خبراء يمنيين لـ"الدستور": الهجوم الإسرائيلي على "الحديدة" سيعقد الأوضاع في الشرق الأوسط
حذر خبراء وسياسيون يمنيون من تداعيات الهجوم الإسرائيلي، مساء السبت الماضي، على ميناء الحديدة في اليمن، بعد استهداف جماعة الحوثي، تل أبيب، بطائرات مسيرة، مؤكدين أن استمرار حرب غزة سيؤدي لتفاقم الصراعات بالمنطقة واتساع دائرة المواجهات.
عبدالباسط الشاجع: الهجوم الإسرائيلي اعتداء على السيادة اليمنية
بداية قال عبدالباسط الشاجع، صحفي وباحث يمني، إن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت في ميناء الحديدة، غربي اليمن، لاقت استنكارًا واسعًا من جميع اليمنيين بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم، كونها اعتداء على السيادة اليمنية، واستهداف البنية التحتية والمدنيين، في المقابل هناك رفض واستياء من استجلاب جماعة الحوثي المسلحة والمدعومة من إيران للتدخلات الخارجية وتحويل البلد إلى حلبة صراع للقوى الإقليميمى.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن تداعيات هذه الضربة الإسرائيلية على المستوى الداخلي اليمني، ستزيد من تعميق الأزمة الإنسانية ومعاناة اليمنيين، مشيرًا إلى أنه عقب الاستهداف بساعات، تداعى المواطنون في طوابير طويلة أمام محطات البنزين تخوفًا من احتمالات حصول أزمة في المشتقات النفطية، بالإضافة إلى انقطاع شبكة الاتصالات في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي حتى اللحظة، وهناك قلق أوساط الشعب من تصاعد الصراع.
وتابع" الشاجع" أن جماعة الحوثي تعمل على استغلال مناوشاتها مع إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، لتثبيت سلطتها الداخلية وإضفاء مشروعية سيطرتها على معظم مناطق شمال اليمن، حيث لا زالت تعاني من عزلة داخلية وخارجية، وهذه الضربات تحاول تجييرها لتحسين اشتراطاتها والضغط على السعودية والولايات المتحدة لتحقيق رغباتها السياسية في أي تسوية سياسية قادمة.
وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي كان متوقعًا لا سيما بعد العمليات المتبادلة خلال الأيام الماضية، وذهاب إيران نحو التصعيد بعد تمادي إسرائيل في تجاوز الخطوط الحمراء مع أذرعها في المنطقة، فمنذ 7 أكتوبر تستغل إيران أذرعها في اليمن ولبنان والعراق، لتحقيق إستراتيجيتها على تعزيز البعد الإقليمي للضغط على السياسة الأمريكية، وأيضًا السيطرة على الممرات البحرية التي تتحكم بالاقتصاد والتجارة الدولية، وبالتالي فإن الطائرة المسيرة التي أطلقتها جماعة الحوثي استهدفت تل أبيب ردًا على تصعيد الاحتلال ضد حزب الله، وتعزيزًا لمبدأ وحدة أذرع إيران، لكن البعض يعتقد أنها تضحية إيرانية بالحوثي لحماية حزب الله.
وتابع، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتيناهو، استبق زيارته المقررة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإلقاء خطاب أمام الكونجرس، الأربعاء القادم، في ظل فتور العلاقة مع واشنطن ومضايقات المحاكم الدولية، وفشله في تحقيق نصر في غزة التي كبدت الاحتلال خسائر عالية، ويواجه تهديدًا وجوديًا، وبالتالي استبقها بضربة على ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الحوثيين، هروبًا من أزماته الداخلية التي تعصف بكيان الاحتلال.
وأكد "الشاجع" أن المخاوف تتزايد من انزلاق المنطقة إلى أتون فوضى وحرب إقليمية كبيرة، مع اتساع رقعة الصراع يومًا بعد يوم، واشتعال الموقف على جبهات عدة بشكل متزامن، في وقت تُواصل فيه إسرائيل حربها على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر.
حسين الصوفي: ميليشيا الحوثي أذرع إيرانية
ومن جانبه، قال الصحفي اليمني حسين الصوفي، إن ما تقوم به مليشيا الحوثي منذ أشهر يأتي بأوامر إيرانية وسلاح إيراني وخبراء إيرانيون لكن على أراضي يمنية وبلسان يمني، وما قامت به دولة الكيان الصهيوني من عدوان همجي ضد المنشٱت المدنية اليمنية يندرج ضمن التخادم الخبيث بين الصهاينة وإيران، وكلاهما يسعى لإشعال النيران في العمق العربي وينسف الجدار الأخير في الأمن القومي العربي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن العمليات التي قامت بها العصابات الإيرانية في البحر الأحمر لم توقف الدماء في غزة، وبالتالي فإن التداعيات تتمثل في التالي منذ بدء عملية حارس الأزهار حاولت مليشيا الحوثي التذرع باستهداف السعودية، وتحججت بأنها مشاركة في العملية، مع أن السعودية نفت نفيًا قاطعًا مشاركتها في العملية، وهذا ما أفشل الذرائع الإيرانية التي تندرج ضمن اجندات التخادم الإيراني الغربي في تفكيك وتدمير العمق العربي، ومنذ اللحظة الأولى لعدوان إسراىيل على الحديدة بدات أصوات حوثية تحمل السعودية المسؤولية مع إن الإعلام الإسرائيلي تحدث أن العملية استدعت تزويد بالوقود وهو ما يفند إدعاء فتح الأجواء السعودية للعدو الصهيوني.
وأوضح "الصوفي" أن العين على السعودية ومصر، فإيران تستثمر طوفان الأقصى ودماء الضحايا في غزة لصالح مشروعها في المنطقة وهواها يتطابق مع الهوى الغربي والعراق ليس بعيدًا عنا.
واليوم يهدد حسن نصر الله بحرب على قبرص ومع أنه ما يفصله عن الأراضي المحتلة سوى مرمى حجر، لكنها أجندات إيران وأحلام إمبراطورية الفارسية في إغلاق البحر الأبيض المتوسط على مصر عن طريق لبنان والبحر الأحمر عن طريق الحوثي، وهو تطويق لمصر والسعودية ويعتبر الحلقة الأخيرة في الحدود السعودية بعد إشعال الحرب من جهة قوات الدعم السريع في السودان.
واأكد حسين الصوفي في ظل تراخي الموقف العربي الرسمي للأسف فإن هذا الفراغ تستغله إيران بشكل بالغ الخطورة ولم تشهد الساحة العربية تهديدًا وجوديًا وغيابًا مخيفًا كهذه المرحلة التي تعتبر تهديدًا وجوديًا لآخر القلاع العربية مصر والسعودية على وجه الخصوص.
عبدالرحمن الربيعي: الحوثيون يخشون من رد إسرائيل
بينما قال الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية عبدالرحمن الربيعي: أعتقد أنه بالرغم من إدعاء الحوثيين بأنهم يحاربون من أجل غزة فذلك أمر آخر يحتاج إلى توضيح وتفسير أبعد من جوهر السؤال.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "في تقديري لن يكون لهذا الهجوم أي تأثير إطلاقًا فما قامت به إسرائيل من عمل عسكري ليس سوى رد فعل لاستهداف تل أبيب بطائرة مسيرة قد تكون موجة من طرف آخر غير الحوثيين لكن الحوثيين تبنوا ذلك الهجوم لذلك.
وقال إن إسرائيل لن تتلقى أي ضربات من قبل الحوثيين كما حدث باليومين الماضيين لإدراك الحوثيين بما سيترتب على ذلك من رد مؤلم وقاسي.