رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة هرمولاوس ورفيقَيه

جريدة الدستور

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى  القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة هرمولاوس ورفيقَيه هرميبَّس وهرموكراتيس الذين استشهدوا في نيكوميذية حول سنة 312.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: منذ بدايته، واجه الإيمان المسيحي بالقيامة الكثير من عدم الفهم والمعارضة. 

وفي هذا الصّدد يقول القدّيس أوغسطينس أنّه "لم يكن هناك تناقض حول موضوع أكثر من موضوع قيامة الجسد". إنّه من المقبول عمومًا أن الحياة تستمر بعد الموت بطريقة روحية. ولكن كيف يمكننا أن نؤمن أن هذا الجسد الزائل سوف يقوم في الحياة الأبدية؟

ما هي القيامة؟ في الموت تنفصل النّفس عن الجسد. فهذا الأخير يفسد وأما النّفس فتذهب للقاء خالقها وتبقى في حالة انتظار لتَتَّحِدَ مع جسدها المُمَجَّد. فالله الكلي القدرة سوف يُعيد الحياة غير الفاسدة لأجسادنا من خلال اتّحادِها بأنفسنا بقوة قيامة الرب يسوع.

من سوف يقوم؟ جميع الأموات: "الَّذينَ عَمِلوا الصَّالحات فيَقومون لِلحيَاة وأَمَّا الَّذينَ عَمِلوا السَّيِّئات فيقومونَ للقضاء". . كيف؟ لقد قام الرّب يسوع بجسده. "أُنظُروا إِلى يَدَيَّ وقَدَميَّ. أَنا هو بِنَفْسي".  ولكنه لم يعد لحياة أرضيّة. وبنفس الطّريقة "سوف يقوم الجميع معه بالجسد"  غير أنّ " المسيحِ... سيُغَيِّرُ هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقير فيَجعَلُه على صُورةِ جَسَدِه المَجيد"  " فيَقومُ جِسْمًا رُوحِيًّا".

"ورُبَّ قائِلٍ يَقول: كَيفَ يَقومُ الأَموات؟ في أَيِّ جَسَدٍ يَعودون؟ يا لَكَ مِن غَبِيّ! ما تَزرَعُه أَنتَ لا يَحْيا إِلاَّ إِذا مات. وما تَزرَعُه هو غَيرُ الجِسْمِ الَّذي سَوفَ يَكون، ولكِنَّه مُجَرَّدُ حبَةٍ مِنَ الحِنطَةِ مَثَلًا أَو غَيرِها مِنَ البُزور... وهذا شَأنُ قِيامَةِ الأَموات. يَكونُ زَرْعُ الجِسْمِ بِفَساد والقِيامةُ بِغَيرِ فَساد... فلا بُدَّ لِهذا الكائِنِ الفاسِدِ أَن يَلبَسَ ما لَيسَ بِفاسِد، ولِهذا الكائِنِ الفاني أَن يَلبَسَ الخُلود" 

إن الكيفيّة تلك تتجاوز مخيلتنا وفهمنا ولا يمكننا الوصول إليها إلا عبر الإيمان.  لكن مشاركتنا بالإفخارستيا تجعلنا نتذوق مسبقًا تجلي هذا الجسد بالرّب يسوع المسيح: "وكما أن الخبز الذي يأتي من الأرض، يتحوّل بعد دعوة الله قربانًا مقدسًا مكوّن من طبيعتين: أرضيّة وسماويّة، هكذا تصبح أجسادنا بتناولها القربان المقدس أجسادًا غير فاسدة لأن لديها رجاء القيامة" حسبما قال القدّيس إيريناوس.

متى يكون ذلك؟ بالتأكيد "في اليَومِ الأَخير" عند نهاية العالم. في الواقع، إنّ قيامة الأموات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمجيء الرّب يسوع المسيح الثاني.