كلام عيال
دستور التعامل مع هذه الزاوية.. إذا جاء كلامى على غير هواك، وصادف الحقيقة أرجوك اعتبره كلام عيال، وهل يجوز لكبير مثلك «يعمل راسه براس عيل»
بمناسبة المقالات الثلاثة الماضية عن أفضلية الدعم النقدى، وما طرحته من رأى فى بعض وزراء الحكومة الجديدة حدثنى صديقى القديم متهمًا العبد لله بأننى حكومى مطبلاتى، قلت لصديقى: علاقتى بالحكومة قريبة الشبه بعلاقة حضرتك بحماتك، تمارس فعل التنكيد كثيرًا، ويصيبنى منها قليل من فرحة.
من حقك أن تعارض الحكومة، وأن تقول لها ما لا تحب أن تسمعه، كأن تذكرها بفرط كرمها على نفسها رغم كلامها عن التقشف الحكومى، بينما تمارس فعل التقطير على رعاياها المطحونين «بالغلا والكوا»، كما لو أنها تنفق عليهم من جيبها الخاص، ومن فرط كرمها إدارتها شئون الدولة من مقرها الصيفى فى العلمين، وليس «علم واحد»، تأكيدًا للكرم حتى فى التسمية، من الأهمية أن تعارض، ولا تكايد، تطرح حلولًا لتأخذ بها الحكومة محبة فى الوطن، ولا تكن محايدًا سلبيًا، فمن الحياد ما قتل، لا يجب أن تتعامل مع الحكومة على أنها «العو» المخيف، ولكن عاملها كما رجل ظريف لطيف فربما تشرق الشمس غربية فى يوم من الأيام.
قول ومتخفش، لكن لا تمارس فعل الإهانة لمسئول ارتضى أن يعمل فى هكذا ظرف استثنائى محليًا وعالميًا.
ودعنى أسوق لك دلائل على حتمية الدعم النقدى كبديل عن العينى المنهوب معظمه عينى عينك.
رغيف العيش النونو «النانو بريد» Nano Bread صار أعجوبة الأرغفة عالميًا، رغيف ريجيمى هو ذاته «خاسس يا حبة عينى» ناقص طول الوقت وعلى مر الزمان ناقص وابن ناقص كمان، يؤكل فى لقمة واحدة، ولا يقبل القسمة على لقمتين، خفيف الوزن، ولا ظل له، وجهه مكشر، وقعره مقشر، رغيف نحيف «عايز» يبقى رغيف، ولكن ولاد الترلملم مسخينه وسخطينه، وشفطين مصارينه، عديم «اللبابة» ندعم به الطيور والحيوانات وليس الغلابة، هو خليط بين ماء وخميرة ودقيق، ورمال روسية وأوكرانية، باعتبار القمح واردًا من الدولتين، ونحن أهل المحروسة رجالًا وربما نساءً لا نمانع فى رمال روسية وأوكرانية مخلوطة مع القمح، نحن شعب يبلع «الزلط»، ولكن كنا نطمع فى شحنة روسيات وأوكرانيات تحسن النسل، وتعوضنا عن المعاناة الناتجة عن التهام أقماحهم «المرملة».
سألت موظفًا كبيرًا فى شركة مطاحن أسيوط «ليه العيش بيقرش»، فقال بالحرف الواحد: الغسالة متوقفة، وتحتاج لصيانة، والحق أقول حينما طرحت المشكلة على محافظ أسيوط السابق قام بزيارة المطحن، وأمر بإصلاح غسالة القمح فورًا، وكانت المفاجأة متبقيات من طين ممزوجة بكيماويات حفظ القمح من التسوس، بدت ظاهرة من نواتج ماء الغسيل فى فيديو أرسل لى حتى أتأكد من عمل غسالة القمح، وهى نفس الغسالة التى عاودت التوقف مرة أخرى، وعادت معها شكوى الناس.
اللعب فى رغيف العيش تربح منه من تربح، ولا أحد يمكنه مواجهة ألاعيب سارقى قوت الغلابة، لأن الرقابة فى مصر صفرية، حتى لو أتيت بجيش من العفاريت «العفركوشية»، لأن معظم الخبازين يحرصون على زيادة الخميرة فى البنوك، ويخسرونها وينقصونها من رغيف الغلابة.