رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة الرئيس التشادى

الرئيس محمد إدريس ديبى، رئيس جمهورية تشاد الشقيقة، زار مصر، الثلاثاء، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى بمدينة العلمين الجديدة، وعقد الرئيسان جلسة مباحثات تناولت سبل تحقيق نقلة فى مسار التعاون الثنائى، إضافة إلى عدد من القضايا الإفريقية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات الجارية فى السودان وجهود تحقيق الاستقرار فى ليبيا ومنطقة الساحل الإفريقى.

استكمالًا لما تشهده العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، من تطورات ملحوظة ومتلاحقة، منذ منتصف ٢٠١٤، واستمرارًا لتعزيز علاقات التعاون والوصول بها إلى آفاق أرحب، أكد الرئيس السيسى حرص مصر على تقديم الدعم الكامل للدولة الشقيقة على كل الأصعدة، من خلال نقل ومشاركة الخبرات المصرية فى مجالات بناء القدرات والكوادر التشادية فى مختلف القطاعات التنموية، كالطاقة، والبنية التحتية، والصحة، والتعليم، والزراعة، والثروة الحيوانية، إلى جانب التعاون فى المجال الأمنى ومكافحة الإرهاب، فى ضوء ما توليه مصر من اهتمام بالغ لضمان أمن واستقرار الدولة الإفريقية الشقيقة. 

مع إشادته بالعلاقات الوثيقة والممتدة بين البلدين، أكد الرئيس محمد إدريس ديبى، أيضًا، حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر فى مختلف المجالات. كما أشاد بالدعم الذى قدمته مصر لتشاد على مدار العقود الماضية، ومساندتها جهود الشعب التشادى لتحقيق التنمية، وشدّد على توافر الإرادة المشتركة لدى البلدين لتحقيق نقلة نوعية فى مسار التعاون الثنائى، مثمنًا دور المؤسسات والشركات المصرية فى دعم العملية التعليمية والثقافية التشادية، ومشروعات البنية التحتية، إضافة إلى نشاط البعثة الأزهرية فى تشاد.

كان الرئيس التشادى يترأس المديرية العامة لأمن مؤسسات الدولة، المعروفة لدى التشاديين بـ«الحرس الرئاسى»، حين جرى تنصيبه رئيسًا انتقاليًا، فى أبريل ٢٠٢١، خلفًا لوالده الذى لقى مصرعه، متأثرًا بإصابته خلال معارك كان يشارك فيها ضد المتمردين. وبانتهاء الفترة الانتقالية، وإقرار دستور جديد للبلاد، جرى انتخابه رئيسًا للبلاد، واتصل به الرئيس السيسى تليفونيًا، فى مايو الماضى، لتهنئته، وشدّد الرئيسان، خلال الاتصال، على عزمهما المضى قدمًا فى تعزيز وتنويع أطر التعاون على مختلف الأصعدة، بالإضافة إلى مواصلة التشاور فيما يتعلق بالتعامل مع التحديات الإقليمية والقارية المختلفة، نظرًا لما تفرضه التطورات المتلاحقة من ضرورة التكاتف والتنسيق بين الأشقاء الأفارقة. 

تأسيسًا على ذلك، اتفق الرئيسان، خلال محادثات أمس، على ضرورة دعم جهود وقف إطلاق النار فى السودان، بما يُعلى من المصالح العليا للشعب السودانى الشقيق، الذى يدفع ثمن الاقتتال الدائر من مقدراته، ويعانى من أزمة إنسانية متفاقمة تستوجب التدخل العاجل لتخفيفها. كما تم تأكيد دعم البلدين لجميع جهود تحقيق الاستقرار فى ليبيا الشقيقة، وتعزيز أمن منطقة الساحل فى مواجهة التهديدات الإرهابية المستمرة.

الدولة الشقيقة، الواقعة وسط قارة إفريقيا، تحدها ليبيا من الشمال، والسودان من الشرق، وإفريقيا الوسطى من الجنوب، والكاميرون من الجنوب الغربى، ونيجيريا والنيجر من الغرب. وبكل أسف، اتخذت التنظيمات الإرهابية صحارى تلك الدول الشاسعة ملاعب أو ملاذات آمنة لعناصرها. وبالتدريج، تحولت محاربة الإرهاب فى تلك المنطقة إلى حرب نفوذ بين قوى دولية عديدة لا يعنيها القضاء على التنظيمات الإرهابية، بقدر ما تعنيها السيطرة على تلك المنطقة واقتسام ثرواتها. وحدث، مثلًا، أن تبنى مجلس الأمن، فى منتصف ٢٠١٧، قرارًا بنشر قوة مشتركة من بوركينا فاسو، مالى، موريتانيا، النيجر وتشاد، لمحاربة الإرهاب فى المنطقة، غير أن تلك القوة لم تنجح فى أداء مهامها بسبب مشاكل فى التمويل!

.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيسين، السيسى وديبى، اتفقا على تفعيل عمل اللجنة المشتركة بين البلدين فى أسرع وقت ممكن، لتنفيذ ما تم التوافق عليه، خلال مباحثات أمس، والإسراع بإدخال مشروعات التعاون المشترك حيز التنفيذ، بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.