رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اعتذارها.. هل أخطأت فرنسا؟

لغط كبير أعقب مراسم افتتاح فرنسا دورة الألعاب الأوليمبية ٢٠٢٤ في باريس، على نهر السين، ولتفنيد أسباب ذلك اللغط أود العودة لمقالين نشرتهما على صفحات جريدة "الدستور" في وقائع تشبه كثيرًا ما يحدث اليوم.. ففي أثناء انعقاد مباريات كأس العالم في روسيا عام ٢٠١٨، وقبل مشاركة مصر في البطولة العالمية، قام رسام شاب يعمل في جريدة "الدستور" اسمه "أحمد الصبروتي" برسم لوحة استوحاها من وجوه الفيوم، ورسم فيها مدرب المنتخب المصري، المدرب الأرجنتيني "هيكتور كوبر"، على هيئة السيد المسيح وهو يحمل في يده كتابه، ورسم في ذات اللوحة اللاعب المصري العالمي "محمد صلاح" بوصفه أحد حواري السيد المسيح والذي يقف بجانبه وينتمي إليه تيمنًا بالسيد المسيح وأملًا في الفوز.

وحينئذٍ قامت الدنيا ولم تقعد بعد نشر تلك اللوحة في الصفحة الأولى لجريدتنا الموقرة، ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد بل وصلت تهديدات عدة للرسام الشاب الذي تم ترويعه وتهديده واضطر لغلق جميع صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي واختفى حتى يومنا هذا، وأشفقنا جميعا عليه آنذاك وعلى جريدتنا من أن يكون مصيرها مصير جريدة "شارلي إيبدو" الفرنسية وما حل بها في عام ٢٠١٥.. وأن يكون مصير "الصبروتي" أيضًا نفس مصير المخرج الهولندي "تيو فان جوخ" الذي قتل في عام ٢٠٠٤ في شوارع هولندا لأسباب تخص الهوس الديني والذي يسميه الأصوليون بـ"الغيرة على الدين"، أو بعبارة أدق قتل الفنان الهولندي آنذاك لأسباب تتعلق بغضب المتدينين الأصوليين من أفلامه.. ومن قبله كانت هنالك حالة من الغضب العارم الذي تحول لعنف مفرط طال السفارات الدنماركية حول العالم، والتي تم حرق بعضها  وتكسيرها بعد رسومات الفنان الدنماركي في عام ٢٠٠٥.

ومثلت تلك الوقائع التي تتكرر بين الحين والآخر والتي تثار فيها حفيظة المتدينين أيا كان دينهم مسألة تتطلب الوقوف عليها والتوقف عندها لبعض الوقت من أجل فهمها واستيعابها وتفهم دوافعها، وفي نفس الوقت طرح التساؤلات حول علاقة الأديان بالفنون وبالرياضة وبالمنتج البشري الإبداعي وبالخيال الذي يكون أحيانا جامحًا أو لا حدود له.

وبسبب تلك الوقائع وتداعياتها واستدعائها، كتبت مقالًا تضامنيًا مع رسام جريدة "الدستور" الشاب كان عنوانه "رحمةً لا ذبيحة"، ومقال لاحق عنوانه "إنما الأصوليون أخوة"، فالمتحفظون دينيًا يكونون دوما على قلب رجل واحد عندما يمس الأمر دينًا من الأديان.. فعندما صدر بيان من كنائس الشرق الأوسط يستهجن ما حدث في حفل افتتاح أوليمبياد باريس، سارع الأزهر الشريف بإصدار بيان يدين فيه الاحتفالية المسيئة للسيد المسيح، بعد أن روّج على مواقع التواصل الاجتماعي أنه تم استدعاء احتفالية الأوليمبياد للوحة العشاء الأخير للسيد المسيح التي أبدعها الرسام الإيطالي العالمي "ليوناردو دافنشي". 
ورغم أن ذلك الأمر الفني البحت حسمه يرجع لأهل الاختصاص والمتخصصين في الفنون وتاريخها لا لرجال الدين إلا أن الأمر تم تديينه، وبالتالي تم تديين حفل افتتاح أوليمبياد باريس، وتم الزج بالدين في الفن التشكيلي والفنون التعبيرية بل والفنون عامةً، وتم الزج بالدين المسيحي في حدث رياضي كما يزج بالدين دومًا في كل شيء حتى في السياسة وأمور الحكم، وبالطبع في حيوات الناس واختياراتهم، رغم أن خالقهم خلقهم أحرارًا وخيرهم وترك لهم حرية الاختيار والمشيئة، فإن أرادوا أو شاءوا الإيمان أو عدم الإيمان فلهم ما يريدون وما يختارون ويشاءون، أما رجال الدين والمتحفظون الأصوليون فلهم دومًا رأي آخر. 
وبالتالي تم الحكم وصدر القرار من هؤلاء الأصوليين ومن رجال الدين بإدانة حفل افتتاح الحدث الرياضي الكبير، وتم اعتباره مسيئًا للمسيحية وشخص السيد المسيح، وحملوه ما لا يحتمل من تأويلات لها علاقة بالإباحية والشذوذ والبيدوفيليا، وسأترك القوس مفتوحًا لترسانة من الاتهامات والإدانات التي لا تنتهي لمراسم حفل خضع في نهاية الأمر لرؤية ووجهة نظر مخرجه الفرنسي الشاب، والذي طرح رؤيته في عمله الإبداعي وقال نصًا: "إن الاحتفالية جمعت في طياتها العديد من الرؤى والأفكار التي لها علاقة بقيم الجمهورية الفرنسية، وأن تلك الأفكار تعبر من وجهة نظره عن الاتحاد والتضامن وقبول الآخر، وقبول التنوع والاختلاف والتعددية الفكرية، واحترام الحريات والاختيارات والانحيازات الفردية التي تغزل في النهاية فسيفساء غنية ثرية ومتنوعة"، وأضاف قائلًا: "نحن في فرنسا يُسمح لنا بأن نحب من نريد بالطريقة التي نراها وبالطريقة التي نريدها، ففي فرنسا هنالك مؤمنون وغير مؤمنين، في فرنسا لدينا حقوق ولنا الحق في ممارسة حرياتنا بشكل مطلق وغير مشروط، وهي حقوق انتزعناها بعد تضحيات وثورة تعتبر من أهم الأحداث في تاريخ البشرية، وهي الثورة الفرنسية، لذلك تضمنت الاحتفالية رأس (ماري انطوانيت) الذي فصلته مقصلة الثورة عن جسدها، وبالتالي أردت التعبير عن كل ذلك وعن تاريخنا وماضينا وحاضرنا، وأن أجمع كل تلك الرؤى والقيم في تلك الاحتفالية الكبرى". 

كانت هذه هي رؤية صانع الحدث الذي يعي جيدا أن هنالك من سيحب رؤيته وأن هنالك من سيكرها، ولم يطلب إجماعًا على فنه.. فالفنون عادة من المستحيل أن يكون هنالك إجماع عليها.. وتخضع دوما لعوامل عدة، منها الذائقة ومنها معتقدات وأفكار البشر والتي تختلف بطبيعة الحال من مكان لآخر ومن شخص لآخر وفقًا لرؤيته وذائقته ومشاربه وما أسهم في تشكيل وعيه ومعتقداته وآرائه وتقاليده، وهذه هي طبيعة الفنون بثرائها واختلافاتها التي لا يوجد توافق حولها أو اتفاق جامع مانع عليها.. فالموناليزا، التي تعد أيقونة عالمية، اختلف النقاد حولها، و"برج إيفل"، الذي يعد اليوم رمزًا فرنسيًا ومقصدا سياحيا عالميا، اختلف النقاد حوله، ووصفه كثيرون في البدايات بالقبح تماما كما حدث مع الموناليزا.                      أما ما يخص حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية، فبعض المتخصصين في الفن وتاريخه يرون أن اللوحة التي سيقت في حفل الافتتاح لا علاقة لها بلوحة العشاء الأخير لدافنشي بل للوحة أخرى تحمل عنوان "وليمة الآلهة" للفنان الدنماركي الشهير الذي رسم الإله "أبوللو" أحد آلهة الإغريق، ففكرة الأوليمبياد ترجع في الأصل للحضارة الإغريقية، والتي تحدث ناقد فرنسي واصفًا فنونها وفنون الإغريق واليونان في عصور نهضتهم وأن لوحاتهم كانت تكثر فيها الرموز الجنسية أكثر وبكثير مما جاء وظهر في حفل أوليمبياد باريس ٢٠٢٤
ويبقى السؤال: هل إبراز الهويات الجنسية المختلفة يعني بالضرورة الترويج لها؟ ويبقى أيضا السؤال الأهم والمتعلق بالفنون التعبيرية والتعبير بالفن: فهل حرية الإبداع والخيال والفن والتعبير والرأي أمور ما زالت موضع تساؤل ويختلف الناس حول كونها ‏حقا أصيلا أم باطلا؟ وهل تلك الحقوق مطلقة أم مقيدة وكنا نظنها أمورا محسومة! بل كنا نراها ونظنها بديهيات؟! 

وهنالك أيضا سؤال آخر يطرح نفسه الآن وبقوة والسؤال مفاده: هل الله هو من يحمينا أم نعتقد نحن مسلمين ومسيحيين أن الله- جل فى علاه- يحتاج إلينا ويطلب منا ويطالبنا بحمايته ونصرة دينه؟! هل الله يحمينا جميعًا أم أننا نحن من نحميه؟! وهل الأديان حقًا فى انتظار من ينصرها ويحميها؟ هل الدين ضعيف وهش؟ أم أن المعتقدات والأديان لا تموت ولا تقهر ولا تهزم وليست في صراع مع الفن أو الرياضة أو أي شيء وأنها لم تخلق من أجل الصراع والتصارع والتطاحن بل وجدت لإنهاء الصراع  ووئده؟ وكيف ينتصر الإنسان عادةً؟ هل ينتصر الإنسان للدين والمعتقد الذي ليس في حاجة له أو لغيره أم أن الإنسان ينتصر لنفسه وللغير.. وإن انتصار الفرد لنفسه وعلى نفسه وانتصاره لغيره فى كربه وشدته هو الانتصار الحقيقي  المنشود؟ هل باسم الدين يُروع الآمن ويُخرس من له صوت أو من يمسك فى يديه بريشة أو قلم؟ هل الفن والخيال حرام أو يجب تقييده؟ هل يريد الله منا أن نكون رحماء فيما بيننا أم يريد ‏منا ذبيحةً وصراعًا وتطاحنا؟.. الهولوكوست الصهيونى قام منذ أن قام على ثقافة المظلومية بعد أن تحولت تلك المظلومية فى ذاتها لثقافة ورسخ لها!! وحتى إن كانت تلك المظلوميات على حق فممارساتها كلها باطل فى ‏باطل، الصهاينة تذرعوا وما زالوا يتذرعون بالمحرقة والهولوكوست لذبح الفلسطينيين فى مجازر لا تنتهى، وأربأ بمسيحيى بلادى ومسيحيي العالم أن يكون لهم "مانيفستو" قادم قائم على مظلومية ما قد يتكئ ويتذرع بها ‏المتعصب ليبرر تعصبه أو ترهيبه أو غبنه لغيره كما غبن هو من قبل وفقًا لرؤيته.. فيرضى لغيره ما لم يحبه أو يرضَه لنفسه مخلصًا ثأره منه! وكأن الذبيحة قدر لا بد أن ينتظر أحدا من الخلق رغم أنهم جميعا أبناء ‏الله الغافلين، وللأسف، عن حقيقة مفادها أن المخلص الذى ينتظره الكل لن يرضيه الذبح أو القهر أو الظلم ولا الأحكام المسبقة، كما لا يرضيه سوء النوايا وتشويه المقاصد.. فالفنون لا يتم الحكم عليها بالمقاصد الشرعية أو الدينية، والله لا يرضيه الغبن ولا يرضيه الترهيب أو الترويع باسمه نصرةً له أو لدينه، ولن يسعده حتمًا التعصب، كما لن ‏يرضى نبى الإسلام صاحب المقولة الشهيرة «اذهبوا فأنتم الطلقاء» «ومن دخل بيت أبى سفيان فهو آمن» بمن فجّر وخرّب وذبح.. غيرةً عليه أو على رسالته.‏
المسيح ومحمد أُرسلا من أجل الرحمة، لا من أجل أن يغار عليهما أتباعهما فيضلوا الطريق.. وحتمًا لا يريدان ذبيحة، ولا نريدها نحن أيضا، ولن نرتضيها ولن يقرها ‏أى قانون آتٍ فى دولة علمانية مثل فرنسا يسودها القانون فقط لا المعتقد دون أي حسابات أو حساسيات مفرطة قد تظهر على السطح عند هذا أو ذلك، وتحترم فى نفس الوقت تلك الدولة الليبرالية العلمانية عقائد ومعتقدات الغير.
فهل اخطأت فرنسا؟ وهل أخطأ الفرنسيون عندما عبروا بطريقتهم الخاصة عن ليبراليتهم وقيمهم الليبرالية الراديكالية من وجهة نظر الغير؟ ففي شأن كهذا لا يوجد مخطئ ومصيب.. المسألة هنا تخضع لثقافة المتلقي وذائقته وعاداته وتقاليده ومعتقده الذي لا يجب فرضه على أحد.. من حق من كره أو استاء من حفل الافتتاح ألا يشاهده وأن يقاطعه لا أن يحذفه! فمشاهدته ليست فرض عين على البشرية جمعاء! ولن تفرض فرنسا مشاهدة فنونها على البشر عنوةً، ولن تفرض عليهم أضا الإيمان بليبراليتها الراديكالية وعلمانيتها الفولتيرية.. ففولتير بالنسبة للفرنسيين ليس مجرد مفكر أو فيلسوف.. هم يرونه أكبر وأهم من ذلك بكثير.. ويرون أن ثورتهم التي بُذلت فيها دماء وأثمان باهظة جعلتهم ينحازون لمنظومة تخصهم وحدهم من القيم والحريات التي تناسبهم أيضًا وحدهم وليست فرضًا على غيرهم.. فمن قبلها أو رفضها له مطلق الحرية في كلتا الحالتين.. والمقولة الشهيرة لفولتير- وهي الأقرب حقًا للمانيفيستو أو الدستور الذي لا تحيد عنه فرنسا، تقول: "إني أختلف معك في الرأي ولكني على استعداد أن أدفع حياتي ثمنًا لحقك في الدفاع عن رأيك"، وبفضل تلك القيم الفرنسية الفولتيرية اعتذرت فرنسا لمن رفض احتفاليتها وغضب منها، فليبرالية فرنسا الحقة وعلمانيتها الأكيدة تفرض عليها احترام رأي الآخر وقبوله ووضعه في عين الاعتبار.. وعلى الجانب الآخر.. فعلى الآخر أيضًا قبول قيمها وليبراليتها- وإن كرهها أو رفضها- وتلك هي قيم العدل وقيم العدالة الحقة وقيم الوفاق والرأي التوافقي.. فأن نتفق على ألا نتفق هو أعظم وأسمى أنواع الاتفاق، وهو أيضا أرقى سبيل للاختلاف، بلا خلاف، ففرنسا هي فرنسا ولن تصبح شيئا آخر، 
وعلمانية فرنسا وليبراليتها لا مثيل لها حتى في الغرب الأوروبي. فإيطاليا على سبيل المثال دولة دينية بسبب قربها من الفاتيكان.. والدستور الأمريكي يقر بأن ولاياته المتحدة ولايات دينية، لذلك رفع المرشح الرئاسي الحالي "دونالد ترامب"- عندما كان رئيسًا للبلاد- الإنجيل أمام إحدى كنائسه البروتستانتية، 
في إشارة واضحة منه بأن الدين والإنجيل هو دستوره.. وقامت إحدى الشركات الأمريكية المعنية بالاتصالات والتكنولوجيا بوقف تعاقداتها الإعلانية مع الأوليمبياد الفرنسية الحالية، وأعلنت ذلك بشكل صريح في تدوينة لها على حسابها في موقع "إكس"، مبررةً انسحابها بأنها شعرت بالصدمة بسبب السخرية من لوحة العشاء الأخير! 
وهنا، ومن جديد، يتم الزج بالدين في شئون الإعلان والدعاية والبيزنس!  ولِمَ لا وأمريكا دولة دينية بامتياز في حين أن فرنسا دولة علمانية وبامتياز، فهل بعد ذلك العرض مازلت عزيزي القارئ- وبعد اعتذار فرنسا- تراها مخطئة؟ أم أدركت ولو قليلا أنها نموذج مختلف غير متكرر وغير مسبوق لتستوعب ما حدث حتى وإن لم تقبله تماما كما قبلت فرنسا رفضك واستهجانك لاحتفاليتها؟ 
إذا أردت دولة دينية وقيمًا دينية فمن فضلك لا تضيع جهدك ووقتك الثمين وابحث فورًا عن دولة أخرى غير فرنسا أو اذهب للولايات المتحدة الأمريكية لتنعم هنالك بالقيم الدينية الأمريكية، حيث الإنجيل هنالك- وكما يراه دونالد ترامب- دستورًا للبلاد مثلما كان يصيح السلفيون في بلادنا مرددين عبارة "القرآن دستورنا"، ويدعو "ترامب" الآن في حملته الانتخابية المسيحيين الأمريكيين لانتخابه! أما إن رغبت في فهم واستيعاب ما حدث في حفل افتتاح الأوليمبياد في باريس فعليك أولًا فهم واستيعاب علمانية فرنسا التي ربما لن تحقق لك مرادك ولن تتماشى مع فكرك الديني ورغباتك ورؤيتك الخاصة وتصورك الخاص أيضًا لحفل الأوليمبياد الذي ربما كنت تريده أو تتخيل أنه كان سيبدأ مثلا بهولوجرام يظهر فيه السيد المسيح، أو تظهر فيه السيدة مريم العذراء أم النور، أو يتلو ويردد جموع الفرنسيين الصلاة فيه طالبين من "أبانا الذي في السموات" ألا يدخلهم في تجربة وأن ينجيهم من الشرير. 
وربما يود إنسان آخر في مكان آخر في هذا الكوكب المترامي أن تبدأ الأوليمبياد في فرنسا بتلاوة آيات من الذكر الحكيم أو بترديد أسماء الله الحسنى.. 
كل تلك الرؤى والأفكار جيدة جدا وعظيمة جدا ورائعة، وتستطيع تحقيقها ربما في بلدان أخرى، وفي دورة ألعاب أوليمبية أخرى، وبالتالي ابحث عنها في بلد آخر وحقق ما تريده أنت في بلد آخر، 
أما فرنسا فلها علمانية تحميها وليبرالية تزكيها وشأن يعنيها ويعني شعبها، وما مر به في ماضيه وحاضره وما يراه لمستقبله دون تدخل أو وصاية من أحد.. فهل عزيزي القارئ ما زلت ترى فرنسا مخطئة؟