رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمى..

"السيدة من تل أبيب".. رواية للكاتب الفلسطيني ربعى المدهون عن مرارة التهجير

السيدة من تل ابيب
السيدة من تل ابيب

“السيدة من تل أبيب”.. هى الرواية الأجمل للكاتب الفلسطينى ربعي المدهون. المولود فى عسقلان 1954 والذى هجر منها  أيام النكبة عام 1948 إلى خان يونس فى غزة حتى  أتم  بها دراسته الثانوية

ليذهب إلى القاهرة ليكمل دراسته الجامعية فتشتعل حرب 67 فلا يستطيع الرجوع إلى غزة. فيتجه إلى  لندن ليقيم بها ولا يلتقى والده لما يقارب الأربعة عقود.

ليرسم لنا المدهون لوحة حزينة مشبعة بالألوان القاتمة فى روايته السيدة من تل أبيب، فيحكى تفاصل حياته العصيبة ثم يعرج بنا إلى تفاصيل أخرى،تتقاطع مع تفاصيل الفلسطينيين المهجرين فى بلاد الله بعد ان حرمهم المحتل الغاشم من الوقوف على تراب وطنهم بل والموت فيه.

تفاصيل الرواية 

فى الحقيقة لا تعد رواية السيدة من تل أبيب رواية واحدة بل هى روايتان إحداها للبطل الظاهر لدينا وهو الراوى وليد دهمان الروائى الفلسطينى المهجر فى لندن زالذى يمثل المؤلف نفسه،  والثانى هو بطل روايته عادل البشيتى الذى يتحول فى ٱخر الروايه إلى شخصية حقيقية من لحم ودم.

وهذا يجعلنا نقر بأن الكاتب ربعى المدهون كاتب محترف يمتلك أدواته فى السرد بحرفية فائقة.

البداية 

تبدأ أحداث الرواية بالكاتب وليد الدهمان وهو فى الطائرة المتجهة من لندن إلى تل أبيب. منتظرا اقلاعها وهو ينظر إلى الكرسى الفارغ بجواره، ليسال نفسه من سيحتل هذا المقعد، فإذا بها شابة اسرائيلية  تدعى ادونا تعمل ممثلة، ليدور بينهما حوار يحكى لها عن غربته فى المنفى بسبب الاحتلال الإسراىيلى الذى غربه عن وطنه لثمانية وثلاثين سنة لم ير فيها والدته او أهله، ولم يمس تراب بلاده، واليوم سيذهب إلى فلسطين التى ماعادت فلسطين  ليهبط فى مطار اسمه بن جوريون،  فى بلد سموه زورا إسرائيل.

 بعد أن تمكن من الحصول على الجنسية البريطانية، إذن  سيزور وطنه بجنسية غير جنسيته،  ليقدم اوراق دخوله لجنود غرباء جاءوا من شتات الأرض كى يحتلوا وطنه،  إن شاءوا أدخلوه وإن شاءوا منعوه. 

وكأن وليد دهما يلقى بعذاباته فى حجر الممثلة ليقول لها كلما هاجر أجنبى إلى وطنى اقتلعتم عشرة من اخوتى ليحل مكانهم.

حكت له الممثلة عن حبها لشاب عربى سماه نور الدين تجهزة بلاده ليكون وليا للعهد، كما حكى لها عن روايته التى لم يفرغ منها وهى لرجل فلسطينى يدعى عادل البشيتى، المقيم فى المانيا والذى راسله لكونه صحفى معروف وأخبره انه كان قبل تهجيره من فلسطين يحب فتاة تدعى ليلى دهمان، ولما سافر ليكمل دراسته فى المانيا علم أنها تزوجت من ابن عمها،  كما علم ان زوجها استشهد ويريد من وليد أن يخبره بأى معلومة عنها ذلك لأنها دهمانية مثله. 

يحكى لنا وليد دهمان عن سوء المعاملة التى قابله بها الاسرائليين فى المطار ليس لانه يحمل جوازا بريطانيا،ولكن لأنه متوجها إلى غزة.

معبر ايريز

استفاض الكاتب ربعى المدهون فى الحكى عن وليد دهمان وهو عالق أمام معبر بيت حانون الذى يسميه الكيان المحتل معبر ايريز،.وهو يصطلى بنار الشمس مع أقرانه الفلسطينيين المتوجهين إلى غزة. ليرصد لنا كم المعاناة والاهانات التى يعيشها الفلسطينين بشكل يومى أمام المعبر.

ثم يدخل وليد  بيت خانون ويتوجه إلى لاهيا لمقابلة والدته التى تركت بيتها فى خان يونس لتقيم مع عائلتها فى بيت لاهيا.

وبفيض من المشاعر يحكى الراوى  لقاءه مع والدته ثم يتوجه بعد يومين  إلى خان يونس ليزور قبر والده فلا يجد له شاهدا يوضح هويته، كما يزور اصدقاءه فيجدهم بين شهيد ومعاق كما يجد صديقه محمد خديجة تحول إلى شحاذا.

والمقارقه أن وليد  يلتقى عادل البشيتى فى غزة فيخبره بان ليلى مازالت على قيد الحياة.

النهاية 

ثم يرجع وليد دهمان إلى لندن محملا باعباء كثيرة وإعياء شديد. فيقرأ فى الصحف خبرا عن مقتل الممثلة الإسرائيلية، ثم يترك الصحيفة ولا يلقى لها بالا، ثم يبكى على وطنه الذى حوله المحتل إلى بقايا وطن.