كابوس الحصار يطارد الفلسطينيين بعد أوامر إسرائيل بإخلاء دير البلح
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الآلاف من الفلسطينيين اضطروا للنزوح مرة أخرى في غزة بعد أن أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة في دير البلح، والتي يحذر الخبراء من أنها تتعدى بشكل أكبر على طرق المساعدة والمناطق الإنسانية، حيث يخشى الفلسطينيون من كابوس الحصار في مناطق صغيرة للغاية بعد إخلاء دير البلح.
مساحات آمنة
وتابعت الشبكة الأمريكية أن مقاطع الفيديو كشفت أن الآلاف يسيرون على أرجلهم أو على عربات تجرها الحمير أثناء مغادرتهم المناطق القريبة من مدينة دير البلح بوسط غزة، وكان بعضهم في سيارات خاصة محملة بأمتعتهم، بما في ذلك المراتب والبطانيات وزجاجات المياه والغاز، ويبدو أن الشوارع مليئة بالمنشورات التي ألقاها جيش الدفاع الإسرائيلي والتي تؤكد أمر الإخلاء.
وأمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء أجزاء من مدينة خان يونس الجنوبية، وكذلك مخيم المغازي للاجئين في وسط غزة.
وأضافت الشبكة الأمريكية أن العديد من السكان الذين نزحوا اضطروا الآن إلى الإخلاء، مرارًا وتكرارًا، ما تركهم في حالة دائمة من النزوح وعدم اليقين والخوف من عدم وجود مكان آخر للهروب إليه.
ووصف النازحون الذين غادروا دير البلح يوم الأربعاء الشعور الساحق بالخوف والحزن وعدم اليقين.
وقال أحد النازحين، محمد عوض، "هناك قصف وإطلاق نار وطائرات رباعية المراوح منذ صباح اليوم في شرق دير البلح، لذلك نحن مضطرون إلى الفرار، ويذهب الناس إلى المجهول، ليس لديهم أي فكرة عن مكان الرحيل".
وقال رجل مسن: "لم تعد هناك أماكن للذهاب إليها، لم يكن هناك سوى دير البلح، والآن يطلبون منا إخلاء دير البلح، أخشى أن يحصرونا جميعًا غدًا على شاطئ البحر في دير البلح، ثم يبيدونا جميعًا".
وأضاف: "بعد كل هذه النزوحات، لم يعد لدينا القوة للإخلاء مرة أخرى".
وقالت إحدى النساء على عربة، تدعى أم علاء، إنها المرة الرابعة التي تضطر فيها إلى الإخلاء منذ أكتوبر من العام الماضي.
وتابعت: "لا نعرف إلى أين نذهب، سنبحث عن مكان بعيدًا عن هذا المكان الخطير، في الواقع أصبحت غزة بأكملها خطيرة".
وقالت أم إسماعيل، وهى امرأة لديها أطفال صغار، إن الناس بلا حول ولا قوة، مضيفة: "لماذا يقاتلوننا؟، "نحن لسنا مسلحين، نحن ببساطة أشخاص ترغب في البقاء في منزل آمن، لقد شردونا عشرات المرات، في كل مرة نتوجه لمكان جديد، اليوم لا نعرف إلى أين سنذهب".
وفي الوقت نفسه، كانت "المنطقة الإنسانية" التي حددتها إسرائيل تتقلص بشكل مطرد، في الشهر الماضي وحده، قلص جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه المنطقة بنسبة 38٪- حيث تشكل المساحة المتبقية ما يزيد قليلًا عن عُشر إجمالي مساحة غزة، وفقًا لتحليل شبكة سي إن إن.