رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول الأحد السابع عشر من زمن السنة

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الأحد السابع عشر من زمن السنة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: إنّ المعجزات الّتي صنعها المسيح هي حقًّا أعمالٌ إلهيّة. إنّها تهيّئُ العقل البشريّ لمعرفة الله من خلال ما هو مرئيّ، إذ أنّ عيوننا لا تستطيع أن تراه بسبب طبيعتها. علاوة على ذلك، إنّ المعجزات الّتي يصنعها الله ليحكم الكون وينظّم كلّ خليقته، قد خسرت الكثير من قيمتها بسبب تكرارها لدرجة أنّ لا أحد تقريبًا يهتمّ في ملاحظة العمل الرائع والمدهش الّذي يحقّقه في أيّ بِذرة صغيرة.

لهذا السبب، احتفظ لنفسه، في ذروة عنايته الأبويّة، بأن يتمّم في الوقت المناسب بعض الأعمال خارجًا عن المجرى العاديّ للأمور. هكذا، أولئك الّذين يهملون الروائع اليوميّة، يبقون منذهلين عند رؤية الأعمال غير العادية التي، مع ذلك، لا تطغى على تلك. فحكم الكون هو في الحقيقة معجزة أكبر من إشباع خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة! ومع ذلك لا أحد يندهش منها... فمَن، في الواقع، ما زال حتّى اليوم يغذّي الكون إلّا ذاك الّذي، ببضعة بُذور، يخلق الحصاد؟

لقد تصرّف المسيح إذًا على أنّه الله. فهو بقدرته الإلهيّة يُخرج مِن بُذور قليلة حصادًا غنيًّا؛ وبهذه القدرة ذاتها كثّر الخمسة أرغفة. لقد كانت يدا الرّب مليئة بالقدرة؛ كانت الخمسة أرغفة هذه مثل بذور لم تُرمَ في الأرض، ولكنّ الّذي صنع السماء والأرض قام بتكثيرها.

 في الواقع، حين ترتفع الروح هكذا، ترى حسنات طيبة الآب وقدرته...، كما ترى رأفة الرُّوح القدس ووفرته، أيّ هذا الحبّ الذي لا يمكن التعبير عنه والذي أبقى الرّب يسوع معلّقًا على خشبة الصليب. لم تكن المسامير والحبال قادرة على احتجازه؛ لم يكن هنالك سوى المحبّة... اصعدوا هذه الشجرة المقدّسة، حيث الثمار الناضجة لجميع الفضائل التي يحملها جسد ابن الله؛ اركضوا بحماسة. ابقوا في حبّ الله المقدّس واللطيف. الرّب يسوع الوديع، يسوع المحبّة.