رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"قصدت بابك"..ابن الشيخ فرحان البلبيسى: تعلمت منه بر الوالدين والمديح من القلب (حوار)

صالح العربى فرحان
صالح العربى فرحان البلبيسى

قال الشيخ صالح العربى فرحان البلبيسى، نجل المداح والمنشد “العربى فرحان البلبيسى”، إن والده كان شديد البر بوالدته، لافتًا إلى أنه وإخوته قد ورثوا بر الوالدين منه .

وأضاف أن أول مرة وقف فى مكان والده بمولد سيدنا الحسين، وقد أصابته حالة من الارتباك، كونه أول مرة يقف على المسرح، مؤكدًا أن والده وضع قدمه على سلم المدح والإنشاد عن طريق الصدفة، جاء ذلك فى حواره لـ"الدستور":

-هل كان لنشأة والدك أثر فى تفوقه بالمدح والإنشاد؟
كان والد والدى وأهله محبين لآل بيته وأولياء الله الصالحين، كثيرًا ما يترددون على زيارة الأضرحة والساحات، فكان له أثر كبير على شخصيته وساعد فى مدحه للنبى وآل بيته.

كيف كانت أولى خطواته فى مشواره كمنشد؟

جاء عن طريق الصدفة، عندما كان والدى يعمل فى مصنع الجوت ويحرص على  حفظ القرآن الكريم، ودعي وابن عمه المهندس فرحات، فى حضرة كان بها منشد، فطلب ابن عمه أن يمدح، فرفض الشيخ العربى فرحان البلبيسى، فأصر ابن عمه على المشاركة فى المدح وبعد إلحاح وافق فقام ابن عمه باستئذان المنشد، فنال إعجاب الحضور، ومنذ ذلك الوقت بدأ ابن عمه يصطحبه لساحات للمدح والإنشاد.

كيف اشتهر والدك خارج نطاق العائلة وبلدته الصغيرة؟

بعد أن ذاع صيته فى الساحات، عرض عليه أحد الشخصيات العامة بالشرقية وكان اسمه الحاج محمود الخيال، أن يسجل شريط كاسيت، حتى يعرفه الناس، وبالفعل وافق وتم عمل أول شريط كاسيت فى عام 1982، وأحدث ضجة كبيرة فى مصر بعنوان “قصدت بابك”

كيف كان الشيخ العربى فرحان البلبيسى كرب أسرة؟

كنت وإخوتى نحترمه لدرجة أنه لو كان جالسًا معنا، ولم يوجه لأحد سؤال نصمت لو 24 ساعة ولا نتحدث، كان والدى شديد البر بوالدته، توفى والده وهو طفل صغير، وكانت والدته الأم والأب له، كان يقبل يديها ويطلب منها الدعاء له، وكان والدى محبًا لرسول الله حبًا شديدًا وقلبه متعلقًا بأولياء الله الصالحين.

كيف تم اكتشاف حسن صوتك وسيرك على خطى الشيخ العربى فرحان البلبيسى؟

 كان أصدقائى برفقتهم فرقة وآلات موسيقية، وكان معروفًا عنى حب الآلات الموسيقية، فطلبوا منى أن أنشد شيئًا من أعمال والدى على أنغام الفرقة، وقاموا بالتسجيل لى، وحينما سمعت عائلتى التسجيل، انتهزوا فرصة رجوع والدى من عمله، وطلبوا منه أن يستمع للشريط وكان فى بادئ الأمر يظن أنه تسجيل لإحدى الليالى التى أنشد فيها، ثم بدأ يُلاحظ أن الكلمات مختلفة عما يُنشده فعلم أن أحد أولاده، وسأل والدى من أنشد الشريط، فطلبت منه والدتى أن يُخمن فقال: “أكيد صالح.. أنا متنبئ له بشىء بس خليه فى وقته"

كيف خرجت للنور وواصلت على خطى والدك أمام الجماهير؟

وقفت مكان والدى أمام الجمهور فى مولد سيدنا الحسين، وقتها استدعانى الوالد وقال لخالى الذى كان يتولى مدير أعماله: “وقفه هنا وهاتله المايك” وطلب منى أن أردد معه، ثم حضر أحد أصدقائه وأخذه ونزل من على المسرح فطلب منى أن أنشد مكانه، وكانت لحظة فارقة فى حياتى، بعد أن أوقفنى مكانه وكان من المستحيلات أن يسمح لأحد بالوقوف مكانه، فأصابتنى الصدمة وشعرت بأننى نسيت الكلمات حتى لحقنى خالى وبدأ يلقننى الكلمات وبدأت الإنشاد.

 

وصية والدك بخصوص طريق المدح والإنشاد؟

كان دائمًا ما ينهانى عن الخطأ ويقول لى :“ أنت تمدح النبى لازم تبقى أهل لذلك”، يحذرنى من التفكير فى الأمور المادية، أسعد الناس بمدح النبى صلى الله عليه وسلم ، يقول لى قبل أن تنطق الكلام طبقه على نفسك، فتقول "يارب" حين تناجى الله بقلبك، وتردد أقوال عن حب النبى وأهل بيته وانت تحمل ذلك الحب، فكلما كنت صادقًا وصل ما تقوله لقلوب المستمعين.

 

ماذا عن ظروف وفاة والدك ؟

 كان يحيى ليلة وأصيب بوعكة ونقلناه للطبيب الخاص به بمدينة الزقازيق، ثم مكث يومًا بعدها وتوفى وهو يردد الشهادة باستمرار حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.