، ما أدى إلى إصابة جريح حالته خطرة.
وشن الطيران الحربى الإسرائيلى، أيضًا، غارتين على أطراف بلدة زبقين، كما أغار الطيران المُسيّر مستهدفًا سيارة فى منطقة جبلة فى بلدة الخيام، ما أدى إلى وقوع إصابات، كما استهدفت مدفعية الاحتلال وادى شبعا وبلدة الضهيرة فى القطاع الغربى، وحلّق الطيران الإسرائيلى والمُسيّر بشكل مكثف فى أجواء قرى وبلدات القطاع الغربى.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أمس، بـ«القيام بكل شىء» لاستعادة الأمن فى شمال إسرائيل، وقال، فى بيان نشره مكتبه: «نحن مصممون على القيام بكل شىء لحماية إسرائيل وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم».
وأضاف «نتنياهو»، فى بداية جلسة المجلس الوزارى الأمنى فى تل أبيب: «رصدنا تحضيرات (حزب الله) للهجوم على إسرائيل، وبعد مشاورات مع وزير الدفاع ورئيس الأركان أصدرت تعليماتى للجيش بتوجيه ضربة استباقية لإزالة هذا التهديد».
وتابع: «الجيش يعمل بكثافة لإحباط التهديدات، ودمر آلاف الصواريخ التى كانت موجهة إلى الشمال، وسنواصل إحباط أى تهديد والعمل بقوة كبيرة هجومية ودفاعية».
وعقب تبادل الضربات، توقفت الرحلات الجوية من وإلى مطار «بن جوريون» فى تل أبيب لمدة ٩٠ دقيقة تقريبًا، كما توقفت بعض الرحلات الجوية من وإلى بيروت، ما أدى إلى تقطع السبل بالركاب.
وفى شمال إسرائيل، دوّت صافرات الإنذار وسُمع دوى انفجارات متعددة حول عدة مناطق، حيث أسقط نظام الدفاع الجوى الإسرائيلى «القبة الحديدية» صواريخ قادمة من جنوب لبنان.
وأعلنت خدمة الإسعاف حالة التأهب القصوى فى جميع أنحاء إسرائيل، وقالت إنه لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات، بينما طالب جيش الاحتلال بالالتزام فى الملاجئ، وهو ما رفعه لاحقًا، وقال إن الأفراد يمكنهم الذهاب إلى العمل إذا تمكنوا من الوصول إلى الملاجئ بسرعة.
فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القصف الذى ضرب المناطق الشمالية ألحق أضرارًا بالمنازل.
من جهتها، قالت وكالة أنباء «أسوشيتد برس»، الأمريكية، إن تبادل إطلاق النار بشكل مكثف بين إسرائيل و«حزب الله» اللبنانى يهدد بإشعال حرب شاملة، يمكن أن تجتذب الولايات المتحدة وإيران والجماعات المسلحة فى جميع أنحاء المنطقة إليها.
وذكرت أن هذه التطورات يمكن أيضًا أن تُدمر الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى قطاع غزة، حيث تواصل إسرائيل حربها ضد حركة «حماس» الفلسطينية، حليفة «حزب الله»، لأكثر من ١٠ أشهر.
وفى الولايات المتحدة، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى، شون سافيت، إن الرئيس الأمريكى جو بايدن «يراقب عن كثب الأحداث فى إسرائيل ولبنان».
وأضاف: «بناءً على توجيهاته، يتواصل كبار المسئولين الأمريكيين باستمرار مع نظرائهم الإسرائيليين.. ونحن سنستمر فى دعم حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وسنستمر فى العمل من أجل الاستقرار الإقليمى».
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن وزير الدفاع، لويد أوستن، تحدث مع نظيره الإسرائيلى يوآف جالانت حول دفاعات إسرائيل ضد «حزب الله».
وأكدت «البنتاجون»، فى بيان، أمس، أن «أوستن أكد التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل ضد أى هجمات من جانب إيران وشركائها الإقليميين ووكلائها».
من جهتها، أشادت حركة «حماس»، أمس الأحد، بالهجوم الذى نفذه «حزب الله» على إسرائيل، وقالت إنه يشكّل «صفعة» على وجه الدولة العبرية.