رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى أسيا الشهيد

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية، بذكرى أسيا الشهيد، الذي وُلِدَ في نيقوميديا وتَعَلَّم الطُب وأخَذَ يَخدُم المَرضى شَفَقَة ورَحمَة، ولِذلك لُقِّبَ بالرَحوم او باليونانية "بَنديليمون". يُكرِّمُه السُريان تَحتَ إسم مار آسيا "أي الطَبيب". تَكريَمه شائِع وشَفاعَته مَطلوبَة للذين لَم يُرزِقهم الله أولاداً. إستَشهَد بِقَطِع الرأس سنة 305.

 

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: عندما دخل بوليقربُس الملعب، سُمِع صوتٌ من السماء: "كن شجاعًا يا بوليقربُس، وكن قويًّا". لم يرَ أحدٌ المتكلّمَ، لكن مَن كان حاضرًا منّا هناك سمع الصوت... تضاعفت الصرخات عندما عرف الحشد مَن كان هذا الأسير. سأله الوالي ما إذا كان هو بوليقربُس. فأجاب: "نعم". حاول إرغامه على الجحود: "احترمْ شيخوختك... احلفْ بثروة قيصر، تراجع... العن المسيح". فأجاب بوليقربُس: "إنّني أخدمه منذ ستّة وثمانين عامًا ولم يلحق بي أيّ أذى. كيف لي أن أهين ملكي ومخلّصي؟".

وحين أعاد الوالي الكرّة، أردف بوليقربًس قائلاً: "بما أنّك صمّمت على جعلي أحلف بثروة قيصر كما قلت، وبما أنّك تدّعي جهل من أنا، اسمعْني أقول ذلك بكلّ صراحة: أنا مسيحيّ. وإن أردت تعلّم الحكمة من ديانتي، امنحني يومًا وأصغِ إليّ". أجاب الوالي: "أقنعْ الشعب". أجاب بوليقربُس: "أنا أعتبر أنّني أستطيع مناقشة الموضوع معك لأنّنا تعلّمنا تقديم الاحترام للسلطات والحكّام الذي أقامهم الله، شرط ألاّ ينقلبوا علينا. لكنّ هؤلاء الأشخاص يفتقدون إلى الكرامة، ولا أجد بالتالي أيّة حاجة إلى تبرير تصرّفاتي أمامهم".

 

قال الوالي: "سأرميك للحيوانات المفترسة إن لم تعلن عن جحودك". فأجاب بوليقربُس: "قمْ بإحضارها". فردّ الوالي: "هل تحتقر الحيوانات؟ هل تتشبّث برأيك؟ سأسلمك للنيران". فقال بوليقربُس: "أنت تهدّدني بنار تحرق لمدّة ساعة ثمّ تنطفئ. لأنّك لا تعرف نار الدينونة المستقبليّة والعقاب الأبدي التي تنتظر الكافرين. لكن ماذا تنتظر؟ افعلْ ما يحلو لك".

 

تسارعت الأحداث؛ وفي وقتٍ قصير جدًّا، تدافع الناس باتّجاه المشاغل والحمّامات لجمع الخشب والحطب... عندما أُعدّت المحرقة، خلع بوليقربُس ثيابه بنفسه وفكّ حزامه. كما أراد نزع حذائه، وهذا ما لم يكن يفعله عادةً لأنّ المؤمنين كانوا يسرعون لمساعدته... إذ إن ّهذا القدّيس العظيم كان حاصلاً على إجلال كبير قبل استشهاده بفترة طويلة.