بطاقة التموين.. والرد الإيرانى
مين يفتكر الراحل النبيل الدكتور كمال رمزى إستينو، وزير التموين فى ستينيات القرن الماضى الذى يرجع إليه الفضل فى ابتكار بطاقة التموين؟ أكيد مواليد الخمسينيات عاصروا الرجل المتفوق دراسيًا وعلميًا، ما أتاح له ابتكار الفكرة التى لها تاريخ يسبق قيام ثورة يوليو إبان أزمة الكيروسين، ولمن لا يعرف الكيروسين من أولادنا: هو وقود وابور الجاز أبوكباس، ولم يكن الإنسان المصرى عرف البوتاجاز أو الغاز وقتئذ، وكانت أمهاتنا يكبسن الهواء فى الوابور حتى تشتعل شعلته بانتظام، وكثيرات منهن «هب» أو انفجر الوابور فى وجوههن، وعانين آلام الحرق، وتشوهات الوجه، وجرى فى ذلك الزمن توزيع الكيروسين على بطاقة تموينية بطريقة منظمة.
وكان إستينو لديه رؤية معاصرة لواقعة منضبطة سمحت بوصول السلع لمستحقيها، وكان بقالو التموين فى ذلك الوقت أبرياء ولديهم قليل من يقظة الضمير، ومع مضى الزمن ضاع مجهود إستينو العبقرى وبرزت عبقريات أخرى فى شفط تموين وعيش الغلابة، وقد أحسب أن إستينو هذه المرحلة ذلك الوزير الشاب إرادة وروحًا الدكتور شريف فاروق وزير التموين- فقد يستطيع إيصال الدعم نقدًا وليس سلعيًا، وزير لديه قدرات فائقة على «تأطير» الأفكار الجديدة خارج الصندوق ووضعها فى إطار سهل التطبيق- نظام لا يخترق كما اخترقت فكرة الدكتور إستينو.
أنتظر الرد الإيرانى على إسرائيل كما ينتظر الأهلاوية لقاء الزمالك، وكما الأم التى تنتظر وليدها ونجاحه فى الثانوية العامة.
وعلى ما يبدو قد يتأخر الرد لحين تجميع طهران مكونات قنبلة نووية جديدة- رغم وجود نووية قديمة تقادمت كما السيارات الأتومبيل القديمة ماركة فورد.
الملالى يجمعون المكونات من دول شتى- العراق والسعودية ولدينا فى مصر بعثة علمية إيرانية تابعة للحرب النووية يبحثون عن كميات كبيرة من نواة البلح حتى تكون نووية بجد، وأكيد سوف تضرب «طهران» ضربتها انتقامًا لمرمطة كرامة الدولة الإيرانية، على خلفية اغتيال هنية فى عقر دارها، ولا بد من يوم معلوم تترد فيه المظالم- حتمًا سوف تأتى اللحظة النووية حينما يلد الكتكوت أسدًا، وتبيض اللبوءة بيضة شقراء، وتفقس فيخرج منها الثعلب فات فات وفى ذيله سبع بلحات، ونويات وشفرات ذريات من إنتاج شركات الصرف الصحى.
استفادت الدولة المصرية من أطروحات تنموية عديدة، ورغم ما يقال عن صديقى الراحل صلاح جودة من تفاكيس وافتكاسات، إلا أن الدولة أخذت ببعض ما قاله الرجل وبخاصة كلامه عن حفر أنفاق تحت قناة السويس لتنمية سيناء، وحظر تصدير المواد الخام، وبخاصة رمال الزجاج وغيرها من الخامات.
كما استفادت من أفكار الدكتور فاروق الباز ورجل الأعمال منصور عامر الذى تحدث عن محاور تنمية فى كتابه القيم «خارطة الأمل» يستطيع المخلصون المحبون للوطن أن يسهموا فى بناء بلدهم بالأفكار والرؤى- فارق كبير بين أن تبنى للوطن المعلوم وأن تهدم بفكر جهول.
يحمد للدولة استجابتها رؤى تنموية فى العاشر من رمضان للراحل فريد خميس، عليه رحمة الله، الأب الشرعى لمدينة العاشر مع تقى الله حلمى والدكتور محمد حلمى، وغيرهم من رجال الأعمال الوطنيين الذين زرعوا الخير ورحلوا وبقيت منهم السيرة الطيبة، وفى أكتوبر الدكتور أحمد رجب وصفوان ثابت، والراحل طلعت مصطفى ونجله هشام البناء النبيل لمدينة الرحاب وما تبعها.
من الأهمية أن تقترح، والأهم أن تستمع الحكومة وتستجيب إذا رأت ذلك ممكنًا ومجديًا.