الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القدّيسة البارّة في الشهيدات برسكيفي
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القدّيسة البارّة في الشهيدات برسكيفي التي استشهدت في روما حول سنة 140، ومعنى اسمها التهيئة.
عظة عن الحواس والإيمان
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الحواس تتمتّع بالفضول: فالإيمان لا يريد أن يعرف شيئًا، ... يريد أن يمضي حياته بلا حراك أمام قدس الأقداس. الحواس تحبّ الثروة والعظمة؛ الإيمان يمقتهما...: "طوبى للفقراء" . هو يكرّم الفقر والتواضع اللذين كسيا المسيح كلّ حياته كالملابس التي لم تفارقه...الحواس تخاف ما تسميّه المخاطر، ما يمكنه أن يجلب الألم أو الموت.
جَميعَ الأشياءِ تَعمَلُ لِخَيْرِ الَّذينَ يُحِبُّونَ الله
وتابعت الكنيسة في عظتها، الإيمان لا يخاف شيئًا، هو يعرف أنه لن يحصل له سوى ما يريده الله – " فشَعَرُ رُؤُوسِكم نَفسُه مَعدودٌ بِأَجمَعِه" – وما يريده الله سيكون دائمًا لخير الإنسان – "جَميعَ الأشياءِ تَعمَلُ لِخَيْرِ الَّذينَ يُحِبُّونَ الله"، هكذا مهما حصل، ألم أم فرح، صحّة أم مرض، حياة أم موت، هو سعيد مسبقًا ولا يخاف شيئًا، الحواس قلقة من الغد، تسأل كيف ستعيش الغد؛ الإيمان لا يقلق لأي أمر.
ينير الإيمان كلّ شيء بنور جديد مختلف عن نور الحواس أو أكثر لمعانًا منه. هكذا، فإنّ من يعيش بالإيمان تمتلئ نفسه بالأفكار الجديدة، والإدراك الجديد، والأحكام الجديدة؛ تُفتَحُ أمامه أفق جديدة، أفق رائعة ينيرها نور سماوي، أفق بهيّة بالبهاء الإلهي. وعندما يصبح مكسوًّا بهذه الحقائق الجديدة التي لا يشكّ بها العالم، يبدأ حتمًا حياة جديدة، على عكس العالم الذي تبدو له هذه الأعمال ضربًا من الجنون. إنّ العالم يعيش في الظلمات، في ليل عميق. أمّا المؤمن فيعيش وسط النور، وطريقه المنير الذي يسير عليه لا يَظهَرُ للناس؛ إذ يبدو لهم كأنه يريد السير في الفراغ كالمجنون.