رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى المؤرخ رءوف عباس.. قراءة فى كتاب "الحركة العمالية فى مصر"

رؤوف عباس
رؤوف عباس

عرف المؤرخ رءوف عباس بأنه صاحب مدرسة في التاريخ الاجتماعي، تخرج فيها العديد من الباحثين الذين تميزوا في هذا المجال وأسهموا في نشره في اليابان وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، كما أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات التاريخية المتميزة، باللغتين العربية والإنجليزية، هذا فضلًا عن أعماله المترجمة.

شارك رءوف عباس (24 أغسطس 1939 - 26 يونيو 2008) في تحرير عدد من الأعمال، ومن بينها "الحركة العمالية في مصر" الصادر عام 1968 بالقاهرة، فقد شهدت هذه الحركة نشاطًا كبيرًا في البناء الاقتصادي والاجتماعي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وهو ما استطاع رصده هذا الكتاب، كما رصد تطور الحركة على المستوى النقابي والمهني والاجتماعي خلال هذه الفترة.

الحركة العمالية في مصر
كان للانقلاب الصناعي في القرن الثامن عشر تأثيرٌ كبير على أوضاع العمال في العالَم أجمع؛ فقد اختفى نظام الطوائف الحِرفية، وأدى اختراع الآلات البخارية إلى الإقلال من شأن المجهود العضلي وتدنِّي مستوى الأجور، وحشر آلاف العمال في مناطق صناعية تفتقر إلى البيئة الصحية الملائمة؛ وهو ما أدى إلى ظهور التنظيمات النقابية العمالية للتأكيد على كِيان العامل الذي رفض الاستسلامَ للأوضاع الجديدة التي كادت تسلبه حريته وكرامته. ومن أبرز هذه التنظيمات "الحركة العمالية المصرية"، التي شَهِدت تأسيس أول نقابة عمالية عام 1899.

فقد ألقت ظروف المجتمع المصري على الحركة العمالية في مصر الحديثة مسئولية مزدوجة: الدفاع عن مصالح العمال أنفسهم، والدفاع عن مصالح الوطن عامة في مواجهة السلطان المطلق والإمبريالية الغربية، ومضت الحركة العمالية تحمل هذا العبء المزدوج، ومن هنا جاء ارتباطها بالحركات السياسية والحزبية في مصر حتى قيام ثورة 1952.

رءوف عباس 
وُلد رءوف عباس حامد في عام 1939 بمحافظة بورسعيد، ولكنه انتقل للعيش مع جَدته في القاهرة عام 1943، تلقى تعليمه الأولى في أحد الكتاتيب بالقاهرة، ثم استكمل مراحل تعليمه الأساسي بإحدى مدارس حي شبرا، وبعد أن حصل على الثانوية التحق بكلية الآداب جامعة عين شمس وتخصص في دراسة التاريخ، وحصل منها على درجة الليسانس عام 1961، كما حصل على درجة الماجستير من الجامعة نفسها عام 1966، ودرجة الدكتوراه في عام 1971.

عُين معيدًا بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم تدرَّج في السلك الأكاديمي إلى أن وصل إلى درجة أستاذ بالقسم وتولَّى رئاسته، وعمل رءوف عباس أستاذًا للتاريخ الحديث بجامعة القاهرة وأستاذًا زائرًا بجامعات طوكيو (اليابان)، قطر، الإمارات العربية المتحدة، السوربون (باريس)، فضلًا عن جامعات كييل، وإسن، وهامبورج، وفرايبرج (ألمانيا)، جامعة كاليفورنيا، جامعة ستانفورد، جامعة جورجيا (أمريكا)، الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

كان عباس عضوًا فعّالًا في عدد من الجمعيات واللجان التي تمارس النشاط العام، ومنها اللجنة المصرية للتضامن الآسيوي الإفريقي، الجمعية القومية للوحدة الوطنية، الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية"، مجموعة العمل من أجل استقلال الجامعات المصرية (9 مارس)، صالون النديم، نادي القلم الدولي، والمجلس الدولي للأرشيفات التاريخية– باريس.

حصل رءوف عباس على عدد من الجوائز؛ ومنها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، مصر، فبراير 1983، واختير ليكون ضيف الشرف الذي تكرمه جمعية دراسات الشرق الأوسط بأمريكا الشمالية في مؤتمرها السنوي نوفمبر 1990، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، مصر، عام 2000.