اجتماع سرى بين واشنطن وإسرائيل والإمارات حول اليوم التالى للحرب على غزة
عقدت الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة، اجتماعًا في أبو ظبي، الخميس الماضي؛ لمناقشة الخطط الخاصة بغزة بعد انتهاء الحرب.
جاء هذا وفقًا لما أعلن عنه مسئولان إسرائيليان، مشيرين إلى أن وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد استضاف الاجتماع.
ووفقًا لموقع أكسيوس، بدأ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك الحاجة إلى خطة واقعية لكيفية حكم غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس.
وحضر الاجتماع كبير مستشاري الرئيس بايدن لشئون الشرق الأوسط بريت ماكجورك من الجانب الأمريكي، وحضر من الجانب الإسرائيلي وزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وهو أحد المقربين من نتنياهو.
وقال المسئولان إن اثنين من كبار مسئولي الدفاع الإسرائيليين اللذين كانا يعملان على مقترحات إسرائيل بشأن خطط ما بعد الحرب على غزة سافرا أيضًا مع ديرمر إلى أبو ظبي.
وعرض الإماراتيون مقترحاتهم لليوم التالي للحرب في مقال رأي لمساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشئون السياسية لانا نسيبة.
ودعت نسيبة إلى إرسال بعثة دولية مؤقتة إلى غزة، لافتًا إلي أن من شأن هذه البعثة أن تستجيب للأزمة الإنسانية وإرساء القانون والنظام وإرساء أسس الحكم.
وقالت نسيبة في تصريح لـ"فاينانشال تايمز"، في يوم الاجتماع الثلاثي في أبو ظبي إن الإمارات العربية المتحدة ستكون مستعدة لتكون جزءًا من هذه القوة الدولية وستضع قوات على الأرض.
شروط الإمارات للمشاركة في خطة اليوم التالي
ووضعت الإمارات عدة شروط رئيسية، منها أنه يجب أن تدخل القوة الدولية إلى غزة بدعوة رسمية من السلطة الفلسطينية، كما يتعين على السلطة الفلسطينية إجراء إصلاحات ذات مغزى وأن يقودها رئيس وزراء جديد يتمتع بالصلاحيات والاستقلالية.
ويتعين على حكومة الاحتلال الإسرائيلي السماح للسلطة الفلسطينية بأن يكون لها دور في حكم غزة والموافقة على عملية سياسية تقوم على حل الدولتين، وسيكون للولايات المتحدة دور قيادي في أي مبادرة اليوم التالي.
وقد رفض مكتب نتنياهو والبيت الأبيض والسفارة الإماراتية في واشنطن التعليق على ذلك.
وأشار موقع أكسيوس إلي أن الإماراتيين يريدون أن يكونوا جزءًا من حل في غزة لا يشمل حماس، ولكن لديهم أيضًا تحفظات قوية على القيادة الحالية للسلطة الفلسطينية، وأخبر الإماراتيون إدارة بايدن أن رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد، محمد مصطفى، كان أحد المقربين من عباس، وبالتالي لن يكون مستقلًا ولن تجري الإصلاحات المطلوبة.
وأشار الموقع الأمريكي إلي أن الإماراتيين ضغطوا من أجل تعيين مرشحين آخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض وهو أحد منتقدي عباس بدلًا من ذلك.
نتنياهو يسعي لمشاركة الإمارات في إعادة الإعمار
فيما قال نتنياهو إنه يريد من الإماراتيين أن يكونوا جزءًا من خطة اليوم التالي لغزة، ويرغب رئيس الوزراء الإسرائيلي في أن ترسل الإمارات العربية المتحدة قوات، وتدفع تكاليف إعادة الإعمار وإصلاح نظام التعليم في غزة من أجل نزع التطرف من السكان.
لكن نتنياهو لا يرغب في الوقت الراهن في إنهاء الحرب، كما يرفض أي دور رسمي للسلطة الفلسطينية في غزة، ولا يرغب في استئناف العملية السياسية على أساس حل الدولتين.
خطة اليوم التالي في غزة من وجهة النظر الإسرائيلية
وسبق، وقدم وزير الدفاع في حكومة نتنياهو، يوآف جالانت، خطة اليوم التالي لغزة قبل أشهر تشبه إلى حد كبير الاقتراح الإماراتي، لكن نتنياهو رفضها جملة وتفصيلًا.
وقال مسئولون إسرائيليون إن نتنياهو يبدي الآن استعدادًا أكبر، على الأقل في السر، لدعم خطة جالانت ومناقشتها مع الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.
وقال مسئول إسرائيلي: "هاجم نتنياهو خطة جالانت وعرقلها لأشهر، لكنه الآن أخذها وترجمها إلى الإنجليزية وأعطاها لدرمر ليقدمها للإماراتيين والأمريكيين كما لو كانت من اختراعه الخاص".
كانت إدارة بايدن تضغط على نتنياهو منذ أشهر لمناقشة خطة اليوم التالي بجدية، خاصة مع استمرار الجهود للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار.
وقال بلينكن يوم الجمعة في منتدى أسبن للأمن "لا يمكن أن يكون لدينا اتفاق يعقبه نوع من الفراغ الذي سيملأه إما عودة حماس، أو إطالة إسرائيل لاحتلالها أو وجود فراغ يملأه الفوضى، أو فوضى تملأه الفوضى".
وأضاف أن الرئيس بايدن يعتزم أن يناقش مع نتنياهو خلال لقائهما في واشنطن هذا الأسبوع الحاجة إلى وجود خطة، وقال مسئول أمريكي إن بايدن سيلتقي نتنياهو يوم الخميس.
وقال بلينكن: "نحن نعمل كل يوم مع الشركاء العرب، ومع إسرائيل، ومع العديد من الشركاء الآخرين، من أجل الحوكمة، والأمن، والمساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار وهذا أمر بالغ الأهمية".