جيران سارة سمير: فخورون بتحقيقها الميدالية الفضية.. وأصبحت قدوة لجميع أبناء الإسماعيلية
فرحة عارمة سادت قرية الهوانية بمحافظة الإسماعيلية، بعد وصول البطلة سارة سمير، بعد حصولها على الميدالية الفضية في أوليمبياد باريس في رياضة رفع الأثقال، حيث لم تقتصر الفرحة على عائلة سارة فقط، بل امتدت إلى المدينة بأكملها، حيث استقبلها الأهالي بالزمر البلدي في موكب حضره جميع أفراد العائلة والجيران والمحبون، وكان الجميع يهتف ويغني تكريمًا لـ"سارة"، معبرين عن فخرهم واعتزازهم بها.
فرحة جيران البطلة
عندما نتحدث عن الإنجازات الرياضية الكبرى، غالبًا ما نتحدث عن الأبطال أنفسهم وأسرهم، ولكن في الحقيقة، الإنجاز الرياضي العظيم هو احتفال يشارك فيه الجميع، أحد هؤلاء الذين شاركوا بفرح وسعادة كان الجيران الذين عاشوا بالقرب من البطلة الأوليمبية سارة سمير، هؤلاء الجيران لم يكونوا مجرد متابعين عاديين لرحلتها إلى الأوليمبياد؛ كانوا جزءًا لا يتجزأ من دعمها ومساندتها على مدار سنوات من العمل الجاد والتضحيات.
التحضيرات قبل الأوليمبياد
قال محمد أحمد: قبل أن تبدأ سارة سمير في رحلتها إلى الألعاب الأوليمبية كانت الأجواء في القرية التي تعيش فيها مشحونة بالترقب والتفاؤل، وأصبحت سارة رمزًا للأمل والطموح لكل من يعرفها في الجوار، كانت تحضيراتها للمنافسات تجري على قدم وساق، والجميع كان يشاهد ذلك بعين الاعتبار والإعجاب.
وقال عن التحضيرات التي شهدتها القرية: "لقد كنا نتابع سارة منذ أن كانت طفلة صغيرة تتدرب، رأيناها تنمو وتتطور لتصبح هذه البطلة التي نعرفها اليوم، كانت روحها القتالية ومثابرتها واضحتين للجميع، لم تكن سارة شخصًا عاديًا بالنسبة لنا، بل كانت دائمًا تعطي الأمل لكل من يشاهدها".
وأضافت فاطمة، من الجيران: "كانت سارة تمثل بالنسبة لنا جميعًا ابنة القرية التي حققت حلمها، وفوزها بالميدالية الفضية كان مشهدًا مؤثرًا لنا جميعًا، كلما رأيتها كنت أقول لأبنائي: انظروا إلى سارة، إنها تجسد الحلم الذي يمكن أن يتحقق بالإصرار والعمل الجاد".
يوم المنافسة.. ترقب وأمل
في يوم المنافسة، كانت الأجواء في القرية مختلفة تمامًا عن أي يوم عادي، الجميع كان يتحدث عن سارة وما يمكن أن تحققه في ذلك اليوم، كان الجيران يجتمعون في مجموعات لمتابعة السباق مباشرة على شاشات التلفاز، وتبادل الأخبار والآراء حول فرصها في الفوز.
تحدث السيد حسن، وهو جار آخر لسارة: "في ذلك اليوم لم يكن هناك حديث في القرية سوى عن سارة، كل البيوت كانت مضاءة بالشاشات، وكان الجميع ينتظرون بفارغ الصبر بدء المنافسة، كنا نشعر بأننا نحن أيضًا نشارك في هذا الحدث، كأن الفوز أو الخسارة لم تكن لسارة وحدها بل لنا جميعًا".
في المقاهي والشوارع، كانت الحوارات تدور حول استعدادات سارة وفرصها في الفوز، كان هناك تفاؤل كبير يملأ الجو، ولكن مع بعض القلق الطبيعي الذي يأتي مع مثل هذه الأحداث الكبيرة.
قال مصطفى محمد: "لقد شعرنا كأننا نعيش مع سارة كل لحظة في تلك المنافسة، كل حركة وكل خطوة كانت تعني لنا الكثير، وكأننا نحن من ننافس في الميدان، كانت أيدينا على قلوبنا طوال الوقت".
اقرأ أيضًا.. شقيق «البطلة الحديدية»: اقتنصت الفضية وهى مصابة
إعلان النتيجة
عندما تم الإعلان عن حصول سارة على الميدالية الفضية، انفجرت القرية بفرحة عارمة لا يمكن وصفها، كانت أصوات الفرح والتصفيق والهتافات تسمع في كل زاوية، لم تكن هذه مجرد فرحة بفوز رياضي، بل كانت لحظة احتفال بانتصار جماعى، بانتصار ابنة القرية التي رفعت راية بلدها عاليًا.
وقالت نادية، جارة سارة: "عندما أُعلنت النتيجة، شعرت وكأن قلبي سيقفز من الفرح، بدأت أصيح وأصفق من فرط الحماس، لم أتمالك نفسي من الفرح. هذا الشعور بأن شخصًا تعرفه قد حقق إنجازًا عالميًا كان شيئًا لا يمكنني وصفه. لقد كانت لحظة فخر لا تُنسى".
أقرأ أيضًا.. أصيبت قبل مشاركتها.. شقيق سارة سمير يكشف تفاصيل جديدة عن بطلة الأولمبياد
أما يوسف رضا، الذي كان يتابع السباق مع أبنائه، فقال: "لقد عشنا لحظات من الفخر لم نكن نتخيلها. لقد شعرنا جميعًا بأننا جزء من هذا الإنجاز. لقد انتشرت البهجة في القرية بشكل عفوي، وبدأ الجميع في الخروج من منازلهم للاحتفال، كان الجميع يعانقون بعضهم البعض وكأننا عائلة واحدة".
الاحتفالات فى القرية
بعد إعلان النتيجة، لم يكن من الممكن إبقاء الناس في منازلهم، خرج الجيران إلى الشوارع وبدأوا في الاحتفال بفوز سارة. الزغاريد والأغاني الوطنية ملأت الأجواء، ورفعت الأعلام المصرية في كل مكان. تم تنظيم مسيرة احتفالية أمام منزلها، وشارك فيها الصغار والكبار على حد سواء.
وقال خالد أحمد، عن البطولة: "لقد كان يومًا لن ننساه، خرجنا جميعًا للاحتفال، لم يكن الأمر مجرد احتفال بفوز رياضي، بل كان احتفالًا بالنجاح الذي تحقق بفضل العمل الجاد والإصرار، كانت سارة بالنسبة لنا جميعًا مثالًا يحتذى به".
وأضاف عبدالله عصام: "لقد كانت الأجواء في القرية مليئة بالحب والفخر، الجميع كان يشعر بالسعادة وكأن الفوز كان فوزًا شخصيًا لكل واحد منا، كانت هناك موسيقى وأغانٍ وطنية في كل مكان، وحتى الأطفال كانوا يشاركون في الاحتفال بفرحة عارمة".
دعم الجيران لـ"سارة" خلال مسيرتها
لم يكن دعم الجيران لسارة مقتصرًا على يوم الفوز فقط، بل كانوا دائمًا إلى جانبها منذ أن بدأت رحلتها في عالم الرياضة، كانوا يعرفون مدى الجهد الذي بذلته، وكانوا يشجعونها على الدوام.
تحدث علاء أحمد عن هذا الدعم قائلًا: "لقد كنا نعلم أن سارة لديها موهبة خاصة منذ صغرها، كنا نراها تتدرب كل يوم بلا كلل، وكان من الواضح أنها تمتلك شغفًا حقيقيًا بالرياضة، لهذا السبب كنا دائمًا ندعمها ونشجعها، لم يكن الأمر سهلًا عليها، لكننا كنا نعلم أنها قادرة على تحقيق شيء عظيم".
تأثير فوز سارة على الجيران
فوز سارة لم يؤثر فقط على عائلتها، بل ترك بصمة كبيرة في حياة جيرانها أيضًا. لقد أصبحت رمزًا للأمل والطموح لكل من يعرفها في القرية.
وتحدث عمرو السيد عن هذا التأثير بعد فوز سارة، موضحًا: تغيرت الكثير من الأمور في حياتنا اليومية، أصبحت نموذجًا يحتذى به بالنسبة لأطفالنا، عندما يتحدث أطفالي عن أحلامهم أرى في عيونهم الأمل والتصميم، إنهم يرون في سارة مثالًا على أن الأحلام يمكن أن تتحقق إذا عملت بجد".
وأضاف: "لم يعد النجاح يبدو بعيد المنال لأطفالنا، أصبحنا نؤمن أكثر بأن العمل الجاد والإصرار يمكن أن يقودنا إلى تحقيق أهدافنا، تمامًا كما فعلت سارة. لقد ألهمتنا جميعًا".
الاحتفاء بسارة بعد العودة
عندما عادت سارة إلى القرية بعد تحقيقها الميدالية الفضية، كانت الأجواء احتفالية كبرى تملأها مشاعر الحب والفخر والاعتزاز، حيث استقبلها الجيران بترحاب وحفاوة كبيرين، وتم تنظيم استقبال حاشد شارك فيه الجميع، وسط زمر بلدي وأغانٍ وطنية.
قال عصام محمود: "عندما عادت سارة، كان استقبالها في القرية مميزًا، الجميع كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر، بحضور الزمر البلد، واحتشد الأطفال أمام منزلها في انتظارها، كان هناك موكب احتفالي قاده الجيران، حيث اصطف الجميع على جانبي الطريق لتحيتها عندما مرت بينهم".
وأضاف: "كانت سارة متواضعة جدًا، ورغم إنجازها الكبير، لم تنس أصولها وجذورها، كانت تشكر الجميع على دعمهم، وتؤكد أن ما حققته كان بفضل دعم عائلتها وجيرانها".
حفل تكريمى فى القرية
لم تتوقف الاحتفالات عند هذا الحد، بل نظم الجيران حفلًا تكريميًا كبيرًا لـ"سارة" أمام منزلها، شارك فيه العائلة والجيران والأصدقاء، حيث عبّر الجميع عن فخرهم واعتزازهم بها.