رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المبادرة الرئاسية الثلاثية: خلطة سرية (..) في وجه السفاح

غلاف غزة من المستوطنات الإسرائيلية الصهيونية، لم يكن قبل السابع من أكتوبر الماضي يحمل أي عنوان أو دلالة أو هوية، غير أنه من نتاج الفكر الاستعماري الأوروبي، الذي حمل يهود العالم ليستقروا على أرض الشعب الفلسطيني منذ ما قبل انسحاب وانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، قبل نكبة 1948. 

حماس، والمقاومة الفلسطينية، في معركة طوفان الأقصى، غيرا شكل وحركة وقرارات ومؤسسات اتجاهات العالم، فتحا الجرح، انطلقا، فكانت المعركة التي أرادها دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، ودعمها من الصفر الأول الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، وكثير ممن في فلك المشروع الإسرائيلي الصهيوني، الذي جعل شخصية موتورة، فاسدة، متطرفة تقود جيوش الكابنيت المتطرف الذي قام بحرب إبادة جماعية ومجازر يومية وسياسة نشر الجوع والأمراض والعالم، يقف مع عنجهية وحشية صانع القرار الولايات المتحدة الأمريكية التي شكلت، من تحت الطاولات شكل المعركة والحرب والإبادة في قطاع غزة ورفح وخان يونس، وصولا إلى ممر فيلادلفيا على الحدود المصرية الفلسطينية. 

* الخميس الغد الآتي.. أي أفق.. ولماذا؟! 
بكل وضوع، وضعت الإدارة الأمريكية والبنتاجون ومعهما أجندة المخابرات، الملف، الذي تضخم بكل ما فيه من قطبية محاور جانبية لتتم مقايضة واقع بواقع، حالة بحالة، موت بموت وفناء، مكاشفة وضغوط ومساومات وتسويات، فلم تجد أمريكا الرجل المريض بايدن مريض حرب غزة، إلا معالجة مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية في ذروة موسم الانتخابات الرئاسية، ليطلق وهو الرئيس وإدارته تصنع القرار وتوزع إرث القوة ومقتضى التنفيذ برغم أن الطرف الذي ينفذ الإبادة والاغتيارات وانهيار فلسطين المحتلة، هو السفاح نتنياهو، وهم يتعاملون مع مدرب الأسود في حلبة سيرك ملغومة. 

وبالتالي، السفاح نتنياهو؛ الذي يتسلم من البنتاجون الطائرات والصواريخ والمعدات العسكرية والمهمات الأمنية، يخوض في حروب وضربات صغيرة، جعلت جيوسياسية المنطقة والجوار الفلسطيني تحديدا، في حالة ترقب الحرب الشاملة المدمرة وقد تكون، الخيط الرفيع بين السلام والحرب، وهي حالة عشوائية فرضتها الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة ورفح، وكل فلسطين المحتلة، بما في ذلك اقتحامات الأوقاف والأماكن الدينية العربية الإسلامية والمسيحية، في القدس وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك، اقتحامات تعادل، سياسيا وأمنيا أجواء حرب وتنذر باتفاضة يلجمها الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، في موقف من طوفان الأقصى، وحركة حماس المقاومة الإسلامية، التي تمثل في هذه الحرب، حالة مقاومة مشروعة بسب القانون الدولي والاتفاقيات العالمية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. 
ومع إشراقة يوم الخميس، قد تكون تبددت مخاوف الحرب المرتقبة، وقد يتحدث العالم عن مبادرة الرؤساء الثلاثة: الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رئيس دولة قطر تميم بن حمد، والرئيس الأمريكي جو بايدن. 

مبادرة، أطلقت، ليستمر الحراك السياسي الأمني والإنساني حول قيامها في هذا التوقيت، ومع بقاء ساعات قبل جولته الافتتاحية الأولى وبحسب معلوت الدستور فقد اتفقت قيادات الدول على أن تكون الجولة الافتتاحية في العاصمة القطرية الدوحة، وإذا ما تمت أدوار المفاوضات تكون العاصمة المصرية القاهرة محطة إعلان النتائج كيف ولماذا كانت المبادرة؟!. 

إيقاف الحرب على قطاع غزة ورفح، مبدأ أساس ومشاركة أطراف الصراع، حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، أيضًا، مدار تبادل أدوار الوسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر، وأيضا، هناك وفود لدول لها ظروفها في ما عاشته الحرب خلال الأشهر الماضية، قد يكون منها وفود تمثل إيران ولبنان وربما اليمن والعراق، وتتسع المحصلة لحصر المفاوضات بين الوسطاء الكبار، مصر وقطر وإسرائيل الاحتلال والولايات المتحدة التي دعمت الحرب، وناصر بكل الطرق، ما خالف العالم بالقول بأنها مع حماية ودعم حق دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية في العيش وليذهب دم الشعب الفلسطيني الي مجازر الموت وحدود الدمار.

* في الجدل السياسي

هذا لا يوقف مشاكل وعقد المفاوضات. تحديدا من السيناريو الإسرائيلي 
يريد نتنياهو السفاح، أن يبقى في ساحة الحرب، يصفق لأمل باهت، إنه سيقضي على حركة حماس، وهي فكرة المقاومة التي لا تموت أو تفنى عند أي شعب محتل، هنا 
شهدت الأيام الماضية، شللا عالميا في المنطقة والإقليم، تأجلت، وتأججت، مطامع إسرائيل السفاح بقيادة الحرب الكونية على بقايا جثث شهداء غزة، فالعدو كان يعتقد أنه سيطير ليصل مع جواسيس المسا، ليدك طهران، ويتفرغ لبيروت وجنوب لبنان. 

.. لكن دبلوماسية وعراك تنازلات كثيرة، لجمت مشاركة قطبي المعارك حماس ودولة الاحتلال، للدخول في جولات المفاوضات في الدوحة والقاهرة رغم التغيير الاستراتيجي الذي قوبل به الدبلوماسية الأمريكية- الأوروبية، التي مازالت إلى الآن تؤكد:
نتنياهو السفاح، سيهدم الشروط ويبدل خطط الاتفاق، يبدو الطفل المتوحد، يريد كل شيئ، ولا يحصل على شيء (..)، وبالتالي، الرهان حول دول صنع القرار، أن على المبادرة أن تخرج السفاح من صنع القرار الصهيوني، ولي دخل جهاز الأمن والمساند، ليضعوا تصوراتهم ومناداتهم لإيقاف الحرب. 
.. إذًا نحن مع مبادرة  الرؤساء في جولة مفاوضات "الخميس" في الخامس عشر من أغسطس، لعل الغمة تزيل، المنتظر الذي تحدد فيه مسارات المنطقة الديبلوماسية والعسكرية، إذ إن التفاوض الذي سيعقد بين الدوحة والقاهرة، سيصبح، نقطة التقاء المناقشات التي سبق مداولاتها، أبرزها:
 *1:
الأساس وقف إطلاق النار في غزة ورفح، الأمر الذي ستكون  تداعياته  على أحمال حركة حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني. 
*2:
تخفيف أحمال الجبهات المساندة من العراق وسوريا واليمن على مسار الحرب ضد غزة، لتعود المنطقة - في حال تم الوصول إلى تسوية بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي - فإن التصعيد سينحسر، وربما يغلق ملف الحرب الثأرية بشكل مؤقت إلى أدنى حد مسلح بالذات من طهران وجنوب لبنان. 
*3:
ستكون  ذاكرة الخميس، 15 أغسطس، نقطة الانتظار؛ إما للانفتاح على طاقة إيجابية، نتيجة وقف الحرب، وإما تصعيد نحو الانفجار، برغم عدم وضوح دلالة الحدث، وحجم ما تريد الولايات المتحدة، في هذا الوقت من معنى لإطلاق المبادرة وسط غليان المنطقة. 

*4:
ترقب الحرب، يعادل ترقب السلام، لكن عين الرقيب أو المحلل الاستراتيجي، ترنو للحلول، اللازمة لجعل وقف اطلاق النار، في الحرب على قطاع غزة ورفح، مسألة يترقبها المجتمع الدولي، وقبل منهم الشعب الفلسطيني، وسكان قطاع غزة ورفح والشجاعةو النصيرات.

* ماذا لو انطلقت شرارة غير متوقعة؟

في التسريبات الأمنية، والسياسية، هناك مخاوف من النتائج الإيجابية والسلبية معا، فالعالم، يرى أن السفاح نتنياهو، سيقود حركة تفشيل وسطاء التفاوض، وربما ينجح، لأنه السفاح، في قتل أو اغتيال الفرص الأخيرة، التي لن يكون بعدها أي فرصة. 

.. وهناك في المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، من طرح السؤال: ماذا لو؟!
الصدمة، كما يمكن عليها، أن التصعيد يعادل الانفجار الكارثي، بين أجواء طهران بيروت والمساند ات، ما يجعل مجرد الدعوة - بعد فرضية الفشل لوقف إطلاق النار في غزة، لن يكون متاحا، ما يمهد الطريق إلى اشتعال متعدد المصادر والأماكن، من داخل وخارج المنطقة. 

إذا غابت شمس الخميس سلبا، قد تقوم القيامة في وسط الشارع الفلسطيني والعربي عدا عن الشارع الإسرائيلي، ما يعظم من فتح جبهات شاملة، كارثة في اليمن البحر الأحمر، والعراق وغيرها، ومع هذا السيناريو قد تبدأ أحصنة الحرب في جرّ الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا وفرنسا، بالتأكيد إيران ولبنان نحو المزيد والمزيد من حرب السفاح نتنياهو، وعندها سيكون  التصعيد (على أرضى وأجواء الهلال الشيعي، وصولا إلى تل أبيب) طريق الحرب والكارثة التي ستطال الشرق، لتحطم معها الاستقرار المنشود من مبادرة، قيمتها أنها تحاول  وقف إبادة، وتهجير الشعب الفلسطيني، ولج دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، التي أصبح لزاما عليها، أن تسحب البساط من تحت أقدام السفاح المتطرف نتنياهو.

* خلطة سرية (..) في وجه السفاح

من يتقدم في لوجستيات المبادرة وأمنيا سياسيا، يصطدم، بأن وزنها، يحدد ما سيقوله التاريخ، لهذا تقول مصادر دبلوماسية خاصة لـ"الدستور" بدء الجولة الأولى من المفاوضات، تضع العدسة المبكرة، على كم الأسرار التي تراكمت خلال الـ72 ساعة الأخيرة، إذ نشطت فيها الدبلوماسية لتقر بطريقة وضغوط مكثفة تترك انطباعات:

*أولًا:
هناك، في صلب المبادرة، اتفاق حاسم بين الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض، والرئيس  بايدن- من جهة- والحزب الديمقراطي- من جهة- والحزب الجمهوري وفريق الرئيس السابق  ترامب- من جهة اساسية- ما يمنح المفاوضات حرية أكثر. 

*ثانًيا:
جوهر المبادرة الرئاسية الثلاثية، "ضرورة إقرار صيغة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة"، وبالتالي حسب مصدر الدستور"، قد تتوقف كل مؤشرات الحرب، في المنطقة والشرق الأوسط، دعما لنجاح المبادرة الأخيرة للرئيس بايدن وفريق إدارته، ما يمهد الولايات المتحدة لمرحلة من وضع الحلول المستقبلية لأوضاع إيران ولبنان وفلسطين وسوريا والبحر الأحمر، وهي قضايا مفتوحة  بعد انتهاء الصراع الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وربما قبل ولاية الرئيس/ة الجديد/ة في البيت الأبيض.

.. لندرك، أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، هو الذي أدخل الحرب على غزة هذا الصراع مع الهلال الشيعي، الامتداد الذي لم تفلح في إيقاف الدبلوماسية الأمريكية القطبية، كانت مبادرة الرؤساء الثلاثة، محطة تتعادل نسب نجاحها مع مزاج الإدارة الأمريكية، ما يؤشر على من سيكون الحزب القادم مع رئيس/ة الذي سيدخل البيت الأبيض.

.. حال غزة قصة طويلة، لن تكون بتلك التصورات، فلن تنتهي كما تريد أمريكا أو دولة الاحتلال.