"نيويورك تايمز": نتنياهو "المارق" يحتقر "أفكار واشنطن" ويخاطر بحرب إقليمية
قالت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم السبت، إن مقتل فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، وإسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس، لن يغير المأزق الاستراتيجي الذي تواجهه إسرائيل بشأن كيفية إنهاء الحرب، أو حكم غزة أو رعاية المدنيين هناك.
وأكدت الصحيفة، في تقرير تحليلي لها بعنوان "نتنياهو المتحدي أصبح خارجًا عن القانون ويخاطر بحرب إقليمية"، أن هذه المحاولات من شأنها أن تزيد من حدة الصراع بدلًا من تخفيفه، الأمر الذي يجعل التقدم نحو التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة أكثر صعوبة.
وذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جاء إلى واشنطن الأسبوع الماضي لإلقاء خطاب مليء بالتحديات، وعلى الرغم من الإدانة الدولية، تعهد بمواصلة الحرب ضد حماس في غزة والضفة الغربية، حيث تقتل إسرائيل وتسجن عشرات الفلسطينيين كل أسبوع، دون أي فكرة واضحة عن نهايتها.
نتنياهو يحتقر فكرة واشنطن بشأن وقف إطلاق النار
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن "إسرائيل تقول إنها لا تريد احتلال غزة، ولكنها لا تملك حلًا آخر لفرض سيطرتها، وترفض حماس الاستسلام، على الرغم من سقوط الآلاف من القتلى، وفي حين ترى واشنطن أن وقف إطلاق النار الذي يتبعه اتفاق إقليمي هو الحل، فإن نتنياهو يحتقر هذه الفكرة".
وتابعت: "يعتقد أن القوة وحدها هي التي ستجبر حماس على التنازل واستعادة الردع الاستراتيجي الإسرائيلي تجاه إيران ووكلائها، وخاصة حزب الله".
واستعرضت رؤى محللين بأن اغتيال شخصيات بارزة من حزب الله وحماس في الخارج زاد الآن بشكل حاد من مخاطر اندلاع حرب إقليمية أكبر، مع استعداد إيران وحماس وحزب الله للانتقام.
ورأت الصحيفة الأمريكية أنه في غياب هدف واضح للحرب، فإن "تحدي نتنياهو يفرّق إسرائيل عن حلفائها وعن البلاد نفسها. كما أدى إلى اهتزاز الثقة في قيادته. وهو يغذي الشكوك في أنه يبقي البلاد في حالة حرب من أجل الحفاظ على نفسه في السلطة، وهو يعمل على تكثيف الخلاف العميق داخل المجتمع- حول مصير المحتجزين الإسرائيليين، وإدارة الحرب وسيادة القانون- وهو ما يشكل تحديًا للروابط المؤسسية التي تربط إسرائيل ببعضها البعض".
ونقل التقرير عن "سنام فاكيل"، المحللة المختصة بشئون الشرق الأوسط في "تشاتام هاوس"، قولها: "إن صورة إسرائيل الدولية تستمر في تلقي الضربات منذ أكتوبر- على الرغم من تسعة أشهر من الحرب، فإن أهدافها العسكرية لم تتحقق، وسمعتها الاجتماعية والمحلية تضررت أيضًا".
وتواصل إسرائيل لليوم 302 على التوالي شن عدوان بري وجوي وبحري على غزة، ما أدى إلى دخول القطاع في وضع كارثي وقاسٍ غير مسبوق في العالم.
وأدى العدوان الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني إلى استشهاد 39480 فلسطينيًا وإصابة 91128 آخرين في حصيلة غير نهائية؛ إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.