رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل عرفتم.. لماذا رأس الحكمة؟

أستكمل اليوم الحديث عن التنمية الشاملة والمستدامة فى منطقة الساحل الشمالى، خاصة تنمية رأس الحكمة، تلك المنطقة صاحبة التاريخ الطويل مع الإهمال الشديد من ذى قبل، التى باتت الآن يشار إليها بالبنان من كل فج عميق بعد الصفقة الكبرى التى أجرتها مصر مع دولة الإمارات العربية المتحدة.

منطقة رأس الحكمة إحدى أهم المناطق الاستراتيجية المهمة ضمن المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية فى مصر، وتتميز تلك المنطقة التى تقع فى نطاق الساحل الشمالى الغربى للبحر المتوسط بمقومات تنموية شاملة وعديدة، بما يجعلها منطقة رائدة سياحيًا واستثماريًا وعمرانيًا، ومركزًا عالميًا للسياحة فى العالم. ويستهدف المخطط إقامة مركز سياحى عالمى مُتكامل فى رأس الحكمة، يحقق طفرة غير مسبوقة لدعم قطاع السياحة فى مصر وجذب السياحة العالمية والمحلية بمختلف أنواعها، وإقامة وتطوير خدمات اجتماعية متنوعة فى التجمعات العمرانية القائمة والمقترحة بتلك المنطقة. وتتمتع المنطقة بوجود عدد كثير من المحميات الطبيعية والمناطق الأثرية والخلجان والرءوس البحرية والكثبان الرملية، إضافةً إلى توافر بيئة طبيعية مناسبة لجميع أنواع الأنشطة السياحية، سواء البحرية أو الشاطئية أو التاريخية أو سياحة السفارى والأنشطة الصحراوية المتنوعة، وتعد أيضًا نواة أولية للتنمية السياحية من طاقة فندقية مميزة ومراكز للمنتجعات والمؤتمرات متكاملة الخدمات والمرافق لتنمية السياحة المحلية والدولية معًا ولضمان استغلال الشاطئ على مدار العام.

لهذه الأسباب وقعت مصر والإمارات عقد تطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» الجديدة باستثمارات تقدر بنحو ١٥٠ مليار دولار، تتضمن ٣٥ مليار دولار استثمارًا أجنبيًا مباشرًا للحكومة المصرية، منها ١١ مليار دولار إسقاط ديون، وينص العقد على أن تحصل مصر على ٣٥٪ من إجمالى أرباح المشروع.

ويعد هذا المشروع «الاستثمارى المباشر الأكبر على الإطلاق» مع الصندوق السيادى بأبوظبى الشركة القابضة «إيه دى كيو»، وهو مشروع عقارى سياحى تحت اسم «رأس الحكمة الجديدة» تبلغ مساحته ١٧٠.٨ مليون متر مربع. وبدء تنفيذ المشروع يؤكد جدية الدولة المصرية، وأكبر رد على مروجى الشائعات حول وصول البلاد لمرحلة ذروة الهبوط فى الاقتصاد، كما أنه رد قوى على المحبطين والمشككين فى الإنجازات التى تمت فى البنية التحتية من قبل.

وبعث هذا المشروع برسالة تفيد بأن البنية التحتية التى أنشئت خلال السنوات العشر الماضية كانت ضرورة من أجل الاستثمارات الضخمة؛ لذلك يتم وصف صفقة رأس الحكمة بالصفقة الكبرى التى تعقبها صفقات متتالية تعزز الاقتصاد، فى ظل البنية التحتية القوية التى جلبت الاستثمارات، وأدخلت مصر فى مرحلة مختلفة كان نتاجها دخول المليارات للبلاد وهناك المزيد فى الانتظار من مشروعات عملاقة أخرى قادمة، مما يعزز الاقتصاد المصرى.

ولا يخفى على أحد الفوائد الكثيرة المتوقعة للاستثمار فى مشروع رأس الحكمة، ولا أكون مبالغًا فى القول إنه حقق منافع كثيرة، منها رفع معدلات الاستثمارات وتوفير العملة الصعبة وتقليل الضغط على الدولار، وإنعاش الجنيه، وزيادة الدخل القومى، وبالتبعية ينعكس ذلك بالسلب على أسعار الذهب، وبالتالى تبدأ فى الانخفاض، كما حققت هذه الصفقة ارتفاع سندات مصر الدولارية وتمكن البنك المركزى المصرى من معالجة تشوهات سعر الصرف، وتم القضاء على السوق السوداء، وخفض حجم الديون الخارجية.

ويستقطب المشروع ما يزيد على ثمانية ملايين سائح للدولة سنويًا، إصافة إلى توفير مئات الآلاف من فرص العمل وتقليل معدلات البطالة، بعد تنشيط كثير من الشركات والمصانع التى ستنتج مستلزمات ومواد البناء لإتمام المشروع العملاق.

هل عرفتم لماذا رأس الحكمة؟