"أنا لست روبوتًا".. لماذا نثبت للمواقع الإلكترونية أننا بشر؟
"أنا لست روبوت" تلك هي الجملة التي بدأت في الانتشار في الفترة الأخيرة أثناء استخدام العديد من المواقع الإلكترونية، والتي تمثل في كثير من الأحيان عائقا أمام استخدام هذه المواقع بسهولة، نظرًا لتكرار ظهورها، وصعوبة إثباتها.
إذ تُظهر بعض المواقع الإلكترونية عبارة "أنا لست روبوتًا" أثناء الدخول من أي مستخدم إلى بعض المواقع الإلكترونية، وتطلب من المستخدم بهدف إثبات هذا الأمر، التظليل بعلامة "صح" على الصور التي تتضمن وجود الصورة المطلوبة الموجودة في أعلى الصفحة.
خبير تكنولوجى: حماية للمواقع من سرقة البيانات وانهيارها
الدكتور محمد سعيد الخبير التكنولوجي في حديثه لـ"الدستور" فسّر خاصية التأكيد أن المستخدم ليس "روبوت" أو برنامجا آليا والتي يطلبها الكثير من المواقع حاليًا والتي بسببها ينزعج الكثيرون من الضرر الكبير الذي يقع على هذه المواقع بسبب تلك البرامج الآلية "الروبوت".
وأوضح أنه في الفترة الحالية صُمم العديد من البرامج الآلية "الروبوت"، بهدف تحطيم العديد من المواقع الإلكترونية، وذلك من خلال سرقة كم بيانات هائلة من الموقع في ثوان معدودة، أو الدخول على الموقع عدد مرات لا حصر لها في لحظة واحدة مما يمثل ضغطا كبيرا عليه وهو الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى وقوعه، كما يمكن لهذه البرامج الآلية "الروبوت" استنزاف المواقع مما يجعلها خطرًا عليها، موضحًا أن هذا ما يفسر قيام هذه المواقع بوضع خاصية للتأكد من أن مستخدمها ليس "روبوت" أو برنامجًا آليًا.
وتابع سعيد أن بين الأسباب التي تجعل المواقع تضع خاصية التأكد من أن المستخدم ليس بروبوت، هو أن بعض هذه المواقع تعرض الكثير من الإعلانات بها وهي موجهة إلى المستخدمين البشريين من أجل تحقيق أرباح، وبالتالي فإنه في حال كان المستخدم برنامج آليًا فهذا يعني أنه قد ضاعت فرصة التربح من وجود الإعلانات على الموقع، وذلك لعدم وصولها إلى المستخدم البشري المستهدف منها.
وتابع الخبير التكنولوجي أنه على الرغم من قيام المواقع بوضع هذه الخاصية لتفويت الفرصة على البرامج الآلية من الدخول إليها، إلا أن هناك وسائل أخرى يتحايل بها البرامج الآلية نفسها للدخول إلى هذه المواقع واختراق هذه الخاصية، مفسّرًا الصعوبة التي تضعها المواقع في إثبات أن المستخدم ليس شخصية آلية.
وفي الوقت نفسه، أوضح سعيد أنه على المواقع أن توفر هذه الخاصية بطريقة أسهل على المستخدمين البشريين، وذلك حتى لا تعوقهم على أداء مهامهم الوظيفية، كأن تراعي الاختلافات الفردية في التمييز والتي تختلف من شخص لآخر، مثل حاسة الإبصار التي قد تكون عند البعض عن آخرين مما ينتج عنه عدم ملاحظة تكرار الصورة المطلوب التأكد من وجودها وبالتالي عدم التظليل وإضاعة وقت المستخدم.