الوعى سلاح مضاد للشائعات
هناك من يتعمد إصابة الناس باليأس والإحباط، هؤلاء محترفون لديهم القدرة على بث الشائعات بين الناس التى تعد أفتك الأسلحة ويطلق عليها حروب الجيل الرابع، ولأن هناك متربصين بالبلاد، نجدهم يتفننون فى بث ونشر الأكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وسرعان ما تنتشر الشائعة بسرعة البرق، ونجد بعدها حالة تذمر ويأس وإحباط، بهدف تضليل الناس وإحداث نوع من العداء.
ظاهرة الشائعات ترهق الحكومة أولًا عندما يتحامل المواطنون على الجهة التى يقصدها المغرضون ويسعون إلى النيل منها، وثانيًا تعطيل الدولة بالرد والنفى على مَن أطلق الشائعة. وفى كلتا الحالتين إثارة اللغط والفوضى، وهذا هو المطلوب الذى يقصده المتآمرون والخونة. المغرضون يطلقون السراح للشائعات، على شاكلة «ولا تقربوا الصلاة» وتعمدوا إخفاء «وأنتم سكارى»، فى حين أن إعمال العقل فى هذا الأمر يؤكد أن مروجى الشائعات يهدفون إلى إرباك الدولة، لأن الشائعة تسرى كالنار فى الهشيم، وتصيب الناس باليأس والإحباط ويتملكهم الخوف الشديد!. نشر الشائعات سلاح فتاك أقل ضرر لها هو التعطيل، فلماذا نستجيب لها ونعمل لها حسابًا؟!.. المفروض على هذا الشعب العظيم صاحب الوعى السياسى الناضج أن يدرك أن هذه حرب شعواء، ويجب عليه التصدى لها، بدلًا من الاستجابة لأى شائعة، ولقد مرّ زمن عدم المصارحة إلى غير رجعة، ولا يمكن بعد ثورة ٣٠ يونيو أن يُقدم أى مسئول على تطبيق سياسة خداع الناس، والمفروض أن يحذر الجميع من العواقب الوخيمة التى تنتج عن الشائعات.
والحقيقة أن مصر فى حالة حرب حقيقية، لكنها حرب ليست كالحروب المعتادة أمام عدو ظاهر وواضح، إنما العدو هو تنظيمات متطرفة سرية، وهى أخطر التنظيمات الموجودة على الساحة العالمية.. ولها طبيعة خاصة فى الحرب.. العدو المستتر المتخفى يعد فى حد ذاته كارثة، والتعامل مع هذا العدو يحتاج إلى تكتيك خاص، خاصة أنها عصابات مجرمة تصر على التخريب وتدمير الاقتصاد الوطنى.
ومن حق مصر أن تتخذ من الإجراءات ما يكفل لها القضاء على هذه العصابات السرية التى تحارب الدولة بكل ما أوتيت ومدعومة من دول كبرى بالخارج بهدف إحباط مصر ومنع وتعطيل خطواتها نحو بناء الدولة الحديثة.
ويأتى على رأس الذين يتفننون فى إطلاق الشائعات جماعة الإخوان الإرهابية، التى ماتت إلى الأبد ولا يزال بها بعض المهووسين الذين يصرون على إطلاق الشائعات فى المناسبات أو أى ذكرى تمر بها البلاد، تنطلق الشائعات بشكل مكثف، ملوحة بأن لديها الخطط والتجهيز للانقضاض على أجهزة الدولة المختلفة، واستهداف رجال الدولة والشرطة والجيش، وكل ما شابه من هلوسات، ولأن قيادات وأعضاء الجماعات المخابيل فقدوا صوابهم واتزانهم فهذا شىء طبيعى وأفعالهم الإجرامية باتت هى الأخرى طبيعية، ولم يعد الناس يعنيهم من قريب أو بعيد هذه الأفعال الإرهابية. يبقى أن نؤكد أن هذه الجماعة لم يعد لديها ما تفعله ضد المصريين سوى إطلاق الشائعات.
والحقيقة أن أصغر طفل مصرى بات يحفظهم عن ظهر قلب ويعرف ألاعيبهم وتصرفاتهم غير الطبيعية وغير الأخلاقية. لكن الذى يجب التحذير منه والتصدى له بحق هو ترديد شائعات الجماعة الإرهابية، فهذا هو السلاح الوحيد المتبقى لدى الجماعة، وهو سلاح فتاك وخطير، ولا يجب أبدًا بأى حال من الأحوال أن نتركه للجماعة تلوح به يمينًا ويسارًا، بل يجب على الفور إبطاله ودحره بكل السبل الممكنة.. وقد يسأل سائل: هل يمكن محاربة الجماعة وإبطال سلاحها الذى تستخدمه بشأن الشائعات؟ نعم توجد خطط كثيرة لوأد سلاح الشائعات، لكن الذى يعنينى هو أسلوب ردع هذه الشائعات، ويتمثل ذلك فى وقف تبنى خطاب الجماعة القائم على نشر الشائعات، ولذلك يجب عدم ترديد أفعالهم هذه حتى لا نحقق للجماعة هدفها دون أن ندرى.
وهذا لا يتم إلا بالتسلح بالوعى ونشره على نطاق واسع.