الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس العظيم في الشهداء بندلايمون
تحتفل الكنيسة البيزنطية، بذكرى القدّيس العظيم في الشهداء بندلايمون، الذي ولد في نيقوميذية من والد وثني وأم مسيحيّة. تتلمذ للقديس هرمولاوس الذي احتفلنا البارحة بعيده. تعلّم الطبّ ومارسه بمهارة. وكان جميل الخلق فغرّه الشيطان. إلاَّ أن معلّمه القدّيس بقي يلاحقه بمحبته ويرشده، حتى عاد به إلى الطريق القويم. وفي أحد الأيام فتح عيني أعمى بإشارة الصليب. فقُبض عليه، وقضى شهيداً سنة 305 للمسيح.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "فجَرَّدوهُ مِن ثِيابِه وجَعَلوا علَيه رِداءً قِرمِزِيًّا، وضَفَروا إِكليلاً مِن شَوكٍ ووَضَعوه على رأسِه" . كَمَلِك أُلبِس المسيح رداءً أحمر، وبوصفه أمير الشهداء... لأنّه يضيء بدمه المقدّس كالقرمز الثمين. كَمُنتَصِر نال الإكليل، فالإكليل يُمنَح عادةً للمنتصر... ولكن يمكننا أن نرى أنّ الرداء القرمزيّ هو أيضًا رمز الكنيسة التي، بثباتها في المسيح الملك، تشعّ بمجدٍ إلهيّ. ومن هنا جاء لقب "السلالة الملكيّة" الّذي أعطاه إيّاه يوحنّا في سِفر الرؤيا ... في الواقع، القماش الأرجوانيّ هو شيء ثمين وملكيّ. بالرغم من أنّه منتج طبيعيّ، فنوعه يتغيّر عندما يُغمَر بالصباغ، وشكله يتبدّل... وهذا التحوّل الّذي هو بدون قيمة بحدّ ذاته، يجعل منه منتجًا ثمينًا. وهكذا نحن: إنّنا بدون قيمة بحدّ ذاتنا، لكنّ النعمة تحوّلنا وتعطينا ثمنًا، عندما نُغطَس ثلاث مرّات [أثناء المعموديّة]، كالقماش الأرجوانيّ، في القرمز الروحيّ، سرّ الثالوث...
يمكننا أن نلاحظ أنّ الرداء الأحمر هو أيضًا رمزُ لمجد الشهداء، المصبوغين بدمهم المهراق، المزيّنين بدماء الشهادة، الّذين يشعّون في المسيح كرداء قرمزيّ ثمين. في الماضي، كانت الشريعة تأمر بتقديم أقمشة أرجوانيّة لتزيين مسكن الله (خر25: 4)؛ والشهداء، في الواقع، هم زينة كنيسة الرّب يسوع المسيح...
إنّ إكليل الشوك الّذي وُضِع على هامة الربّ هو رمز لاجتماعنا، نحن الّذين انتقلنا من الوثنيّة إلى الإيمان. لم نكن حينها سوى أشواك، أي خطأة؛ ولكن، بإيماننا بالرّب يسوع المسيح، أصبحنا إكليل العدالة لأنّنا لم نعد نوخز المخلّص أو نجرحه، بل نكلّل رأسه بإعلان إيماننا... نعم، في الماضي كنّا أشواكًا، ولكنّنا أصبحنا حجارة ثمينة.