رسم خريطة "مترو غزة" ودشَّن منظومة الصواريخ.. "الضيف" الشبح العسكرى
محمد الضيف.. اسمٌ طالما حلَّ في قائمة المطلوبين لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتمترست أجهزته الأمنية والاستخباراتية في محاولات اغتياله التي لم تصب هدفها منذ عام 2001، إلى أن أعلنت إسرائيل، اليوم، استهدافه في غارة جوية بمنطقة المواصي في خان يونس يوم 13 يوليو الماضي، فيما كذَّب المكتب السياسي لحركة حماس اغتيال "الضيف"، موضحًا أن تأكيد أو نفي اغتيال قيادات من كتائب "القسَّام" مرهون بإعلان قيادة الكتائب أو قيادة الحركة.
وعلى الرغم من أن قائمة الاغتيالات الإسرائيلية تضج بأسماء العديد من الرموز والقيادات الفلسطينية، لا سيما قادة "حماس"، إلا أن "الضيف" أو "القط ذو الأرواح التسع"- كما يُلقبِّه الاحتلال- كان له من مخططات الاستهداف ما لم يُصنَع لغيره.
"الضيف" و"حماس"
بدأ تاريخ "الضيف" عسكريًا في ثمانينيات القرن الماضي، حيث شارك في عدة عمليات عسكرية ضد إسرائيل، وكان له دور رئيسي في تصميم صواريخ القسَّام، وشبكة الأنفاق بغزة.
تعلم "الضيف" صناعة القنابل والقذائف الصاروخية على يد أحد مؤسسي كتائب "القسام"، وعزز استراتيجية إطلاق عدد أكبر من الصواريخ.
تشكيل "كتائب القسَّام"
في عام 1989، قضى "الضيف" 16 شهرًا في سجون الاحتلال بتهمة العمل في الجهاز العسكري لـ"حماس"، ليقرر بعدها تشكيل "كتائب القسَّام" لأسر الجنود الإسرائيليين، فيما ساعد في بناء الأنفاق التي سمحت لمقاتلي "حماس" بالدخول إلى إسرائيل من غزة.
وعلى مدار عقودٍ عدة، طاردت إسرائيل "الضيف"؛ لدوره البارز في تطوير أسلحة حماس واستهدافه عشرات الإسرائيليين، ما جعله على رأس قوائم المطلوبين للاحتلال، كما اتهمته إسرائيل بالتخطيط والإشراف على تفجيرات الحافلات التي قتلت عشرات الإسرائيليين في عام 1996.
وفي مايو 2000، اعتقلت السلطة الفلسطينية محمد الضيف، إلى أن نجح في الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى، والتي كانت بداية تطور قدراته العسكرية.
وفي عام 2002 تسلَّم "الضيف" قيادة كتائب "القسَّام" بعد اغتيال قائدها العام صلاح شحادة، ليُعِّد خطة تدريب المقاتلين لنقل المعركة داخل إسرائيل، فيما وضعته واشنطن عام 2015 على لوائح الإرهاب.
ومنذ عام 2001 وحتى 2021، حاولت إسرائيل استهداف "الضيف" أكثر من مرة، ولكن كُتِبَت له النجاة من 7 محاولات اغتيال حتى عُرِفَ بـ"رجل الموت".
وفي يوم 13 يوليو الماضي، شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، هجومًا على منطقة المواصي بخان يونس، أعلن أنها كانت تستهدف اغتيال الضيف، إلا أن "حماس" نفت استهدافه وقتها، وقالت إن المزاعم الإسرائيلية هدفها التغطية على حجم المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال في المواصي.