مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة.. كيف يتعامل معها نتنياهو والسنوار؟
يصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، اليوم الأحد، لإجراء المفاوضات، فيما تحاول الولايات المتحدة، بدعم من قطر ومصر، وضع اللمسات النهائية على تفاصيل "اقتراح التسوية" الأمريكي الذي يهدف إلى تسهيل صفقة تبادل الرهائن لوقف إطلاق النار في غزة بحلول نهاية الأسبوع الجاري.
فيما أفادت التقارير في الصحف العبرية بأن بنيامين نتنياهو أبدى شيئًا من المرونة، وأرسل الطاقم الإسرائيلي المفاوض إلى قمة الدوحة في قطر، مع هامش مناورة أكبر، الأمر الذي قد يسمح بالتوصل إلى صفقة.
لكن على الرغم من ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة، بما في ذلك ما يتعلق بالأمن طويل المدى على الحدود بين غزة ومصر، والسيطرة على شمال غزة.
الصفقة تتجاهل مطلبين لـ"إسرائيل"
كشفت القناة الإسرائيلية (12) عن أن المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة حدد قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاقهم ومواعيد الإطلاق، وكذلك قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل مخطوف، على أن تكون هناك أولوية لإطلاق سراح الرهائن الأحياء، كما سيتضمن الاتفاق إطلاق سراح أفرا منغستو وهشام السيد اللذين أسرتهما حماس قبل سنوات.
ويتضمن المقترح قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي، ومن بينهم 47 أسيرا أطلق سراحهم في صفقة شاليط وأعيد سجنهم في السنوات الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم ملخصات أكثر تفصيلا عن تحركات الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة في قطاع غزة، خلال فترة الهدنة ووقف إطلاق النار.
وحسب القناة الإسرائيلية، فإن "الخطة لا تتضمن استمرار الوجود الإسرائيلي على طول الحدود بين غزة ومصر، ولا آلية لمنع عودة قوات حماس المسلحة إلى شمال غزة"، هاتان النقطتان تعتبران أساسيتين في نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو ما من شأنه أن يعقد المفاوضات.
ومن المقرر عقد قمة في القاهرة، غدا الأحد، حيث ستحاول إسرائيل والولايات المتحدة إيجاد أرضية مشتركة حول هذه القضايا. ولن تضغط مصر وقطر على حماس لقبول الصفقة إلا إذا تم حل هذه النقاط. لكن حماس سبق أن أوضحت أنها لن تقبل بصفقة تتضمن هذه المطالب الإسرائيلية.
ما الفرص؟
لا يزال نتنياهو يحاول المراوغة وكسب الوقت، فهو يعلم أن قبوله الصفقة بدون هذين المطلبين قد يعرض حكومته للخطر، يمكن أن تسّرع في خروج حزبَي اليمين المتطرف منها، وفي الوقت نفسه، فإنه يواجه ضغوطًا أمريكية كبيرة من أجل التوصل إلى صفقة تحول دون نشوب حرب إقليمية، تشارك فيها إيران وحزب الله بصورة كاملة. التصادم بين هذه الاعتبارات هو الذي سيحسم موقف نتنياهو.
أما "السنوار" فقد أبدى، الشهر الماضي، استعدادًا كبيرًا لتوقيع صفقة، في ضوء الوضع القتالي الصعب للحركة. لكن السنوار يمكن أن يضع عراقيل في اللحظة الأخيرة، ويغريه إمكان انضمام إيران وحزب الله إلى الحرب بصورة كاملة.
بينما تحاول واشنطن التشديد على ضرورة التوصل إلى صفقة، ومفادها أن الصفقة وحدها يمكن أن توقف الهجوم الانتقامي الذي تخطط له إيران وحزب الله، ردًا على اغتيال المسئول في حزب الله فؤاد شُكر في بيروت، وزعيم "حماس" في الخارج إسماعيل هنية في طهران.