رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السحابة السوداء».. هل ستوجه إسرائيل ضربة استباقية لإيران؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فى خضم استعراض القوة الأمريكية فى الشرق الأوسط، يواجه المستوى السياسى فى إسرائيل معضلة: هل يستمر فى الحفاظ على الساحة الشمالية كجبهة ثانوية، ويبقى فى حالة يقظة وتأهب قصوى خوفًا من رد فعل إيران وحلفائها، أم يطلق ضربة استباقية ويحرم حزب الله من القدرات الاستراتيجية مثل الصواريخ الدقيقة والقذائف والصواريخ بعيدة المدى ومخزونات الأسلحة؟ إن هذا التساؤل أصبح أكثر حدة فى ضوء دعوة عدد غير قليل من العناصر فى المنظومة الأمنية، الذين يدفعون نحو «المفاجآت» التى لن تؤدى بالضرورة إلى تصعيد رد فعل إيران وحلفائها، ولكنها سوف تردعها عن القيام بعمل من شأنه أن يؤدى إلى مقتل المدنيين فى إسرائيل، حسب تقرير للمحل الإسرائيلى «أمير بوحبوط» فى موقع «جيروزاليم بوست».

وحسب التقرير، يمارس الجيش الإسرائيلى تأثيرًا على حزب الله ويضع أمينه العام، حسن نصر الله، يوميًا فى معضلات لا حصر لها فيما يتصل بالأنشطة العسكرية التى يمكنه القيام بها ضد إسرائيل، فيما تقدر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن «نصر الله» لا يتمتع حقًا بحرية كاملة فى التصرف، وهو ينتظر من طهران أن تملى عليه إطار الرد، بينما تريد إيران الرد الذى لا يؤدى إلى اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل.

لقد حذر كبار المسئولين فى المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية من تغير استراتيجى فى الشرق الأوسط، حيث تعمل كل من لبنان والعراق واليمن وإيران بتنسيق مشترك. ولهذا السبب يجب اعتبارها قطعة واحدة حتى إشعار آخر، ويطلق البعض فى المنظومة الأمنية على هذا التغير «سحابة سوداء».

بينما ترى التقديرات فى إسرائيل أن إيران تفضل «معركة استنزاف» ستكلف إسرائيل ثمنًا باهظًا، بدلًا من رد عسكرى واسع النطاق يدفع المنطقة إلى شفا الحرب، وقال أحد المصادر إن الإيرانيين خائفون للغاية مما يمكن أن يفعله الأمريكيون ضد إيران، خاصة أن البيت الأبيض لديه رئيس سيتم استبداله خلال أشهر قليلة، ولا يريد أن يؤدى حدث فى الشرق الأوسط إلى الإضرار بإرثه.

وبالطبع مَن يدفع نحو توجيه الضربة الاستباقية يفهم أن كل ضربة استباقية ضد حزب الله وإيران ستجر مباشرة إلى حرب إقليمية، قد تشمل هجومًا على إسرائيل باستعمال آلاف الأسلحة، يوميًا، وتستهدف المراكز السكنية، ومحطات الكهرباء والمياه، ومنصات الغاز، والبنى التحتية للمواصلات والصناعة وقواعد الجيش، وغيرها. 

لكن هناك فى إسرائيل مَن سيقول إنه فى جميع الأحوال يمكن أن تتطور المواجهة إلى حرب إقليمية، بعد رد إيران وحزب الله، وستكون الضربة الاستباقية تفوقًا مهمًا فى حرب إقليمية. 

بينما الحقيقة أن الضربة الاستباقية ستدفع بشكل مؤكد إلى حرب إقليمية، أما فى حال كانت ضربات إيران وحزب الله صغيرة، فمن غير المؤكد أن هذا سيقود إلى حرب إقليمية، كما أن الولايات المتحدة غير معنية بحرب إقليمية تضر بقواعدها فى الشرق الأوسط، ويمكن أن تجرها إلى حرب عالمية.

بايدن غير معنى باندلاع حرب إقليمية بأى شكل من الأشكال. ولذلك، طلب من نتنياهو انتظار ضربة حزب الله وإيران دون ضربة استباقية. ومن وجهة نظر بايدن فإن نتنياهو هو الذى تسبب فى هذا الرد عندما اتخذ قرارات تتعارض مع موقف الولايات المتحدة. وبهذه القرارات لم يحسب مطلقًا التداعيات الصعبة التى ستقود إليها قراراته. آخر هذه القرارات كان اغتيال المسئولين الكبيرين، إسماعيل هنية، من «حماس»، وفؤاد شكر، من حزب الله.