"الغول" و"علا" و"قشطان".. صحفيو غزة في مرمى نيران الاحتلال
وضع مأساوي يمر به الصحفيون في غزة، منذ حرب السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن، بسبب الاستهداف الواضح والبيّن لهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستهدف مقراتهم في أثناء تواجدهم داخلها، أو خلال ممارستهم عملهم بتغطية الحرب في وسائل الإعلام المختلفة.
وكل فترة يسقط شهداء من الصحفيين والمراسلين أثناء تغطيتهم جرائم الاحتلال الإسرائيلي وما يفعله في شعب غزة من قتل وتدمير وتشريد، وتضييق الحصار على القطاع بشكل كبير، والتعنت الواضح في إدخال المساعدات الإنسانية مما زاد من شدة الحرب على القطاع بأكمله.
استشهاد الغول والريفي
واتساقًا مع ذلك، استشهد مراسل قناة الجزيرة إسماعيل الغول والمصور المرافق له رامي الريفي، في قصف إسرائيلي استهدفهما في مدينة غزة أثناء تغطية إعلامية مرتبطة باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وبحسب بيان الجزيرة، فإن القوات الإسرائيلية لاحقت المراسل الغول والمصور الريفي بعد مغادرتهما مكان التغطية واستهدفت مركبتهما بالصواريخ، وأظهرت مقاطع فيديو السيارة التي كان يستقلها الغول والريفي وقد تحولت إلى حطام، والدخان يتصاعد منها والدماء متناثرة على بقاياها.
وقال الغول، في آخر منشور له عبر منصة «إكس» قبل ساعات من مقتله: «بأجواء حزينة يودع المخيم الرجل الوطني الكبير، من فوق أنقاض منزل رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة».
ولم يكن الغول والريفي، أول صحفيين يستهدفهم الاحتلال بهذا الشكل الواضح ولكن منذ بداية الحرب وحتى الآن يمر الصحفيين والمراسلين بأوضاع صعبة وخطيرة.
استشهاد 147 صحفي
ووفق منظمة مراسلون بلا حدود، فمنذ 7 أكتوبر الماضي وحتى مايو الماضي، استشهد 147 صحفيًا 22 منهم استشهدوا أثناء القيام بعملهم من بينهم "الغول"، واستهدفهم الاحتلال وهم يرتدون الزي الصحفي، في إشارة واضحة للاستهداف المتعمد.
واستطاع عدد قليل من الصحفيين الخروج من قطاع غزة، إذ تستخدم إسرائيل حق النقض ضد خروجهم، ولا يزال 8 مراسلين من مكتب وكالة الصحافة الفرنسية عالقين في غزة مع عائلاتهم.
محمد جرغون
أحد أبرز الوجوه الإعلامية والصحفية في فلسطين هو الصحفي محمد جرغو، والذي استشهد مبكرًا خلال حرب غزة في مدينة رفح، إذ أُطلق عليه نار أثناء تغطيته التطورات العسكرية والاشتباكات بين إسرائيل وحماس خلال البدايات الأولى للحرب.
محمد أبو سمرة
محمد أبو سمرة 27 عامًا، أثناء وجوده بالقرب من مستشفى كمال عدوان وجد أحد أصدقائه مُلقى على الأرض وقد فارق الحياة، حاول نقل جثته لكن استشهد برصاص قناص من جنود الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يفعل.
أصيب "محمد" قبل استشهاده بأسبوع عندما قُصِفت مدرسة تل الزعتر شمال قطاع غزة، واستشهد شقيقه التوأم أحمد جراء ذلك.
أسعد عبدالناصر
ولم يكن ذوي الصحفيين بمنأى عما يحدث، فهناك صحفيين استشهدوا هم وذويهم، منهم الصحفي المستقل أسعد شملخ، الذي استشهد في أثناء عمله على يد طائرة حربية إسرائيلية أغارت على منزله، ما أدى إلى استشهاده هو و9 أفراد من عائلته.
ليست المرات الأولى التي يتم فيها استهداف الصحفيين خلال حروب غزة، ولكن حدث من قبل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2018، وفق منظمة مراسلون بلا حدود، التي وثقت أنه على مدار العقدين الماضيين وقعت 20 جريمة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين في قطاع غزة.
حنين القشطان
وكذلك كان للصحفيات نصيب من اغتيالات إسرائيل، إذ أنه في ديسمبر الماضي، استشهدت الصحفية حنين القشطان، بسبب قصف إسرائيلي على قطاع غزة، استهدف منزل عائلتها في مخيم النصيرات للاجئين، وكانت القشطان قبل استشهادها تصارع المرض ورغم ذلك لم تتوان عن أداء عملها في تغطية الحرب والجرائم الإسرائيلية.
علا الدحدوح
كما استشهدت الصحفية والمذيعة علا الدحدوح بقصف الاحتلال منزلها في شارع الجلاء بمدينة غزة في أول يونيو الماضي، وتركت خلفها زوجها وطفلها الوحيد، بعدما قدمت 3 شكاوى إلى محكمة العدل الدولية بسبب استهداف الاحتلال للصحفيين في قطاع غزة.