رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. كيف عبر عاطف سالم عن عشقه لنهر النيل بكاميرته؟

المخرج عاطف سالم
المخرج عاطف سالم

يحل اليوم ذكرى رحيل المخرج عاطف سالم، الذي يصادف يوم 30 يوليو عام 2002، وقد ترك المخرج عاطف سالم عددا كبيرًا من الأفلام التي تعبر عن الواقعية وحال المجتمع المصري، ومع القضايا التي ناقشها في أفلامه، لم ينس المخرج القدير أن يصور نهر النيل الذي يعشقه في مدينة الأقصر، في فيلمه الشهير "صراع في النيل".

حياته المبكرة في السينما

ولد عاطف سالم في بالسودان عام 1927، ونال شهادة البكالوريوس في الفنون التطبيقية من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، ثم اتجه إلى شغفه في عالم السينما بداية من عام 1943 كممثل في فيلم "ماجدة".

ولكنه وجد حبه في "الإخراج" فانتقل بيجيد هذه الحرفة الفنية ببراعة، من خلال عمله وكمساعد لأهم المخرجين المصريين في ذلك الوقت، في نهاية الأربعينيات مثل المخرجين، أحمد بدرخان وأحمد جلال وحلمي رفله، ثم عكف على إخراج فيلمه الأول وهو "الحرمان " عام 1952.

وكان عاطف سالم، غزير الإنتاج السينمائي، فقد تصل أعماله الروائية الطويلة إلى أكثر من 80 فيلما، من أشهرها أفلام، ليلة من عمري عام 1955، شاطئ الاسرار، علمونى الحب، العش الهادئ، حافية على جسر الذهب، ضاع العمر ياولدى، صراع في النيل، موعد مع المجهول، المماليك، معجزة السماء، خان الخليلى، البؤساء، ونسيت أنى امرأة، النمر والأنثى، وغيرها.

كيف كشف المخرج عاطف سالم عن عشقه لنهر النيل؟

يقول الناقد، عاطف سالم، في فصل عن المخرج عاطف سالم، في كتابه "وجوه عمر الشريف"، إنه لم يحدث أبدًا في تاريخ السينما المصرية أن رأينا نهر النيل بكامل طوله من مدينة الأقصر، حتى العاصمة القاهرة؛ فالنيل وسطح مياهه، هو البطل الرئيسي، ولم تَبتعِد عنه الكاميرا طَوال أحداث الفيلم، وهو فيلم يختلف في إيقاعه وشخوصه عن السينما المصرية، مضيفًا أنه: لقد كشف فيه المخرج عن شغفه بسطح المياه الذي رأيناه حاضرًا بقوة في هذا العمل.

وفي هذا الفيلم، عاد عاطف سالم للاستعانة بنفس الطاقم، الذي يظهر معه في أفلامه السابقة، وعلى رأسهم محمد قنديل، ومحمود فرج، وأحمد الحداد، وتهاني راشد.

ويلفت الكاتب إلى أن الصراع الذي يدور فوق النيل، هو الصراع الأزلي من أجل امرأة، وأيضًا من أجل حماية الأموال من السرقة، وهو يدور في بيئةٍ مفتوحة وسط رجالٍ لديهم أخلاقهم المتحفظة؛ فشتان بين القروية التي يُحبها "محسب"، وبين نرجس، الغازية التي تسعى إلى الإيقاع بين رجلَين، والهرب من القُساة الذين يطارِدونها، وإغواء "مجاهد".