رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفض دولى ولبنانى.. مخاوف كبرى من حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل

مرتفعات الجولان المحتلة
مرتفعات الجولان المحتلة

بعد تصاعد التوترات على الحدود بين حزب الله وإسرائيل في أعقاب حادثة مجدل شمس الواقعة في مرتفعات الجولان المحتلة، أبدى اللبنانيون وقادة العالم رفضهم لتوسيع رقعة الصراع ومخاوفهم من اندلاع حرب شاملة بين الجماعة اللبنانية وإسرائيل، وهي حرب من شأنها تدمير لبنان.

مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإنه منذ أكتوبر الماضي، أسفرت الهجمات عبر الحدود شبه اليومية بين إسرائيل وحزب الله، عن مقتل مئات الأشخاص وإجبار عشرات الآلاف على النزوح من منازلهم على الجانبين، مما أثار مخاوف من أن العنف الذي تم احتواؤه نسبيًا قد يتصاعد إلى صراع شامل.

وأضافت أنه في ظل تبادل القصف، كانت هناك مؤشرات على أنهم كانوا يحاولون تجنب مواجهة كبرى، لكن سوء التقدير كان دائمًا محفوفًا بالمخاطر، وكان الهجوم الذي وقع يوم السبت على بلدة مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، قد يكون شرارة الحرب التي يسعى الجميع لتجنبها.

وأشارت إلى أنه قبل أن يتضح حجم الضربة، قالت الجماعة اللبنانية إنها استهدفت لواء الشيخ بصاروخ فلق إيراني الصنع، وهو واحد من عدة هجمات نفذت في ذلك اليوم، وتقع القاعدة على سفوح جبل الشيخ، على بعد حوالي 3 كيلومترات (2 ميل) من مكان وقوع الانفجار، ما يثير احتمال أن الصاروخ أخطأ هدفه.

وأوضحت أنه منذ اليوم التالي لاندلاع الحرب في غزة، تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 450 شخصًا في لبنان، بما في ذلك حوالي 350 مقاتلًا من حزب الله وما لا يقل عن 100 مدني، وفي إسرائيل، قُتل 23 مدنيًا وما لا يقل عن 17 جنديًا.

وأشارت إلى أنه في لبنان، ضربت معظم الهجمات الإسرائيلية الجنوب، حيث دمرت القرى وهجرت، ووادي البقاع الشرقي، وهما منطقتان يعمل فيهما حزب الله، ولكن يبدو أن الغارات الإسرائيلية بدأت في استهداف بعض المواقع الجديدة مثل العاصمة بيروت، وهو ما قد يؤدي إلى مرحلة خطيرة وغير متوقعة في قتالهم.

وبحسب تقديرات غربية، تمتلك الجماعة نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، وهو ما قد يربك أنظمة الدفاع الجوي المتطورة في إسرائيل، كما تتضمن الترسانة صواريخ موجهة بدقة قادرة على ضرب عمق الأراضي الإسرائيلية.

لبنان يرفض توسيع رقعة الصراع ويخشى الحرب الشاملة

وبحسب الإذاعة البريطانية، فإن أي حرب سيكون لها تأثير مدمر على كلا البلدين، ولكن بشكل خاص على لبنان، الذي كان في حالة أزمة دائمة لأكثر من نصف عقد من الزمان.

وتابعت أن الاقتصاد اللبناني في حالة انهيار، حيث يُقدر أن 80٪ من السكان يعيشون في فقر، كما أعاقت النزاعات السياسية انتخاب رئيس لمدة عامين تقريبًا.

وأضافت أن الشعب اللبناني يخشى هذه الحرب بقوة، والتي ستعمل على زيادة أزماته الاقتصادية والاجتماعية، ويمكن أن تؤدي لانهيار كامل للبلاد.

وأشارت إلى أن الدبلوماسيين اللبنانيين والعرب والغربيين يعملون بقوة من أجل تجنب التصعيد، وقال وزير الخارجية اللبناني، أبومازن، إنه لا يستطيع أن يستبعد أي تصعيد كبير في الأعمال العدائية.

تحركات عالمية لمنع التصعيد بين حزب الله وإسرائيل

وعلى جانب آخر، أكدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن زعماء العالم سارعوا إلى تهدئة التوترات في الشرق الأوسط وتجنب حرب محتملة أخرى، حيث تعهدت إسرائيل بالانتقام لهجوم صاروخي قاتل في مرتفعات الجولان المحتلة.

وأضافت أنه بينما أدان حلفاء إسرائيل الغربيون الهجوم، حث زعماء العالم أيضًا إدارة بنيامين نتنياهو على ضبط النفس ومنع اندلاع حرب في المنطقة إلى جانب الصراع المستمر في غزة.

وأدان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الضربة، وقال إن المملكة المتحدة "قلقة للغاية بشأن خطر المزيد من التصعيد وزعزعة الاستقرار". وقال في منشور على موقع X: "لقد أوضحنا أن حزب الله يجب أن يوقف هجماته".

وأبرز وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في طوكيو "حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها وتصميمنا على التأكد من قدرتهم على القيام بذلك". ومع ذلك، أضاف أن المسئولين الأمريكيين لا يريدون أيضًا رؤية الصراع يتصاعد.

وادعى تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، أنه يعتقد أن أي لا يوجد أي شخص يريد حربًا أوسع في الشرق الأوسط، وأضاف: "آمل أن تكون هناك خطوات لتهدئة الموقف".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن "أي عمل جاهل من جانب النظام الصهيوني من شأنه أن يؤدي إلى توسيع نطاق عدم الاستقرار وانعدام الأمن والحرب في المنطقة".

ودعت فرنسا إلى "بذل كل ما في وسعها لتجنب تصعيد عسكري جديد"، في حين حذرت مصر من أن الهجوم قد يتحول إلى "حرب إقليمية شاملة"، مؤكدة على دعمها لبنان.

وأدانت الحكومة اللبنانية "كل أعمال العنف والهجمات ضد جميع المدنيين"، ودعت إلى "وقف فوري للأعمال العدائية على جميع الجبهات"، وقالت إن "استهداف المدنيين يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويتناقض مع مبادئ الإنسانية".

وذكرت التقارير أن كبار المسئولين في لبنان أجروا اتصالات مع نظرائهم في الولايات المتحدة، أكبر داعم لإسرائيل من حيث المساعدات المالية والعسكرية، لحثها على ضبط النفس، وفي المقابل، طلبت الولايات المتحدة من الحكومة اللبنانية نقل رسالة إلى حزب الله لإظهار ضبط النفس أيضًا.

حذر تور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، من أن "الشرق الأوسط على حافة الهاوية؛ ولا يمكن للعالم والمنطقة تحمل صراعًا مفتوحًا آخر".