الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار روكز الشهيد
تحتفل الكنيسة المارونية اليوم الجمعة، بذكرى مار روكز الشهيد الذي ولد في مونبلييه في فرنسا، في أواخر القرن الثالث عشر، من والدين شريفين تقيّين. عند ولادته ظهر على صدره صليب أحمر.
وبعد موت والديه، وزّع ماله على الفقراء وأعطى أرزاقه لعمّه الوالي ثمّ لبس ثياب الفقراء وتوجّه إلى روما. إمتاز بحبّه للقريب، وبتفانيه في خدمة المرضى ولا سيّما المصابين بمرض الطاعون الذي كان متفشّيًا في مدينة روما.
وقد منح اللّهُ الشفاءَ، على يده، لبعضٍ منهم برسم الصليب المقدّس، إلى أن أُصيب بدوره بهذا المرض الفتّاك. عاد إلى دياره، فاعتُبر جاسوسًا، فطرحه عمّه الوالي في قبومظلمٍ إلى أن فاضت روحه الطاهرة سنة 1327. فأشرق نور ساطع في القبووعندئذٍ عرفه عمّه من خلال الصليب الموسوم على صدره فأقام له كنيسة على اسمه تخليدًا له، نادمًا على ما بدر منه تجاهه.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
فَلنَحرصْ على صحّة القريب كما على صحّتنا، أكانَ سليمًا أومُرهقًا نتيجة المرض. لأنّنا "في كثرَتنا جسدٌ واحدٌ في المسيح"، أكنّا أثرياء أوفقراء، عبيدًا أوأحرارًا، أصحّاء أومرضى. بالنسبة إلى الجميع، هنالك رأس واحد فقط، أساس كلّ شيء، يسوع المسيح؛ كما أنّ أعضاء الجسد مهمّة لبعضها البعض، كذلك نحن البشر مهمّون لبعضنا البعض.
لذا، يجب عدم إهمال كلّ الذين وقعوا قبلنا في حالة الضعف التي تترصّدُنا جميعًا. بدل أن نفرح لأنّنا بصحّة جيّدة، يستحسن بنا أن نتعاطفَ مع مآسي إخوتنا الفقراء،
إنّهم على صورة الله مثلنا، ورغم حالة الانحطاط الظاهرة، فقد حافظوا على أمانة هذه الصورة بطريقة أفضل منّا. فيهم، ارتدى الإنسان الداخلي يسوع المسيح نفسه، ونالوا "عربون الرُّوح" نفسه؛ إنّهم يملكون القوانين نفسها، والوصايا نفسها، والتحالفات نفسها، والجمعيّات نفسها، والأسرار نفسها والرجاء نفسه. لقد ماتَ الرّب يسوع المسيح من أجلهم أيضًا، "هوالذي رفَعَ خطيئةَ العالم". إنّهم يملكون حصّة في إرث الحياة السماويّة، هم الذين حُرِموا من مُقتَنيات كثيرة على هذه الأرض. إنّهم رفقاء آلام يسوع المسيح، وسيكونون رفقاء في مجده.