هل كانت وفاة "أم كلثوم" وراء اعتزال هند رستم العمل الفني؟

تعد الفنانة هند رستم، واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية حتى ستينيات القرن العشرين. عديد من الألقاب التي أطلقت عليها، وكثير من النجوم الذين شاركتهم بطولات أعمالها السينمائية، فقدمت مع عمر الشريف وفاتن حمامة “لا أنام”، ومع رشدي أباظة أكثر من عمل أشهرها “صراع في النيل”، ومع ملك الترسو فريد شوقي أكثر من عمل منها الزوج العازب، دماء على النيل، باب الحديد وغيرها.

هل كانت وفاة "أم كلثوم" وراء اعتزال هند رستم العمل الفني؟

بعد أن اتخذت هند رستم قرارها بالابتعاد عن الأضواء والفن في العام 1979، وفي لقاء إذاعي لها، قالت “رستم” عن هذا القرار وإذ ما كانت الوحدة قد تدفعها إلى العودة للعمل الفني، قائلة: “بحب بيتي جدا، وبحب زوجي، وبحب بنتي. زوجي قد عوضني عن بريق الأضواء والبلاتوهات”.

وعن الأسباب التي دفعتها لقرار اعتزال العمل السينمائي، أضافت هند رستم: أعتقد أنه لا يوجد فنان نال المجد والعظمة التي حظيت بها أم كلثوم. أين ذهبت أم كلثوم؟ انتهت وانتهى كل شيئ بالنسبة لها، حتي أننا أصبحنا بخلاء في سماع أم كلثوم. ليس هذا هو المجد الذي ينتهي بهذه السرعة. وشددت “رستم": “موت أم كلثوم نبهني إلى أنني لازم أعيش”

وعن زوجها الطبيب "محمد فياض"، تابعت “رستم”: دائما ما أكون سعيدة بلقب “حرم فياض”، لأن العطاء لأكثر من 25 سنة أشعرني بأنني “ست”، زوجة، أم، وهنا يجب أن أعيش هذه الحياة، خاصة وأنني قضيت فترة طويلة منشغلة في العمل السينمائي والفني منذ بدايتي وشهرتي والأفلام الكثيرة جدا لذا لم أتزوج طوال هذه الفترة.

السر وراء إضراب هند رستم عن الزواج لمدة 25 عام

وعن أسباب امتناعها عن الزواج طوال هذا الوقت تابعت هند رستم: لأنني كنت أمنح كل وقتي وتركيزي وحياتي للفن، وحتى لا يكون هناك ما يشغلني عنه أبدا، إلي أن تزوجت فأحسست بضرورة الابتعاد عن الفن والاكتفاء بما قدمته، خاصة أن زوجي عالمه يختلف تماما عن عالم الفن، ويحتاج مني التفرغ التام له نظرا لأنه يحتاج أمورا بعينها بالنسبة للبيت، ولراحته، وأن يعود من عمله فيجد المنزل هادئ بدون مشاكل. أيضا مواعيدنا لا تسمح لي بأن أقول له أي شيئ يضايقه، وخاصة أن الموعد الوحيد الذي يجمعنا سويا هو فترة الصباح وتناول الإفطار سويا، وهو الوقت الوحيد الذي نجتمع فيه خلال اليوم، وبعد ذلك لا أرى “محمد” طول النهار غير ثاني يوم الصبح. ومع ذلك فأنا سعيدة جدا بحياتي الزوجية.

كما تطرقت هند رستم خلال لقاءها الإذاعي إلي الحديث عن الفنان "صلاح منصور"، لافتة إلي: في الحقيقة أننا لا نمجد الفنان إلا بعد موته، وهو ما يؤلمني. أنا أحب أن أري تكريمي وتمجيدي وأنا موجودة علي قيد الحياة لكي أسعد به وأفرح. أما بعد أن أموت فما الذي سأشعر به وهم يكرمونني ويمجدوني في الجرائد والمجلات بصيغة “كان”. فلماذا لا يسعد الفنانين بتكريمهم وهم أحياء حتي يشعروا بقيمة العمل الذي يقدمونه، ويحسون بوجودهم، لكن مع الأسف الشديد هذا لا يحدث.