مفاهيم خاطئة وصورة مشوهة
رغم كل الإنجازات الضخمة التى تُحققها مصر، وريادتها الكبيرة عربيًا وإفريقيًا وإقليميًا ودوليًا، فإن قوى الشر ما زالت تتربص بالبلاد بشكل غير طبيعى فى كثير من الأمور. وما زال الإعلام الغربى يصر على تشويه صورة مصر. يأتى ذلك فى إطار الجهود الشاقة التى تبذلها دول تُكن كل العداء للبلاد. ومع عظيم الأسف فإن هذا الإعلام الغربى الذى ينقل صورة خاطئة عن مصر الجديدة وراءه إما جماعة الإخوان الإرهابية، وإما كل كاره وحاقد على البلاد.
ويبقى السؤال: ما السر وراء تحامل الإعلام الغربى على مصر؟! وما الأهداف الرئيسية من وراء هذا الموقف الإعلامى؟!
المتتبع للأمور منذ ٢٥ يناير، مرورًا بثورة ٣٠ يونيو يجد أن الإعلام الغربى ينحاز تمامًا لكل ما هو ضد مصر، ولا يخفى على أحد الأزمات الكثيرة التى يفتعلها! وقد يرى البعض أن تفسير الأمر يرجع إلى أن الصورة مشوشة لدى القائمين على إدارة ملفات الإعلام الغربى. ونختلف مع هذا النفر من المؤيدين لهذا الرأى، لأن هذا الإعلام يتعمد تجاهل الحقيقة وعدم تكليف ذاته فى البحث عنها أو حتى الإعلان عنها.
السر فى هذا كله هو المصالح المشتركة مثلًا بين جماعة الإخوان وصانع القرار، ولهذا نجد أن الإعلام الإنجليزى مثلًا وتحديدًا فى حديثه عن مصر، يتجنى على المواقف المصرية الرائعة، ودائمًا ما يتجاهل التطورات الجديدة بشأن بناء مصر الحديثة، والصورة لدى الإعلام البريطانى، منقولة عن الإخوان وأشياعهم ومن على شاكلتهم، وبالتالى زادت الأكاذيب والافتراءات دون وجه حق.
فى لقاء جمعنى وزملاء دار نقاش طويل ومهم عن أهمية التصدى للخزعبلات التى يتم ترديدها بشأن مصر. وتناول اللقاء أيضًا ضرورة التصدى لكل الشائعات والأكاذيب التى يرددها المهيمنون على وسائل الإعلام الأجنبى. وكلنا يعلم أن الإخوان لهم يد طولى فى هذا الشأن، بل إن هناك وسائل إعلامية فى لندن مثلًا ما زالت تصدر وممولوها من الإخوان. وصحيح أن هذه الأدوات الإعلامية ليست فيمن حضر أو غاب، لكن المهم هو وجود إخوان لا يزالون يمارسون قرفهم من الخارج، وتلك هى الطامة الكبرى التى يجب التصدى لها بكل السبل.
وهنا يأتى أهمية التصدى لكل الأكاذيب والشائعات التى يتم ترويجها من جانب جماعة الإخوان، سواء فى وسائل الإعلام الأجنبية أو غيرها فى السوشيال ميديا. وهذا ما طالبت به كثيرًا فيما يتعلق بضرورة الرد على كل من تسول له نفسه أن ينال من مصر وشعبها أو يحاول إجهاض المشروع الوطنى الجديد للبلاد.
وسائل الإعلام الغربية ما زالت حتى الآن تقع فى شرك التضليل الإخوانى، وهذا يظهر واضحًا من خلال كل التحليلات المبنية على الشائعات والأكاذيب. والحقيقة أن الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الزميل الأستاذ ضياء رشوان تؤدى دورًا مهمًا فى هذا الصدد، وتبذل جهدًا كبيرًا لمواجهة كل هذه الأمور. وقد ظهر ذلك مؤخرًا من خلال القيام بتفنيد شائعات وأكاذيب كثيرة.
يبقى ضرورة أن يتكاتف الجميع سواء فى داخل مصر أو خارجها من أجل تصحيح كل المفاهيم الخاطئة التى تروجها جماعة الإخوان التى يتناولها الإعلام الغربى. المهم هو ضرورة إبراز صورة مصر الحقيقية بعد ٣٠ يونيو، التى حاربت الإرهاب وما زالت، وعلى الجانب الآخر تحارب من أجل التنمية والبناء.
صورة مصر ضرورة وطنية تفرضها الظروف الحالية على كل مصرى، طالما أن هناك مشروعًا وطنيًا يستهدف بناء مصر الجديدة، بعد الخراب الواسع الذى عم كل شىء طوال ما يزيد على عدة عقود من الزمن.
أعتقد أن هذه مسئولية كل أطياف البلاد من أجل تصحيح مفاهيم خاطئة بخلاف الحقيقة على أرض الواقع المعاش بالفعل. تشويه صورة مصر كارثة خطيرة يجب أن تختفى فورًا.