رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل تستر فشلها العسكري بـ"رأسي هنية وفؤاد شكر" (خاص)

إسماعيل هنية
إسماعيل هنية

تعمل إسرائيل منذ اللحظة الأولى لعملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، على الرد بأقصى درجات العنف والإبادة سواء للمدنيين الفلسطينيين أو قادة المقاومة الفلسطينية داخل غزة أو خارجها، وكان آخر تلك العمليات اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحسب جيش الاحتلال فؤاد شكر، القيادي في حزب الله اللبناني. 

تأتي عمليات الاغتيال الإسرائيلية في محاولة من الاحتلال لإثبات قوته والتستر على فشله العسكري على الأرض، خاصة مع سقوط قتلي من جنود جيش الاحتلال وفرار آخرين، ومعاناة من عاد منهم من أزمات نفسية وإصابات وعاهات مستديمة.

ومؤخرا حاولت إسرائيل التستر على فشلها الأخير ومحاولها منها للتهرب من مفاوضات الهدنة ي قطاع غزة وإطالة أمد الحرب، وشنت قصفا عنيفا على الضاحية الجنوبية مساء الثلاثاء قالت إنها نجحت في اغتيال فؤاد شكر، الرجل الثاني في حزب الله، فيما ينفي الحزب ذلك، وفجر اليوم نفذت نفذت عملية اغتيال بحق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران، عقب 6 أشهر فقط من وضعه على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.

من جهته، قال الدكتور ناصر الصوير، الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، إن اغتيال هنية يأتي في إطار رغبة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تصدير عنوان كبير للعالم أجمع أن دولة الكيان الصهيوني في طريقها إلى تحقيق نصر حاسم وحازم في هذه المعركة، من خلال اغتيال رئيس الحركة ومن خلال أيضا توصيل رسالة إلى المجتمع الإسرائيلي مفادها أن هناك إنجازات تتحقق على الأرض، ولتعليل إطالة أمد الحرب أكثر من ذلك، وأن دولة الكيان وأجهزتها العسكرية والأمنية تحقق إنجازات يوما بعد يوم وها نحن اليوم نغتال أو نتخلص من  زعيم الحركة وقائد الحركة اسماعيل هنية.

وأضاف الصوير في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأمر الثاني موجه إلى الرأي الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، ويريدون فعلا إضعاف الروح المعنوية للمقاومة، وتوصيل رسالة "نحن قد قتلنا زعيم حركتكم"، فبالتالي يشتد الضغط على المقاومة وتتراخى في مطالبها أو تتنازل عن مطالبها التي يعلن نتنياهو برفضها في المفاوضات التي  تهدف إلى تحقيق هدنة أو إنهاء الحرب".

وتابع الصوير: “الأمر الثالث شخصي يخص نتنياهو، أنه يريد تعزيز مكانته في المجتمع الصهيوني، حتى لو انتهت الحرب تكون إنجازاته التي حققها على جرائمه وعلى  ما ينتظره من تحقيقات بخصوص السابع من أكتوبر، وقضايا الفساد الأخرى التي تحكم قبضتها عليه”.

اغتيال فؤاد شكر رسالة لحسن نصر الله 

وحول عملية اغتيال شكر التي يقول جيش الاحتلال إنها نجحت فيما ينفي حزب الله، قال الصوير: "اغتيال فؤاد شكر الرجل العسكري المستشار المباشر لحسن نصر الله، زعيم حزب الله، ضربة جديدة موجعة وانتكاسة كبيرة لحزب الله، لأن الوصول إلى الرجل الثاني في الضاحية الجنوبية هو رسالة إسرائيلية بأننا نستطيع أن نصل إليك يا حسن نصر الله، ونستطيع أن نتخلص منك كما تخلصنا من صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، نائب إسماعيل هنية، إذا هي رسالة بلطجة إلى العالم وإلى الرأي العام العربي والعالمي، بأن إسرائيل لهيت طولا، ولا أن السابع من أكتوبر كان هزيمة استراتيجية بل كان عبارة عن جولة أو انتكاسة سرعان ما استيقظت منها دولة الكيان، وها هي الآن تسرح وتمرح في كل أنحاء العالم، والذي يؤكد ذلك اغتيال رئيس حركة حماس في قلب طهران، وهذا يعتبر انتكاسة أيضا لإيران ولأجهزتها الأمنية التي لم تستطع أن تحمي ضيفا عندها وهو زعيم لحركة حماس".

اختتم الصوير، "اغتيال هنية هو رسالة للرأي العام الصهيوني حتى يثبت نتنياهو مكانته وتترسخ مكانته كزعيم، وهو يسمى في دولة الكيان قبل حرب السابع من أكتوبر، رجل الأمن، وتعزيز مكانته في الرأي العام العالمي يقول لهم أن دولة الكيان لم تتزعزع، وترميم صورة الجيش وأجهزتها الأمنية التي قهرت في السابع من أكتوبر، وبنفس الوقت يريد أن يوصل رسالة نفسية إلى المقاومين في غزة وإلى قيادة المقاومة، بأن الخناق يشتد عليهم، ويجب أن يتنازلوا أكثر أو يستسلموا".