"البيزنطية" تحتفل بذكرى القديس الشهيد لورنسيوس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديس الشهيد لورنسيوس رئيس الشمامسة الذي كان رئيس شمامسة الكنيسة الرومانية وقيّم الكنيسة وعائل الفقراء استشهد سنة 258.
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:نور الإيمان: أشار تقليد الكنيسة، بهذا التعبير، إلى العطيّة الكبرى التي جاء بها الرّب يسوع والذي، في إنجيل يوحنّا، قد قدّم نفسه هكذا: "جِئتُ أَنا إِلى العالَمِ نوراً فكُلُّ مَن آمَنَ بي لا يَبْقَى في الظَّلام" . ويعبّر القدّيس بولس أيضًا بهذه الكلمات: "فإِنَّ اللّهَ الَّذي قال: لِيُشرِقْ مِنَ الظُّلمَةِ نُور هو الَّذي أَشرَقَ في قُلوبِنا" .
في الحقيقة، يمتلك نور الإيمان خاصيّة فريدة، لكونه قادرًا على إضاءة وجود الإنسان بكلّيته. إنّ النور كي يكون قادرًا لا يمكن له أن يكون منحدرًا من أنفسنا بل يجب أن يأتي بالنهاية من الله. فالإيمان يولد من أحشاء اللقاء مع الله الحيّ، والذي يدعونا ويكشف لنا محبّة الرّب يسوع، محبّة تسبقنا ويمكننا أن نستند فوقها لنكون راسخين في تشييد الحياة. عندما يحوّلنا هذا الحبّ، فإنّنا نحصل على أعين جديدة ونختبر وجود وعدٍ كبير للاكتمال، وتنفتح أمامنا شاكلة المستقبل.
إنّ الإيمان الذي نحصل عليه من الله كعطيّة فائقة للطبيعة يظهر كنور للطريق الذي يوجّه مسيرتنا في الزمن. فمن ناحية، الإيمان ينبثق من الماضي، فهو نور ذاكرة تأسيسيّة، تلك الخاصّة بحياة الرّب يسوع، حيث أظهر محبّته التامّة والموثوق بها، والقادرة على هزيمة الموت. بيد أن، في ذات الوقت، ولكون الرّب يسوع المسيح القائم من بين الأموات يجذبنا لما يتخطّى الموت، فالإيمان هو نور يأتي من المستقبل، ويفتح أمامنا الآفاق الشاسعة، ويحملنا لما يتخطّى حدود "الأنا" المنعزل نحو رحابة الشراكة.
ومن ثمّ، ندرك أنّ الإيمان لا يقطن الظلام، بل أنّه هو نور لظلماتنا. أودّ التحدث عن هذا النور، نور الإيمان، حتى ينمو ويضيء الحاضر، وكي يتحوّل إلى نجم يكشف آفاق مسيرتنا، في وقت يحتاج فيه الإنسان بشكل خاص إلى نور.