رسالة مصرية للإقليم منذ اللحظات الأولى تحذر من خطورة التصعيد الإقليمى
منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بعد عملية "طوفان الأقصى"، حذرت مصر من تبعات تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أن مبدأ "حل الدولتين" هو الأساس لاستقرار وسلامة الجميع.
اغتيال هنية يهدد بإشعال المنطقة
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تمسكت مصر بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية للقطاع وإخراج المصابين للعلاج، مع رعايتها للمفاوضات بين كل الأطراف من أجل الوصول إلى حل ينهي هذه الحرب التي لن تقف عند حدود غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة ولكن المنطقة برمتها.
وجاءت عملية اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للقيادي إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خلال وجوده في العاصمة طهران، لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، بالإضافة إلى أنباء عن اغتيال فؤاد شكر القيادي البارز في حزب الله، في الضاحية الجنوبية في لبنان، لتزيد التصعيد وتصب الزيت على النار لإشعال المنطقة برمتها، وسط تجاهل إسرائيلي لعواقب هذه التصرفات.
مصر تحذر من تبعات استمرار حرب غزة
وجاء بيان وزارة الخارجية المصرية اليوم الأربعاء، تعليقًا على عمليات الاغتيال ليحذر من سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة التي تنذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدي إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من تداعيات سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول وتأجيج الصراع في المنطقة.
وسبق وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسي، مرارًا وفي كل مناسبة من تداعيات التصعيد على المنطقة برمتها، ففي أبريل الماضي وخلال لقائه العاهل البحريني حمد بن عيسى في القاهرة، قال إن مصر حذرت مصر ليس فقط من تبعات تلك الحرب السياسية والأمنية والإنسانية المباشرة، على الأشقاء في فلسطين المحتلة، وإنما مما ستجره لا محالة من اتساع للصراع وامتداد حتمي لدعوات التصعيد والانتقام وإدخال المنطقة في دائرة من العنف والعنف المضاد فتتسع دائرته لتلتهم دون رحمة أي أمل لشعوب المنطقة في سلام وحياة مستقرة آمنة.
وفي نهاية يونيو الماضي، جدد الرئيس السيسي دعواته لوقف الصراع، محذرًا من احتمالات توسع الصراع في المنطقة، وأن هذا الاحتمال يتزايد حاليًا على نحو يتسم بالخطورة البالغة، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة وسريعة لتفادي انزلاق المنطقة لدائرة جديدة وغير مسبوقة من الصراع.
الرئيس السيسي وخلال لقائه في العاشر من يوليو الجاري بالقاهرة ويليام بيرنز رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، طالب بضرورة اتخاذ خطوات جادة ومؤثرة، لمنع اتساع رقعة الصراع فى المنطقة وأهمية إنفاذ "حل الدولتين"، في إطار تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
تحذيرات وتحركات مصر من تمدد حرب غزة لتحرق الجميع لم ولن تتوقف، وستواصل دورها الريادي والعروبي في الدفاع عن مصالح المنطقة العربية ودعم الأمن والاستقرار العادل والسلام الشامل في المنطقة.