أيام همينجوي في باريس: إنطلاقته الأدبية كانت من مكتبة "شكسبير"
"لو أنك محظوظ بدرجة كافية، فعشت في باريس إبان شبابك فأينما وليت وجهك باقى حياتك المقبلة، ستظل باريس باقية معك، ذلك أنها عيد متنقل إلي الأبد".. بهذه الكلمات لخص الروائي وكاتب القصة والصحفي والرياضى الأمريكي إرنست ميلر همينجواي الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده (21 يوليو 1899 - 2 يوليو 1961) أيام شبابه التي قضاها في باريس في رسالة بعث بها لأحد أصدقائه عام 1950.
همينجوي الذى حصل علي ما احتاجه من كتب من مكتبة "شكسبير والرفاق" التي كانت تمتلكها السيدة سيلفيا بيتش في طريق الأوديون والتي حصل منها علي مجلدين لـ"ترجينيف" بعنوان "مقاطع من حياة رجل رياضى" وكتابًا مبكرًا لـ"د.هـ. لورنس" هو "أبناء وعشاق"، ورواية "الحرب والسلام" لتولستوي، و"المقامر وقصص أخرى" لديستوفيسكي.
وتعود زيارة همينجوي لباريس إلى1921، وقتها تزوج من هادلي ريتشاردسون، وهي الأولى من بين زوجاته الأربع حيث عمل مراسلًا أجنبيًا، وقتها وقعا هناك في عشرينيات القرن العشرين، تحت تأثير الكتاب والفنانين الحداثيين من مجتمع المغتربين أو «الجيل الضائع» حسبما أصطلح عليه لاحقًا.
وفي 1926 نشرت روايته الأولى "ثم تشرق الشمس" ويصف كارلوس بيكر، أول من كتب سيرة همينجوي الذاتية أن همينجوي في سنواته الأولى في باريس كان شاب وسيم، طويل القامة، ومفتول العضلات، عريض الفك والمنكبين، وبني العينين، وأزهر الوجنتين، ذو صوت لطيف.» عاش برفقة هادلي في مبنى صغير في «شارع 74 دو كاردينال ليموين» في الحي اللاتيني، في حين عمل في غرفة مستأجرة في مبنى مجاور.
وأن إستاين التي كان صالونها الأدبي معقلًا للحركة الحداثية في باريس، كانت بمثابة مُرشدة لهمينجوي وعرابة لابنه جاك؛ حيث عرّفته على الفنانين والكتاب المغتربين في «حي مونبارناس».
ويقدر بيكر كاتب سيرة همينجوي الذاتية أنه خلال أول 20 شهرًا له في باريس، قدم همينجوي 88 قصة لصحيفة «تورنتو ستار». غطى الحرب التركية اليونانية، حيث شهد «حريق سميرنا»، وكتب مقالات عن السفر، مثل «صيد التونة في إسبانيا» و«صيد سمك السلمون المُرَقَّط في جميع أنحاء أوروبا: إسبانيا هي الأفضل، ثم ألمانيا»، ووصف أيضًا انسحاب الجيش اليوناني مع المدنيين من تراقيا الشرقية.