رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى داود النبيّ

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى داود النبيّ الذي اختاره الرب ليكون ملكاً بعد شاول. وطّد مملكته ونظمها فكان هو رمزاً للمسيح المنتظر ومُلكَه رمزاً لملكوت المسيح. خطئ وتاب توبة صادقة تشهد لها المزامير المنسوبة إليه وخاصة المزمور "إرحمني يا الله". رقد بالرب نحو السنة 870 قبل المسيح.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: مَن لا يعرف الله هو من دون رجاء، حتّى ولو كانت عنده آمال كثيرة، فهو ليس لديه الرَّجاء الأعظم الذي عليه تقوم الحياة بأكملها. إنّ الرجاءَ الحقيقيّ للإنسان، ذاك الرجاء الذي يثبت بالرغم من كلّ خيبات الأمل، هو الله وحده – الله الذي أحبّنا وما زال يُحبّنا "إلى المنتهى"، "حتّى يتمَّ كلّ شيء" 

إنّ مَن لمَستهُ المحبّة يبدأ بفهم معنى "الحياة" الحقيقيّ. يبدأ بفهم ما تعنيه كلمة رجاء التي رأيناها في رتبة المعموديّة: من الإيمان أنتظرُ "الحياة الأبديّة"، الحياة التي هي ببساطة، بالكامل، ومن دون تهديدات، وبتمام ملئها، حياة.

 لقد قال المسيح عن نفسه إنّه جاءَ لتكونَ لنا الحياة في ملئها، وهو الذي فسَّرَ لنا معنى "حياة": "الحياة الأبديّة هي أن يعرفوكَ أنتَ الإله الحقّ وحدكَ ويعرفوا يسوعَ المسيح الذي أرسلته". إنّ الحياة بمعناها الحقيقيّ لا يمكن أن تكونَ لنا من ذواتنا ولا حتّى من ذاتها: هي علاقة. والحياة في ملئها هي علاقة مع ذاك الذي هو ينبوع الحياة. إن كنّا في علاقةٍ مع ذاك الذي لا يموت، ذاك الذي هو الحياة بذاتها والمحبّة بذاتها، عندها فقط نكون على قيد الحياة. عندها فقط نحن "نحيا".

لكنّنا نرى اليوم أناسًا لا يأخذون بعين الاعتبار سوى المبادئ القاسية، ويأمرون بقمع المشاغبين، وبعدم "إعطاء الكلاب ما هو مقدّس"، "وبالتعامل مثل العشّار" مع ذاك الّذي يحتقر الكنيسة، وببتر العضو الذي يشكّل حجر عثرة من الجسد. حماسهم المفرطة تربك الكنيسة إلى حدّ أنّهم يريدون اقتلاع الزؤان قبل الأوان، وعماهم يجعلهم أعداء وحدة المسيح.