تحرك حكومى جديد بشأن إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، اليوم الأربعاء، اجتماعًا موسعًا عبر خاصية الفيديوكونفرانس؛ لمتابعة الموقف التنفيذى لمشروعات إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون، وإجراءات إنزال الزريعة السمكية بالبحيرة، وذلك بمقر وزارة البيئة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
بحضور الدكتور على أبوسنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، واللواء الحسينى فرحات رئيس جهاز تنمية البحيرات، والدكتور محمد التوني نائب محافظ الفيوم، والدكتورة نسرين عز الدين الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، مستشار محافظ الفيوم لشئون الثروة السمكية، والدكتور عادل على أحمد رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، والدكتورة عبير السحرتي نائب رئيس المعهد، والدكتور محمد سالم رئيس قطاع حماية الطبيعة، وياسمين سالم مساعد الوزيرة للتنسيقات الحكومية، والدكتور عيد الراجحي مسئول ملف معالجة المياه بوزارة البيئة، وعدد من القيادات المعنية بوزارة البيئة ومحافظة الفيوم.
وتقدمت الدكتورة ياسمين فؤاد بالتهنئة للدكتور أحمد الأنصاري على تجديد ثقة القيادة السياسية باستمرار تولي منصب محافظ الفيوم، متمنية له التوفيق في مهام عمله، معربة عن خالص تقديرها للتعاون المشترك فى منظومة العمل البيئي للحفاظ على الموارد الطبيعية وإدارة الاستثمار البيئي بالمحافظة.
وثمنت "فؤاد" جهود كل الجهات المشاركة فى مشروع إعادة التوزان البيئي ببحيرة قارون، والذى تم العمل عليه خلال السنوات الماضية، من خلال اللجنة المشكلة بقرار رئيس مجلس الوزراء برئاسة وزيرة البيئة؛ لمتابعة إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون بمشاركة عدد من الجهات المعنية، منها وزارات التنمية المحلية والإسكان، وجهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية، ومعهد علوم البحار والمصايد وغيرها من الجهات.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على أهمية المتابعة الدورية لمحاور تنفيذ المشروع، والذى يتضمن عددًا من المكونات للقضاء على التلوث بالبحيرة، حيث شهدت الفترة الماضية تطورًا ملحوظًا فى أوضاع البحيرة.
ولفتت إلى أن الحكومة تعمل جاهدة على التقرب من المواطن وتلبية احتياجاته، مؤكدة على استمرار العمل على قدم وساق للوصول إلى نسب التنفيذ الكلية لمشروعات إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون في أقرب وقت، وتحسين الأوضاع بها.
كما أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن المشروعات التي يتم تنفيذها لإعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون تأتي في إطار تكليفات القيادة السياسية للارتقاء بكل البحيرات على مستوى الجمهورية، حيث إن إعادة بحيرة قارون لسابق عهدها يمنح فرصة أكبر للاستثمار السياحي والاستزراع السمكي، وأن التوافق بين كل الجهات المعنية هو أساس نجاح عملها.
وأوضحت وزيرة البيئة أن جهاز شئون البيئة ركب محطة رصد على البحيرة؛ لمتابعة أي مشاكل قد تواجهها البحيرة وتحليل النتائج أولًا بأول، والعمل على حلها، كما أنه تم العمل خلال الفترة الماضية على إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التى يواجهها محور الاستزراع السمكي بالبحيرة، وتم عقد عدة اجتماعات مع كل الجهات العلمية المعنية بهذا المحور للخروج بقرار ملزم وموحد وتسهيل الإجراءات فى هذا الشأن.
ومن جهته؛ تقدم الدكتور أحمد الأنصاري بالتهنئة للدكتورة ياسمين فؤاد على تجديد ثقة القيادة السياسية باستمرار سيادتها وزيرة للبيئة، مؤكدًا على استمرار التعاون بين الجانبين لتحقيق مزيد من النجاحات.
مشروعات يجري تنفيذها لإعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون
واستعرض المشروعات التى يجري تنفيذها بمشروعات إعادة التوزان البيئي لبحيرة قارون، ونسب ومعدلات التنفيذ بها، وأوضح أن المحافظة تعمل بالتنسيق مع الوزارات والجهات ذات الصلة لإعادة التوازن البيئي وإعادة الحياة البيولوجية لبحيرة قارون على أسس علمية مدروسة، موضحًا أن ما يتم تنفيذه من مشروعات للصرف الصحي سواء من خلال الخطة الاستثمارية للمحافظة أو خطة تنفيذ المشروعات العالقة، أو بواسطة المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" أو من خلال القرض الأوروبي الذي يتخطى 20 مشروعًا لمحطات الصرف الصحي، بجانب أعمال مشروعات وزارات الموارد المائية والري والزراعة والإسكان والبيئة بمحافظة الفيوم، بما يسهم فى معالجة أكثر من 90% من المياه الداخلة لبحيرة قارون.
وأشار إلى أن دور محافظة الفيوم للارتقاء بالحياة المائية لبحيرة قارون يتكامل مع الدور الذي تقوم به الوزارات والهيئات المعنية، لافتًا إلى أن بحيرة قارون ذات طبيعة خاصة، تختلف عن باقي بحيرات الجمهورية مما يستدعي التعامل معها بطرق وأساليب تتماشى مع طبيعتها.
وأكد المحافظ أنه تم التشبيك بين محافظة الفيوم ممثلة في الفريق العلمي المشكل، ووزارة البيئة، وجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، والمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، وكل الجهات الشريكة، لسرعة إنزال زريعة أسماك البلطى ويرقات الجمبري، لما لهما من القدرة في التعايش والتأقلم مع طبيعة الحياة المائية لبحيرة قارون، وذلك بعد التحاليل والأبحاث التى أجريت مرارًا وتكرارًا بشكل دوري على مياه البحيرة، في إطار الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية للدولة المصرية، بمختلف البحيرات على مستوى الجمهورية ومن ضمنها بحيرة قارون، لما لها من مردود إيجابي مهم على مستوى معيشة الأفراد العاملين بمجالي الصيد والسياحة، لافتًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، يؤكد على سرعة الأخذ بالحلول الجزئية المدروسة لحين الوصول للحلول التكاملية.
ولفت محافظ الفيوم إلى أن المحافظة تعاونت مع العديد من الجهات البحثية المتخصصة فى مجالي الأسماك وتنمية البحيرات لتطوير وتطهير بحيرة قارون، من خلال إجراء العديد من الأبحاث والتحاليل على مياه البحيرة خلال الأربعة أعوام الماضية، من خلال تقسيمها إلى 6 قطاعات، وقامت كل جهة من الجهات بإجراء تجاربها بشكل مستقل، وكانت تكرر تحاليلها دوريًا بمتابعة شخصية منه، حيث أفادت الدراسات بأن الوضع حاليًا بالبحيرة يسمح بإطلاق زريعة أنواع الأسماك التى تتلاءم مع وضع البحيرة من حيث معايير جودة المياه ومقاومة الإصابة بطفيل الأيزوبود ووفقًا للمواعيد والأماكن المحددة لنوع كل زريعة من الأسماك وتبعًا لخطة ممنهجة لإنزال الزريعة، موضحًا أنه تم إنزال زريعة أسماك أمهات أسماك الموسي لبحيرة قارون في شهر يناير ٢٠٢٣، كتجربة لقياس عودة الحياة البيولوجية للبحيرة، بهدف إعادة دراسة المشهد، وأكدت التجربة تعافى البحيرة، مما يثبت بشكل قوى إيجابية نتائج الأبحاث والتحاليل التى أجريت عليها، بما يسهم فى الارتقاء بالقطاع الاقتصادي، الذي بدأ يتعافي في ظل الرؤية المنهجية والعلمية للقيادة السياسية للدولة المصرية.
وتابع المحافظ أن الجهود التى بذلت وما زالت تبذل من مختلف الوزارات والجهات ذات الصلة، لإعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون، تأتي في إطار علمى توافقى وتعاون بناء ومثمر لزيادة المخزون السمكي بالبحيرة، بناءً على الرؤية العلمية بعيدًا عن العشوائية، مؤكدًا أن هذه الجهود ليست بالأمر اليسير نظرًا لخصوصية البحيرة والتنوع البيولوجي بها، مما يتطلب توظيف الجهود للوصول للرؤية والمشورة العلمية والتنفيذية الصحيحة، بهدف تحقيق الصالح العام للمواطنين.
وخلال الاجتماع تم استعراض ما وصلت إليه نسب تنفيذ الخطط المعدة للمشروعات التى يتم تنفيذها بالبحيرة، وتشمل مشروع تأهيل ورفع كفاءة محطة معالجة مياه الصرف الصناعى والصحى بكوم أوشيم، حيث بلغت نسبة التنفيذ ٢٥% وجارٍ استكمال نسب التنفيذ، كما تم استعراض مستجدات ما تم تنفيذه من مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بالفيوم، والتي تتم من خلال الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، ونسب التنفيذ لمحطات المعالجة بشكشوك وكحك وغيرها، وأيضًا مشروع القرض الأوروبى لرفع كفاءة محطات الصرف الصحي والشبكات بالمحافظة والممول من بنك الإعمار الأوروبى، كما تمت مناقشة الموقف التنفيذى لمشروع استخراج الأملاح من بحيرة قارون "إميسال"، وأعمال التكريك بالبحيرة.
كما تناول الاجتماع مناقشة الإجراءات التنفيذية التى تم اتخاذها بمحور الاستزراع السمكي بالبحيرة، حيث تم استعراص إجراءات إنزال الزريعة وأنواعها بالبحيرة وأنواع الأسماك التى تشملها الزريعة، وتحديد الأماكن المناسبة داخل البحيرة، وفقًا للدراسة العلمية التي أجراها جهاز تنمية الثروة السمكية، ومعهد علوم البحار والمصايد بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى، حيث تمت دراسة المشاكل التى كانت تعانى منها البحيرة وتؤدى إلى عدم نمو الأسماك وطرق حلها، وأيضًا دراسة إجراءات إعادة أنواع الأسماك التى كانت بالبحيرة، وقد أبدى اللواء الحسينى فرحات استعداد جهاز تنمية البحيرات لتوفير كل أنواع الزريعة التى سيتم إنزالها بالبحيرة، وكذلك إمكانية الاستعانة بالخبراء من داخل الجهاز فى عملية الإنزال.
كما اتفقت كل الجهات المعنية على طرح نوعين من الزريعة بالبحيرة (الجمبرى، والبلطى الأحمر) خلال شهور أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، حيث تمت مراعاة اختيار أنسب الأوقات من العام لطرح الزريعة بشكل آمن وبما يتلاءم مع أوضاع البحيرة وأيضًا الصيادين.
كما أنه سبق وتم إنزال أسماك موسى بالبحيرة فى يناير الماضى، وقد نجحت التجربة والعمل خلال الفترة الماضية على تنزيل أقفاص تجريبية بالبحيرة، ورصد النتائج وتحليلها بمشاركة الصيادين للتعرف على رؤيتهم فى هذا الشأن، وتم الخروج بخطة للبحيرة حيث تم تحديد جزء للأنشطة السياحية، وأجزاء لطرح الزريعة، واتفق الحضور على المتابعة الدورية للقرارات التي تم اتخاذها خلال الاجتماع ومتابعة تنفيذها.