خبراء فلسطينيون لـ"الدستور": اختيار السنوار قائدًا لحماس دليل على فشل إسرائيل فى تصفية الحركة
أكد خبراء فلسطينيون أن اختيار حركة حماس يحيي السنوار رئيسًا لها، عقب اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة طهران، جاء كرد فعلي علي محاولات الاحتلال الإسرائيلي إحداث شرخ وانقسامات داخل الحركة عقب اغتيال هنية.
بداية قال الدكتور ناصر الصوير الكاتب والسياسي الفلسطيني، إن قرار حركة حماس بتعيين يحيى السنوار قائدًا للحركة خلفًا لرئيسها المغتال إسماعيل هنية، يأتي في إطار الحرب النفسية التي تصاحب الحرب العسكرية بين الكيان الغاصب وحركة حماس، وتريد حماس بهذه الرسالة أن توصل لإسرائيل أن القرار الأول والأخير بخصوص أي صفقة وأي هدنة وأي اتفاق هو بيد السنوار.
وأضاف الصوير في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا دليل على أن الحركة تريد أن تعطي للمفاوضات زخمًا وتعطي لها أهمية من منطلق أن تعيد الكرة أو تضع كل الكرة في ملعب السنوار، لافتًا إلي أن إسرائيل لديها خطة متدحرجة منذ بداية الحرب، هي تكسب الوقت سواء كان السنوار قائدًا للحركة في غزة أو قائدًا للحركة بشكل عام، هي تريد أن تكسب الوقت كل يوم، وحسب ادعاءاتها وزعمها تقوم بتصفية قادة من قيادات الحركة العسكريين أو المقاومة في قطاع غزة وكان آخرهم إعلانها اغتيال محمد الضيف وقائد منطقة كتيبة رفح، هي تريد أن تكسب الوقت بغض النظر عن إن كان السنوار القائد للحركة أو غير قائد.
الصوير: إسرائيل لأنها تعلم أن محتجزيها تضاءل عددهم بشكل دراماتيكي
ولفت الصوير إلى أن الأمر لن يصل أبدًا إلى هدنة بين حماس وإسرائيل، خاصة أن هناك عددًا كبيرًا جدًا من المحتجزين قد تم تصفيتهم من قبل إسرائيل نفسها متبعة قانون هانيبال العسكري الذي يقضي بأن تقوم دولة الاحتلال بتصفية محتجزيها ولا تبقيهم محتجزين في يد المقاومة، متابعًا: "وفقًا لاعتقادي إسرائيل مصممة للوصول إلى نهاية المطاف القضاء على المقاومة حسب معتقدها، وتحرير جثامين المحتجزين، لا أعتقد أن هناك محتجزين باقين شخصيًا، للتفاوض عليهم في صفقة كبرى".
وتابع الصوير: "إسرائيل لأنها تعلم أن محتجزيها تضاءل عددهم بشكل دراماتيكي، فوضعت شرطًا أساسيًا لإتمام الصفقة أن تعرف أسماء الأحياء من المحتجزين، وهو ما رفضته حركة حماس جملة وتفصيلًا، لأن هذه الورقة لو كشفت فستنتقل الكرة إلى ملعب إسرائيل وستفشل المفاوضات، لذلك كل التصرفات التي يقوم بها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال تؤكد أمرين مهمين، الأمر الأول أنها لا تريد عقد أي صفقة ولا عقد أي هدنة بمنأى أو ببعيد عن الأسماء، أي اسم كان قائدًا أو غير قائد، الأمر الثاني أنها تريد أن تحتل قطاع غزة مجددًا، ولكن بأسلوب جديد، تحتل ما تبقى في معبر فلاديفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وتبقى في محور نتساريم وتقيم مستوطنات أيضًا، حتى تبقي زخمها العسكري موجودًا في غزة وتمنع قيام أي حركات مقاومة في المستقبل.
المصرى: سرعة اختيار السنوار يؤكد وحدة الحركة وتماسكها وقدرتها على تجاوز المحنة
فيما قال عاكف المصري المفوض العام للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، إن نجاح العملية الديمقراطية لحركة حماس وانتخاب السنوار رئيسًا للحركة، والسرعة النموذجية لملء الفراغ، وفي هذه المرحلة الحساسة يؤكد وحدة الحركة وتماسكها وقدرتها على تجاوز المحنة.
وأضاف المصري في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن اختيار السنوار رئيسًا للحركة إعلان عملي برفض خيار المفاوضات العبثية التي يريدها نتنياهو.
صافي: اسم السنوار مرتط بطوفان الأقصي
من جانبه، قال الدكتور ماهر صافي الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، إن حركة حماس أكدت أن قرار اختيار يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي خلفًا لإسماعيل هنية اتخذ بالإجماع، وهو ما يناقض الآمال الإسرائيلية التي توقعت باغتيال هنية إحداث شرخ بين قيادات الحركة الأكثر إثارة لغضب إسرائيل، والأكثر قدرة على زيادة الغضب والألم في صفوف القيادات والمؤسسات والشعب الإسرائيلي، وهو ما يعني أن محاولات دق الإسفين التي راهنت عليها إسرائيل قد أتت بعكس ما أريد منها.
وتابع صافي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، "استمرار رمزية الطوفان، حيث يرتبط اسم السنوار بشكل خاص بطوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من العام الماضي، كما يمثل أيضًا عنوانًا واضحًا لإخفاقات إسرائيل في دعواها المتواصلة بتصفية قادة الحركة والوصول إليهم، وهو ما يعني أن حماس قررت مزيدًا من إثارة القلق والغضب لدى الاحتلال، رغم مضي 10 أشهر من الحرب المتواصلة على غزة.
وأشار صافي إلى أن اغتيال هنية جاء لينسف العديد من فرص التفاوض التي كانت متاحة للوسطاء ورحلت مع دماء الشهيد هنية، فقد أصبح الصوت الأعلى للميدان ورجاله، ورشقاته الصاروخية، رغم أن فريق التفاوض ذاته الذي كان في عهد هنية سيستمر كمان كان.
وحول تأثير السنوار على الحرب المستمرة، قال صافي "إسرائيل ماضية في مجازرها المستمرة في غزة مخلفة مزيدًا من الضحايا من أجل الضغط على حماس من أجل تقليل سقف مطالبها في صفقة الأسرى التي لا يريد نتنياهو لها أن تخرج إلى النور من خلال إفشاله لمساعي الوسطاء من أجل إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي ووقف لإطلاق النار.
العصا: اختيار السنوار فيه رسالة مهمة لإسرائيل
كذلك أكد عزيز العصا الكاتب والسياسي الفلسطيني، أن اختيار السنوار رئيسًا لحركة حماس رسالة مهمة لحكمة الاحتلال الإسرائيلي، وللمفاوض الإسرائيلي، وللوسطاء أيضًا، بأن المرحلة المقبلة أكثر تعقيدًا من السابق.
وأشار العصا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أنه من الجانب الآخر، هناك اختصار للوقت في اتخاذ القرارات؛ لأن الحديث سيكون مع صاحب ملف الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة مباشرة، فالسنوار، بالمسمى الجديد امتلك صلاحيات المفاوضات بشكل مباشر، والقرار بيده شخصيًا في غالبيتها العظمى، ولا مجال أمام الإسرائيليين لانتظار أي تسهيلات في شروط الإفراج، إلا بالقدر الذي يقرره الرئيس الجديد.
عبدالعاطي: اختيار السنوار يثبت استمرار حماس في المقاومة
فيما قال الدكتور صلاح عبدالعاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين "حشد"، إنه تم اختيار السنوار وفقًا اللوائح الداخلية لحركة حماس التي تقتضي اختيار أحد نواب رئيس المكتب السياسي، وباعتبار أن النائب صالح العاروري جرى اغتياله تم اختيار اللجوء إلى الطريقة التقليدية باختيار إما السنوار وإما خالد مشعل، والأخير رغم خبرته ووجوده خارج قطاع غزة، فإنه أدار حركة حماس لثلاث دورات متتالية بما لا يجيزه النظام الداخلي للحركة وعدا عن التباينات حوله وإضافة إلى توحيد الحركة.
وقال عبدالعاطي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن اختيار السنوار رغم أنه كان مستبعدًا شكل مفاجأة في ظل ظروف حرب الإبادة الجماعية، ولكنها مفاجأة تثبت أن حركة حماس ماضية في المقاومة ولا تزال قوية، وإنها أعطت الخيار لقطاع غزة ومركز الثقة الذي يتعرض إلى إبادة، وأيضًا لإيجاد مسافة اقتراب من القائد الأول من الجماهير التي تتعرض إلى الإبادة الجماعية في داخل قطاع غزة ولتخفيف الضغوط عن الدول المختلفة، خاصة أنه جرى اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في لبنان ورئيس المكتب السياسي في طهران، ولم يعد هناك مكان آمن في الدول.
وتابع "بالتالي قطاع غزة ربما يكون أكثر أمانًا، خاصة أن السنوار لم تنجح إسرائيل حتي الآن في العثور عليه أو الاستدلال على مكانه، وبالتالي هذه رسالة قوة، رسالة أيضًا لحسم موضوع وخيار المفاوضات، وإبقائه بيد يحيى السنوار باعتبار أن المحتجزين لدى المقاومة موجودين لدي حركة حماس في قطاع غزة، وبالتالي صاحب الثقل الأساسي هو السنوار إضافة إلى ما تتعرض له الحركة".
وأكد عبدالعاطي أن السنوار لديه قدرة على إدارة هذه الأوضاع العصيبة التي تمر بها حركة حماس، إضافة إلى إرسال رسالة واضحة للمجتمع الدولي وللعالم بأن حركة حماس ماضية وغير عابئة بكل الضغوط والإدانات والضغوط الدولية عليها لإثنائها عن الاستمرار في نهج المقاومة وتحولها إلى سياسي، وأنها متمسكة بخيار المقاومة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى علاقات السنوار مع محور المقاومة أكثر اقترابًا، إضافة إلى انفتاحه على كل القوى والمكونات الوطنية وبرجماتيته الواضحة في هذا المجال، وكل لذك أعطاه هذا الحضور.
وأضاف "بما نشهد مقاربات أكثر انفتاحًا في ملف المصالحة في عهده، وأيضًا حسم لموضوع صفقة تبادل الأسرى في حال قررت إسرائيل جديًا الذهاب إلى صفقة تبادل مع العلم بأن هذه الصفقة لم تعد فقط محورها الأساسي قطاع غزة، بل باتت أيضًا طهران ولبنان وغيرها من محاور مؤثرة في إتمامها، كما في حالة التوافق الدولي والضغط الدولي المقرر على نتنياهو لإنهاء مماطلته واستخدامه المفاوضات لإطالة أمد الحرب".
واختتم عبدالعاطي قائلًا: "ربما نشهد إما مقاربة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحرب الإبادة، وربما نشهد توسيعًا للصراع وفي كلتا الحالتين، تكون حركة حماس قد حسمت أمرها باتجاه تمسكها بالحقوق الفلسطينية ومقاومة الاحتلال، رغم كل ما تعرضت له من أزمات وتحديات واغتيالات، ولا تزال تتعرض القضية الفلسطينية فيها الى مخططات التصفية، وهي رسالة تشدد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي حتى يدرك بأنه عندما يتم اغتيال قائد يخرج قائد ربما أكثر شدة وأكثر قوة من الذي سبقه، وهذه هي رسالة حماس من اختيار السنوار خلفًا لهنية".