اغتيال إسماعيل هنية.. دلالات وتساؤلات
أعلنت حركة حماس عن أن غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامة رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، في طهران، ما أدى إلى مقتله ومقتل أحد مرافقيه، وسيم أبوشعبان. من جانبها، صرحت إيران بأن صاروخًا موجهًا بدقة، تم إطلاقه من طائرة خارج المجال الجوي الإيراني، قد استهدف إسماعيل هنية بشكل دقيق ومباشر.
اغتيال هنية في قلب طهران يحمل دلالات خطيرة، إذ يؤكد أن الموساد له تواجد مؤثر داخل إيران، ولديه القدرة على تنفيذ عمليات بهذه الخطورة. هذه العملية تأتي ضمن سلسلة من الاغتيالات والمطاردات الخارجية التي وعد بها نتنياهو، ما يعزز سيناريو الحرب المستمرة.
حدث الاغتيال خلال حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، بحضور ما يقرب من 60 وفدًا من مختلف أنحاء العالم. هذا يثير تساؤلات حول مدى استباحة المجال الجوي الإيراني، وقدرات إسرائيل الاستطلاعية والعسكرية.
إذا كانت إسرائيل تمتلك هذه القدرة والدقة في استهداف شخصيات معينة، فلماذا لم يتم اغتيال هنية خلال فترة وجوده في قطر، حيث لا تمتلك الدولة المضادات الأرضية الكافية لمنع غارة؟ وهل كان وجود هنية في قطر جزءًا من سيناريو معين يتطلب إبقاءه حيًا لفترة محددة؟
كيف مرت هذه الطائرات من كل الدول بين إسرائيل وإيران؟ هناك حديث عن أن الصاروخ أُطلق من داخل إيران، ما يثير تساؤلات حول وجود تواطؤ أو خلل داخلي. وهل يمكن اعتبار هذه العملية عربونًا لرفع العقوبات عن إيران؟
على مدار الأيام الماضية، قامت الولايات المتحدة بتحريك قطع بحرية تجاه لبنان لردع حزب الله وإيران عن أي هجوم. واشنطن أكدت أنها ستدافع عن إسرائيل في حال تعرضها لأي هجوم. هذه التحركات تهدف إلى إضعاف مكانة إيران في المنطقة وإثبات القدرة على اختراقها في أي وقت.
عملية الاغتيال ستنعكس سلبًا على المحادثات الجارية لوقف النار مقابل الإفراج عن الرهائن. هذه العمليات من شأنها دفع المنطقة نحو توسعة الحرب الإقليمية، ما قد يغير المعادلة السياسية والعسكرية في المنطقة.
اغتيال هنية يفتح المجال أمام عدة سيناريوهات:
1- عرقلة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، ما سيزيد من الاحتجاجات والمعارضة داخل إسرائيل ضد نتنياهو.
2- رد فعل متوقع من أذرع إيران في المنطقة لتجنب الحرب الشاملة.
3- توحيد الفصائل الفلسطينية، وهو ما لا يصب في مصلحة إسرائيل.
4- انفجار الوضع في الضفة الغربية.
اغتيال إسماعيل هنية يشير إلى تصعيد خطير في الصراع الإقليمي، ويثير تساؤلات حول القدرات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، وردود الأفعال المحتملة من إيران وحلفائها. في النهاية، هذه العملية قد تفتح أبوابًا جديدة أمام تطورات غير متوقعة في المنطقة.