رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قتلى وجرحى وتصعيد عسكرى.. الميليشيات تسعى لإشعال ليبيا من جديد (القصة الكاملة)

جريدة الدستور

أودت اشتباكات مسلحة عنيفة بين فصائل مسلحة متناحرة في ضاحية تاجوراء بمدينة طرابلس الليبية، بحياة 9 أشخاص وإصابة 16 آخرين بجروح.

وذكرت مصادر محلية، أن الاشتباكات اندلعت بين ميليشيا رحبة الدروع المدعو بشير خلف الله الملقب بـ"بشير البقرة" المدعومة، وميليشيا صبرية المدعومة من مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، على خلفية الصراع على النفوذ والموارد.

وقالت مصادر، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إن اشتباكات عنيفة اندلعت، أمس، عقب أنباء عن نجاة قائد ميليشيا رحبة الدروع من محاولة اغتيال، أسفرت الاشتباكات التي نشبت بين ميليشيا "رحبة الدروع" وميليشيا "صبرية" عن سيطرة الأولى على المعسكر الأمني التابع للثانية.

وأشار المصادر، إلى أن دائرة الصراع في طرابلس العاصمة توسعت بانضمام ميليشيا قوة الردع، وهو ما أدى لتعقيد الأوضاع الأمنية في ظل تحشيدات عسكرية متبادلة بين الأطراف الليبية.

وشهد الوضع في طرابلس تدهورًا سريعًا، واحتمالية توسع رقعة المواجهات المسلحة بين الميليشيات، خاصة مع إعلان جميع الميليشيات حالة الاستنفار.

وتواجه ليبيا تهديدات متزايدة من قبل الميليشيات المسلحة والقوات الأجنبية والمرتزقة، وهو ما يهدد بتقويض أمن وسيادة ليبيا وتقويض جهود إعادة الاستقرار.

أسباب تحركات الجيش الليبى باتجاه جنوب غربى البلاد 

من ناحيته، كشف اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة الليبية، عن أسباب التحركات للجيش الوطني بمناطق سبها وغات وأوباري وبراك بالجنوب الغربي للبلاد.

وقال "المسماري"، في بيان، اليوم السبت، إن تحركات الجيش الوطني باتجاه الجنوب الغربي لا تهدف للانتقال لمناطق جديدة؛ بل ضمن خطة تعزيز وجودنا لمنع العمليات غير المشروعة عبر الحدود.

وأوضح الناطق باسم القائد العام للجيش الليبي: أن "التعزيزات جاءت في ظل تحركات ومعارك تشهدها دول الجوار، خاصة مالي، مع عدم استقرار الوضع في النيجر، ولذا أرسلنا قوات لمناطق سبها وغات وأوباري وبراك العسكرية". 

ولفت: إلى أن "الجيش الليبي لا ينتوي التوجه نحو طرابلس أو غيرها، ونحن ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار، ولا نعلم كيف وصلت المعلومة إلى ميليشيات الدبيبة".

ونفى اللواء أحمد المسماري، ما يُشاع عن توجه الجيش الليبي نحو غدامس والمعبر مع الجزائر، لافتًا إلى أنها ليست هدفًا استراتيجيًا.

وأشار إلى أنه من غير المقبول توظيف تحرك قوات الجيش الليبي لزعزعة الاستقرار، وأن تكون شماعة لتعليق بعض الأزمات عليها، خاصة بعد أزمة مجلس الدولة الاستشاري، مشددًا على أن قوات الجيش الليبي لم تتحرك بناء على أي موقف داخلي، بل لصد التهديدات الموجودة في مناطق الجوار، ونهدف لتأمين أكثر من 700 كم حتى لا تكون معبرًا للجريمة المنظمة والإرهاب. 

“المنفي”: اتخاذ تدابير تضمن الاستقرار فى البلاد

وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، إنه آن الأوان لتحقيق أهداف المسار الأمني العسكري عبر لجنة وطنية موحدة للدفاع لضمان السيادة وتحديد إطار زمني تفاوضي واقعي ينهي الوجود الأجنبي، وتعنى بصون الحدود والسواحل والمنشآت الاستراتيجية.

وأضاف "المنفي"، في سلسلة تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "عازمون على اتخاذ تدابير تضمن الاستقرار وتخفف الاحتقان والاستقطاب تشمل إدارة مشتركة للإنفاق العام وعوائد النفط بشكل شفاف لمعالجة الاختناقات والتخفيف من معاناة شعبنا".

وتابع: "الاحتكام إلى الشعب كمصدر للسلطات عبر الانتخابات والاستفتاءات أو الاستطلاعات هو السبيل إلى الحكم الرشيد وتجديد شرعية المؤسسات من عدمه".

بيان رفض من شباب مصراتة

من ناحيتهم أصدر شباب مدينة مصراتة بيانًا رفضوا فيه توظيف اسم مدينتهم في القتال من أجل مصالح شخصية، وقالوا: نرفض بشكل قاطع استغلال اسم مدينتنا في أي حرب أو نزاع يخدم مصالح شخصية على حساب أمن واستقرار ليبيا. 

وأكد شباب مصراتة أن المدينة وأبناءها لا علاقة لهم بأي تحركات تهدف إلى تحقيق مكاسب فردية أو زعزعة الاستقرار في البلاد، فيما "حملوا المجلس البلدي مصراتة مسئولية توضيح الموقف الرسمي للمدينة من هذه الأعمال، كما حملوا الدبيبة المسئولية المباشرة عن استخدام القوة التابعة لرئاسة الوزراء في عمليات لا تخدم إلا أجندات شخصية"- على حد ما جاء في البيان.

البيان الصادر عن شباب مصراتة


وأشاروا إلى أن قوة العمليات المشتركة التي تتبع رئاسة الوزراء لا تمثل مدينة مصراتة بأي شكل من الأشكال، وأن أي محاولة لتوظيف اسم مدينتنا في صراعات لا تخدم المصلحة الوطنية ستواجه بالرفض التام، ولفتوا إلى أن مصراتة ستبقى رمزا للسلام والوحدة ولن نسمح لأي جهة بتلويث سمعتها أو استغلالها لتحقيق أهداف ضيقة.

ودعا “شباب مصراتة” جميع الأطراف إلى التوقف الفوري عن استخدام العنف ونطالب بتغليب لغة الحوار من أجل مستقبل أفضل لجميع الليبيين.

الغرب والأمم المتحدة يحذرون

وأعربت فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التطورات العسكرية الجارية في منطقة جنوب غرب ليبيا ، محذرة من أن هذه التحركات قد تؤدي إلى تصعيد خطير وتهدد بانهيار وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه عام 2020.

جاء هذا التحذير في بيان مشترك أصدرته البعثات الدبلوماسية للدول الخمس، حيث شددت على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من قبل جميع الأطراف الليبية، ودعت إلى الحوار والتعاون من أجل حل الخلافات بشكل سلمي.

وأشار البيان إلى أن الجمود المستمر في العملية السياسية الليبية، إلى جانب هذه التحركات العسكرية، يزيد من مخاطر اندلاع مواجهات عنيفة، ما قد يعرض أمن واستقرار البلاد بأكملها للخطر.

فيما دعت الأمم المتحدة لوقف التصعيد العسكري وتجنب المزيد من التوترات في جنوب غرب البلاد.