"بحوث الإلكترونيات": جهود مكثفة للوصول لحلول مبتكرة لتحسين جودة المنتجات الوطنية
أكدت رئيسة معهد بحوث الإلكترونيات الدكتورة شيرين عبد القادر محرم حرص المعهد على تكثيف الجهود البحثية للوصول لتقنيات وحلول مبتكرة تلبي احتياجات الصناعة، وتساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات الوطنية.
جاء ذلك خلال ختام فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للذكاء الاصطناعي بعنوان "الإبداع والابتكار في عصر التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي: الفرص والتحديات والمسؤولية المُجتمعية"، والذي عقد بمقر المعهد، بحضور الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق وأستاذ هندسة علوم الحاسب، والدكتور محمد وجيه أستاذ الوراثة والبيوتكنولوجي بجامعة "نيوبرونزيك" الكندية ورئيس المؤتمر من كندا، ومشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين.
وأوضحت أن المؤتمر ناقش، عبر جلساته، عددا من القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة ومتابعة أحدث التطورات في هذا المجال، وسبل الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحفيز الإبداع والابتكار، فضلًا عن الجوانب الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بهذا المجال، وحدود المسؤولية المجتمعية في تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل يتماشى مع مصلحة الإنسان.
وقالت: "إن تنظيم المؤتمر جاء انطلاقا من إدراك دور الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التقدم والتنمية"، مشيرة إلى متابعة المعهد المستمرة للتطورات الحديثة التي يشهدها هذا المجال، وسبل توظيفها في البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا.
وأضافت: أن "تكثيف الاهتمام بمجال تكنولوجيا الاتصالات والإلكترونيات يشكل جزءًا أساسيًا ضمن رؤية مصر 2030 لتوطين ونشر التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال، وتضمين التكنولوجيات البازغة في إستراتيجيات وخطط التنمية المستدامة"، منوهة باحتضان المعهد لعدد من رواد الأعمال والشركات الناشئة في مجال الإلكترونيات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتوفير الدعم الفني والقانونى والتسويقي لهم لمساعدتهم في الوصول إلى منتجات صناعية قابلة للتطبيق.
وأوضحت أن المؤتمر عقد بالتعاون مع المنتدي الأفروآسيوي للإبتكار والتكنولوجيا، وبتنظيم من شركة "تكنوسبيس" في مصر للطلاب من عمر 5 إلى 25 عامًا في مجالات (الروبوت، وتطبيقات الهاتف، وريادة الأعمال).
وتحدث الدكتور يسري الجمل، خلال فعاليات المؤتمر، عن مفهوم "العلم المفتوح"، مؤكدا أهمية تعزيز حرية البحث العلمي ووصول المعرفة إلى الجميع، وبناء مجتمع معرفي أكثر انفتاحًا وتسامحًا، وأشار إلى ما يمثله "العلم المفتوح" من فرصة عظيمة لتسريع التقدم العلمي وتحقيق التنمية المُستدامة على مستوى عالمي.
ودعا إلى تضافر الجهود من قبل جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومات والمؤسسات البحثية والجامعات، لضمان تطبيق مبادئ "العلم المفتوح" بشكل فعال.
وألقي الدكتور طارق القيعي عميد كلية الزراعة الأسبق جامعة الإسكندرية محاضرة حول "دمج التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي في الزراعة"، استعرض خلالها برنامج "الزراعة الذكية" الذي تقدمه جامعة الإسكندرية، كما قدم شرحا للأثر المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة، الذي يشكل عصب الاقتصاد العالمي في ظل التزايد السكاني المُتسارع.
ونوه إلى الإمكانيات المستقبلية التي يبشر بها الذكاء الاصطناعي في زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة 50% بحلول عام 2050 من خلال الاستفادة من التقنيات الذكية لتحسين جودة المحاصيل، واستخدام الموارد بكفاءة، وزيادة الإنتاجية، وتقليل التكاليف، وتحقيق الأمن الغذائي.
وخلال المحاضرة، شرح الدكتور السيد الصيفي عميد كلية الأعمال بجامعة الإسكندرية كيفية استخدام تقنيات الرقمنة في جمع بيانات دقيقة حول الرواتب والمبيعات، مما يساعد الحكومات على تتبع المداخيل والنفقات بشكل فوري ودقيق، وبالتالي الحد من التهرب الضريبي وزيادة الإيرادات العامة.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بتعزيز الاستثمار في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتعددة، وبناء شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص لتطوير هذه التقنيات، إلى جانب نشر الوعي بأهميتها ومخاطرها، ووضع إطار تنظيمي واضح لضمان استخدامها بشكل أخلاقي ومسؤول.
جدير بالذكر أن معهد بحوث الإلكترونيات يعد واحدًا من أكبر المعاهد البحثية المتخصصة في مصر بمجال هندسة الإلكترونيات وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، ويمتلك قاعدة من المعامل البحثية يبلغ عددها 28 معملًا بحثيًّا ما بين معامل متخصصة ومركزية مزودة بأحدث الأجهزة تختص بتقديم الاستشارات والخدمات البحثية لخدمة الباحثين في الجامعات والمؤسسات البحثية، والشركات الصناعية، وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ودعم الاقتصاد القومي صناعيًا واستراتيجيًا من خلال زيادة القيمة المضافة من حيث الجودة والإنتاجية.