رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بحلول تقدمة عيد رقاد العذراء

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بحلول تقدمة عيد رقاد العذراء، وجاء في التقاليد القديمة أنه عندما حان الزمن وأراد المسيح أن ينقل والدته إليه، سبق وأعلمها قبل ثلاثة أيام بانتقالها من الحياة الأرضية إلى الحياة الأبدية السعيدة. فأسرعت العذراء مريم وصعدت إلى جبل الزيتون لتصلّي وتشكر الله. 

ثم عادت إلى منـزلها واعدّت ما يحتاج إليه لدفنها. وعلم الرسل بوحي الروح، فانتقلوا بصورة عجيـبة من أقاصي الأرض حيث كانوا، إلى أورشليم، إلى بيت مريم. ففسَّرت لهم ما دعى إلى هذا الانتقال السريع والعجيب، وعزَّتهم. ثم رفعت يديها الطاهرتين إلى السماء وباركتهم وصلّت لأجل سلام العالم.

 وفاضت نفسها الفائقة القداسة والطاهرة بين يدي ابنها وربها. فحمل الرسل الجثمان الأقدس ودفنوه في الجسمانيّة. إلا إنهم بعد ذلك بثلاثة أيام، إذ اجتمعوا في محفل تعزية، ورفعوا الخبر ليكسروه باسم يسوع، ظهرت لهم والدة الإله وابتدرتهم بالسلام. فتيقنوا إذ ذاك إنها انتقلت إلى السماء بالنفس والجسد. عمّ عيد الانتقال الإمبراطورية البيزنطية بين سنتي 588 و602. 

والحبر الروماني البابا ثاوذورس الأول (642-649)، وكان قبلاً من الاكليروس الأورشليمي، أدخل هذا العيد إلى كنيسة روما.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كُلُّ مَملَكةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب". بما أنّ الفرّيسيّين اتّهموا يسوع بطرد الشياطين ببعل زبول، سيّد الشياطين، أراد أن يظهر لهم، بواسطة هذه الجملة، أنّ مملكته أبديّة وغير قابلة للانقسام. لذا، بحقٍّ ردّ أيضًا على بيلاطس قائلاً: "لَيسَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم". 

إذًا، أولئك الذين لا يضعون رجاءهم في يسوع المسيح، بل يظنّون أنّ الشياطين تُطرد بواسطة سيّد الشياطين، هؤلاء قال عنهم الربّ يسوع إنّهم لا ينتمون إلى ملكوت أبديّ، كيف يمكن أن تدوم المملكة المنقسمة إن تزعزع الإيمان؟، إن كانت مملكة الكنيسة ستستمرّ إلى الأبد، فلأنّ إيمانها غير متزعزع وجسدها واحد على حدّ ما جاء في رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس: "وهُناكَ رَبٌّ واحِدٌ وإِيمانٌ واحِدٌ ومَعْمودِيَّةٌ واحِدة، وإِلهٌ واحِدٌ أَبٌ لِجَميعِ الخَلْقِ وفوقَهم جَميعًا، يَعمَلُ بِهم جَميعًا وهوفيهِم جَميعًا".

يا له من جنون وعار! لقد تجسّد ابن الله ليسحق الأرواح الدنسة وليجرّد أمير العالم من غنائمه، وقد أعطى أيضًا للإنسان السلطان على تدمير روح الشرّ، وفي الوقت عينه، ما زلت تجد البعض يطلبون المساعدة من قوّة الشيطان. غير أنّه، كما قال القدّيس لوقا: "إنّه إصبع الله"؛ أوكما قال متّى: "إنّه روح الله" الذي يطرد الشياطين. نفهم من هذا الكلام أنّ مملكة الله غير قابلة للانقسام، كما أنّ الجسد غير قابل للانقسام كون الربّ يسوع المسيح هويمين الله. ويمكننا أنّ نشبّه الرُّوح بإصبع الله، "ففِيه  يَحِلُّ جَميعُ كَمالِ الأُلوهِيَّةِ حُلولا جَسَدِيًّا".