إحاطة عسكرية لـ"نتنياهو".. الانسحاب من محاور غزة الاستراتيجية لا يشكل خطرًا
أكدت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن مصر تلعب دورا فريدا من نوعه كوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، حيث تعد الدولة الوحيدة التي لها حدود مع قطاع غزة ومتضررة من الحرب وفي الوقت نفسه تبذل جهودا مكثفة لوقف هذه الحرب في أقرب وقت، ولكن يبدو أن هذه المفاوضات تتعثر مرة أخرى بسبب الوجود الإسرائيلي في غزة بالرغم من إحاطات جيش الاحتلال لحكومة بنيامين نتنياهو بأن الانسحاب لن يشكل خطر.
جيش الاحتلال يؤكد لنتنياهو أن الانسحاب من المحاور الاستراتيجية في غزة لا يشكل خطر
ونقلت الوكالة عن مسؤولين مطلعين، قولهم إن حركة حماس لن توافق بأي شكل على اقتراح الجسر الأمريكي لعدة أسباب، وعلى رأسها أنها لا تضمن الانسحاب الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب.
وتابع المسؤول المطلع على المفاوضات، إن اقتراح الجسر يتطلب تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تقضي بإطلاق حركة حماس سراح المحتجزينالمدنيين الأكثر ضعفًا وستتفاوض الأطراف خلال المرحلة الأولى على المرحلتين الثانية والثالثة دون ضمانات حقيقية مقدمة لحركة حماس من إسرائيل بشأن الانسحاب من غزة وإيقاف الحرب.
وأضاف أن الأمريكان عرضوا في اقتراحهم وعودًا وليس ضمانات وهو أمر لن تقبل به حركة حماس، لأنه يعني الإفراج عن جزء كبير من المحتجزين المدنيين مقابل وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع فقط، وبالتالي إمكانية استئناف إسرائيل للقتال في أي وقت.
وأشار المسؤول إلى أن الاقتراح لا يقول بوضوح أن إسرائيل ملزمة بسحب قواتها من الممرين الاستراتيجين في قطاع غزة وهما نتساريم وفيلادلفيا، واكتفى بقول إن إسرائيل ستعمل على تقليص قواتها من ممر فلادلفيا ووعد بالانسحاب من المنطقة فيما بعد.
وتابع: "هذا أمر غير مقبول بالنسبة لمصر وبالطبع لحركة حماس".
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فقد استندت المفاوضات في الأشهر الأخيرة إلى مخطط وضعه الرئيس الأمريكي جو بايدن في نهاية مايو والذي سيشمل ثلاث مراحل، حيث تشهد الفترة الأولى المكونة من ستة أسابيع توقفًا في العمليات البرية الإسرائيلية وانسحاب القوات مقابل إطلاق سراح 33 محتجز من فئات النساء والأطفال وكبار السن والجرحى، إلى جانب إطلاق إسرائيل سراح 990 أسيرًا فلسطينيًا.
ومع تعثر المفاوضات بشأن المخطط مرارًا وتكرارًا، عقدت جولة أخرى من المحادثات في الدوحة الأسبوع الماضي، حيث حذر المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون من أنها قد تكون الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق.
وفي السياق نفسه، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، إفادة عسكرية من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت ورؤساء الأجهزة الأمنية لإسرائيل إلى نتنياهو، أكدوا فيها أنهما قادرون على تخفيف أي مخاطر ناجمة عن الانسحاب من ممر فيلادلفيا وبعض المناطق الأخرى في غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن جالانت والمفاوضين أبلغوا نتنياهو يوم الأحد أن تأخير أي اتفاق حتى يتم تلبية مطلبه الجديد بشأن ممر فيلادلفيا قد يعرض المحتجزين الذين ما زالوا في غزة للخطر ويزيد من خطر الحرب الإقليمية.
ويوم الأربعاء، زار جالانت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا وأكد أن لواء رفح التابع لحركة حماس، والذي تم نشره في المنطقة، قد هُزم.
وقال: "الأمر الأكثر أهمية هو أن نتذكر أن أحد أهداف الحرب هو إطلاق سراح المحتجزين".