بهيجة حافظ الممثلة التي استقبلت أسرتها العزاء فيها بسبب فيلم

فى عام 1930 نشرت مجلة “المستقبل” التي كان يصدرها إسماعيل وهبي المحامي شقيق يوسف وهبي صورة لـ بهيجة حافظ (4 أغسطس 1908 - 13 ديسمبر 1983) تحت عنوان أول مؤلفة موسيقية مصرية على غلاف المجلة، ظهرت بهيجة فيها بالبرقع والطرحة، حينها كان المخرج محمد كريم يبحث عن بطلة لفيلمه الأول "زينب"، بعد أن رفض يوسف وهبي قيام الفنانة أمينة رزق بالبطولة، وسرعان ما تواصل معها "كريم" فما كان من "بهيجة" انها وافقت على بطولة العمل، ووضع الموسيقي التصويرية للفيلم، لتقف لأول مرة أمام أمام سراج منير وزكي رستم ودولت أبيض وعلوية جميل وعبد القادر المسيري.

وعندما أعلن عن عرض فيلم "زينب" في دور العرض السينمائية آنذاك فؤجئت أسرتها بصورها على أفيش الفيلم  فما كان من شقيقتها أنها أقامت سرادق عزاء ووقفت فيه تستقبل عزائها.

بهيجة حافظ المؤلفة الموسيقية والمخرجة والكاتبة لم تلتفت لما بدر من شقيقتها وقت عرض فيلم "زينب" فقد أنشأت شركة إنتاج سينمائي تحت اسم "فنار فيلم" وأنتجت فيلم "ليلى بنت الصحراء" الذي كان أول فيلم مصري ناطق يعرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي والذى نال جائزة ذهبية، والذى رشح هذا للعرض في مهرجان البندقية عام 1938 ولكنه مُنع في آخر لحظة لصدور قرار بمنع عرضه داخليًا وخارجيًا لما تضمنه من إساءة إلى تاريخ كسرى أنوشروان ملك الفرس وذلك بناء على شكوى واعتراض من الحكومة الإيرانية.

 وعلى الرغم من مكانة هذا الفيلم في تاريخ السينما المصرية إلا أنه كان السبب في إفلاس شركة “فنار فيلم” واضطرت بهيجة حافظ للتوقف عن الإنتاج لمدة تصل إلى عشر سنوات نظرًا لما تكبدته من خسائر نتيجة منع عرضه ومصادرته.

كما أخرجت بهيجة فيلم "الضحايا، وفيلم آخر هو "ليلى البدوية"، ثم عادت شركة فنار فيلم إلى الإنتاج بعد مُضي عشرة أعوام من التوقف، لتنتج فيلم "زهرة السوق ـ 1947" الذي كتبت قصته بهيجة حافظ وقامت فيه بدوري بهيجة وزهرة، وقام بإخراجه حسين فوزي، ولم تظهر بهيجة حافظ كممثلة مرة أخرى في السينما ألا في دور قصير من فيلم "القاهرة 30" عام 1968، وذلك عندما اختارها المخرج صلاح أبو سيف لتقوم بدور الأميرة السابقة "شويكار".