دكر تعبير.. عبير..
أكتب اليوم عن "دكر تعبير.. عبير" استكمالًا لسلسة المقالات عن "دكر عويل"، ثم "دكر مزاجنجى"، ثم "دكر سوشيالجى"، ثم "دكر شرغوش"، ثم "دكر كحول"، ثم "دكر فاخر.. على الآخر"، وآخرها كان "دكر وزدانى".
"دكر تعبير.. عبير" هو أيضًا نتاج موروثات معقدة ومركبة، ولكنها مرتبطة بتسليع المرأة وتوظيفها ضد المرأة نفسها.. وهى أقصى درجات العنف والقهر والظلم والاستغلال ضد المرأة.
"دكر تعبير.. عبير" هو الذى يوظف المرأة نفسها بعد استغلالها واستهلاكها وتسليعها بعد أن قاربت الخروج من خدمة رغباته ونزواته.. لتستقطب له سيدات أخريات.. ليكونوا ضمن السبايا وما ملكت أيمان عقليته الذكورية المتخلفة، ولها من كل "ضحية" عمولة وامتياز.
"دكر تعبير.. عبير" يستخدم عبير مثلما يستخدم غيرها لأنه يرى فيها التعبير الآمن فى استقطابها لسيدات أخريات دون أى شبهة، ولكونها تمثل مصدر ثقة غير مشكوك فيها. تستطيع أن تخدع أى امرأة سواء أخلاقيًا أو إنسانيًا كتمهيد لتقديمها لـ"دكر تعبير.. عبير" على طبق من الفضة بعد استخدام كافة وسائل الضغط عليها تحت مبرر الاحتياج المادى لتربية أبنائها وليس لها.. وتبرير تضحيتها بأنها لهم ولأجلهم، مثلما تضغط عليها إنسانيًا حتى لا تكون وحيدة وتجد لها سندًا من العقلية الذكورية المتخلفة والمستغلة.
عبير قالت نعم.. فى حين غيرها قالت لا..
عبير نموذج للتعبير عن نفسنة موجهة.. تتذكر الماضى، ولا تنساه كنوع من تصفية حسابات قديمة.
بيننا عبيرات كثيرات.. لا تعتقد فى خطأها، بل ترى فى غيرها الغباء، والشعار "الفرصة تأتى مرة واحدة"، وتروج لنفسها قبل غيرها (اعملى لنفسك فلوس قبل ما تكبرى)، عرفت طريقها واختارته.. مبررة لنفسها ما تفعل، وتعمل جاهدة على ضم زميلات جديدات حتى لا تكون وحدها، وحتى لا تشعر بالدونية مع من قالت لا.
ترفض أن تقول غيرها لا.. لا للإغراءات، ولا للتسليع، ولا للتأجير بالمدة، ولا لدعوات الساحل الشمالى المبهرة، ولا للفيلل الخاصة الفخمة.
من قالت لا.. تبدو فى نظر عبير وأخواتها.. متخلفة وغير عصرية. وتناست عبير أو تتناسى أن الكرامة وعزة النفس والحرية الحقيقية والرأس المرفوعة ليست للبيع أو المقايضة أو الاستئجار..
الحياة اختيار.. وتظل من قالت لا.. هى الحياة التى لا ولن تنتهى. وتظل عبير مرحلة محددة للاستهلاك والاستغلال سابق التجهيز حسب أوامر العقليات الذكورية المتخلفة. عبير اختارت طريقها فى التنقل فيما بين العقليات الذكورية المتخلفة، حسب أفضل نسبة عمولة وحسب أكبر ربح محقق، والمزاد مستمر ومفتوح.
نقطة ومن أول الصبر..
لا أصنفها إنسانة.. كل من تبيع نفسها لتصبح تعبيرًا عن رغبات العقلية الذكورية المتخلفة فى استغلال ضعف إنسانة أخرى واحتياجها.. لتسلعها وتبيعها، وتتكسب من ضياعها. إنها أسوأ شخصية.. يمكن أن تكون قبل العقلية الذكورية المتخلفة نفسها.
وتظل فى سوق البيع والشراء.. تعبير للتوزيع، وغيرها فى المجتمع للتأثير.