لا تراجع.. ولا استسلام
ما زلت عند الرأى الذى يؤكد أن مصر تسير بخطى سريعة جدًا نحو التقدم فى العديد من المجالات وفى زمن قياسى. فما تحقق خلال السنوات العشر الماضية منذ ثورة ٣٠ يونيو حتى الآن كان يحتاج إلى عدة عقود من الزمن.
فى مصر الآن تحول كبير فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فقد شهدت مصر العديد من الإنجازات التى وضعتها فى مكان لائق بين الأمم، وتجعل منها فى القريب العاجل شيئًا مختلفًا.. ولا أكون مبالغًا فى القول إذا قلت إن الدولة المصرية الآن باتت صاحبة ريادة فى جميع المجالات دون استثناء.. ومن هذا المنطلق سيتحدد مصير هذه الأمة ويتحقق للمواطن كل ما يبتغيه من الحياة الكريمة.. صحيح أن هناك بعض الأزمات والمشاكل التى تعكر صفو حياة المواطنين، إلا أنها لا بد لها من زوال وعما قريب. هذه الأمور لها تداعيات كثيرة على ظروف المواطنين، خاصة فى ظل ارتفاع خطير فى الأسعار وخلافه.. لكن خطة الدولة ومشروعها الوطنى لا بد أن يساعدا على تحقيق النجاح فى نهاية المطاف ويحقق للمصريين الحياة الكريمة كاملة.
مصر الحديثة التى ينشدها المصريون، لا مكان فيها لخائن أو عميل أو إرهابى من أى نوع سواء كان قاتلًا أو متلقى أموال أو سمسارًا لإحداث الفوضى والاضطراب. ويخطئ من يظن أو يتصور فى يوم من الأيام أن المصريين من الممكن أن يتخلوا عن مشروعهم الوطنى فى بناء هذه الدولة الجديدة، والذى يتصور أن عجلة التاريخ ستعود إلى الخلف أو تتعطل واهم، ولا يدرك طبيعة المرحلة الجديدة التى تمر بها البلاد.
هذا الشعب العظيم الذى جرب الفوضى المفروضة عليه أيام حكم جماعة الإخوان الإرهابية لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تؤثر فيه ظروف معيشية صعبة طارئة، بل العكس تمامًا يزداد هذا الشعب عزيمة وإصرارًا على المضى نحو التقدم والبناء.. ويخطئ من يظن يومًا أن هذا الشعب من الممكن أن يتخلى أبدًا عن مشروعه الوطنى فى الحياة الكريمة، وممارسة حقه فى الحياة الآمنة المستقرة والحصول على حقوقه كاملة غير منقوصة.
المشروع الوطنى فى مصر الآن يتمثل فى محاور رئيسية؛ الأول هو خريطة طريق سياسية، وخريطة مستقبل اقتصادية، ومن قبله كانت حربًا شعواء على الإرهاب وأهله ومنفذيه، والبلاد تسير فى الاتجاهات الثلاثة متوازية حتى يتحقق أمل المصريين فى «العيش والحياة الكريمة والعدالة الإنسانية»، ولا يمكن لأحد مهما فعل أن يقدر على تعطيل هذه المسيرة التى تشكل فى نهاية المطاف بناء الدولة الحديثة... وإذا كانت هناك مهاترات من هنا أو هناك من إرهابيين وعملاء لمخططات الخارج، فإن ذلك لا يمكن أن يؤثر أبدًا فى طريق المصريين الذى رسموه لأنفسهم خلال المرحلة المقبلة.
ولا يمكن لأحد أن يقدر على تعطيل الخريطة السياسية أو الخريطة الاقتصادية، فقد بدأت معالمها تتحدد وتتشكل وتتحدد معالم الطريق الاقتصادى للبلاد الذى يحقق التنمية الشاملة التى يعقد المصريون عليها آمالهم فى مستقبل أفضل طالما انتظروه لزمن طويل.
أما الحرب على الإرهاب، فلم ولن تهدأ سريرة المصريين أو تلين لهم قناة حتى يقتلعوا الإرهاب من جذوره ودحر منفذيه والمخططين له، ومهما فعلوا من حماقات لن تزيد المصريين إلا إصرارًا على مكافحته ومقاومته، وبذلك تكون المحاور الثلاثة هى المشكل لبناء الدولة الجديدة التى سيكون لها شأن آخر، لا يقل أهمية عن الدولة التى أنشأها محمد على باشا الكبير، وعملت لها المجتمعات الغربية ألف حساب.. وأعتقد أن مصر بعد ثورة «٣٠ يونيو» قد أظهرت للعالم أجمع أن الشعب المصرى لا يمكن أن يقهره أحد مهما كان، وسيحقق المزيد من النصر، عندما يتمم بناء الدولة الحديثة التى يسير فى خطاها حاليًا.
أكرر لن تتراجع مصر عن المشروع الوطنى مهما فعل المتآمرون والخونة، ومهما كان حجم التحديات الصعبة والشديدة التى تواجهها البلاد، بفضل عزيمة ووعى المصريين الذى لا يفتر أو يتهاوى.